تتصاعد وتيرة الاشتباكات بين قوات البيشمركه الكردية ومسلحي ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) على طول جبهة المواجهة، التي تزيد عن 1050 كيلومترا.
وبحسب أمين عام وزارة البيشمركه في حكومة اقليم كردستان الفريق جبار ياور حققت قوات البيشمركه تقدما على الأرض في مواجهة مسلحي داعش مع استعادة السيطرة على عشرات القرى في كركوك والموصل وتحرير معبر ربيعة الإستراتيجي الحدودي، وذلك بفضل الضربات الجوية للتحالف الدولي، والمساعدات التي تقدمها هذه الدول، ووجود خبراء عسكريين وضباط من المانيا وبريطانيا وفرنسا واستراليا وكندا.
ياور وفي مقابلة خاصة أجرتها معه إذاعة العراق الحر عبر الهاتف، أكد أن تحرير معبر ربيعة وهو منفذ حدودي مهم جدا سيؤثر كثيرا على العمليات العسكرية في المنطقة، وسيساعد قوات البيشمركه على سرعة الوصول الى سنجار لتحريرها، مشيراً الى أن هناك خططا لتحرير كافة المناطق الكردستانية التي سيطرت عليها مجاميع ارهابية.
ونفى ياور مشاركة القوات العراقية في عملية تحرير منفذ ربيعة الحدودي، لافتاً الى أن التعاون يقتصر على بعض المرات، إذ اشتركت المروحيات التابعة للقوة الجوية العراقية في بعض العمليات، كما شارك قرابة 100 عنصر امني من الجيش العراقي في عملية تحرير سد الموصل، بينما شاركت قوات البيشمركه في عمليات تحرير امرلي وسليمان بيك وفي فتح الطريق بين كركوك وبغداد.
ياور أوضح أن ضعف التعاون والتنسيق بين القوات العراقية وقوات البيشمركه الكردية يعود الى عدم وجود قوات الجيش العراقي في محافظتي نينوى وصلاح الدين بعد أن سيطرة مسلحي داعش عليهما.
وفيما يتعلق بدعم الدول الغربية لقوات البيشمركه في الحرب ضد داعش قال الفريق جبار ياور إن الدعم مختلف، وهناك تنسيق من ناحية العمليات العسكرية بين قوات البيشمركه والقوات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، كما تم تشكيل غرفة عمليات مع ضباط التنسيق من ثمان دول بعد أن أنضمت هولندا الى التحالف.
وكشف ياور عن وجود أكثر من 1800 خبير عسكري أميركي في عموم العراق، بعضهم موجود في الاقليم، فضلا عن عشرات الخبراء الامنيين من بريطانيا وفرنسا وكندا يقدمون خبراتهم ويدربون قوات البيشمركه ويساعدون في ايصال بعض الاسلحة والاعتدة للبيشمركه وقوات حماية الاقليم.
وفي رده على سؤال حول تقييمه لملف التسليح وما قدمته دول أوربية لإقليم كردستان، قال أمين عام وزارة البيشمركه جبار ياور إن الاسلحة والاعتدة التي تصل إلى اقليم كوردستان من الدول الصديقة تساعد في تقدم قوات البيشمركه في جبهات القتال ضد داعش، لكنه أوضح أن ما قدم حتى الان اسلحة تقليدية وقليلة بينما يحتاج الإقليم الى اسلحة جديدة للقضاء على الارهاب.
كما لفت ياور الى أن "قوات البيشمركه لا تتسلم مساعدات عسكرية ولا رواتب ولا اسلحة ولا عتاد من الحكومة الإتحادية.
وحول الغارات الجوية للتحالف الدولي أكد الفريق جبار ياور أنها تساعد قوات البيشمركه على وقف هجمات الارهابيين ودعم هجمات البيشمركه على مواقع الارهابيين، لكنها ليست كافية مستقبلا لتحرير الموصل وصلاح الدين وديالى والانبار، مشدداً على الحاجة الماسة الى قوات برية اكثر على الارض، إما أن تكون قوات عراقية تشترك مع القوات الجوية للتحالف مع قوات البيشمركه لتحرير هذه المناطق او أن تكون قوات برية للتحالف الدولي. والقرار يعود لهذه الدول والامم المتحدة إذا ما طلبت الحكومة العراقية ذلك عندها سيرحب إقليم كردستان بالقوات البرية الغربية.
وعن دور المسلحين الاكراد من تركيا وايران ذكر ياور أنه في بداية هجمات داعش على المناطق الكردستانية، وقف مسلحون من كردستان ايران وتركيا وحتى سوريا الى جانب قوات البيشمركه وخاصة في مناطق سنجار والموصل وايضا في كركوك لصد هجمات الارهابيين.
وفي الوقت الذي تحقق فيه قوات البيشمركه الكردية تقدما داخل العراقية، سقطت العديد من القرى الكردية في سوريا بيد مسلحي داعش، وباتت مدينة كوباني محاصرة وهناك مخاوف من احتلالها من قبل داعش، لذا تصاعدت نداءات الاستغاثة لمساعدة قوات حماية الشعب.
أمين عام وزارة البيشمركه في حكومة إقليم كردستان الفريق جبار ياور قال إن وزارة البيشمركه ورئاسة الاقليم ابدتا استعدادهما لتقديم المساعدة للمحاصرين في كوباني، لكن المشكلة تكمن في صعوبة وصول قوات البيشمركه بسبب التعقيد الجغرافي لمنطقة كوباني المنفصلة عن باقي المقاطعات الكردية الاخرى حيث وقعت معظم القرى الكردية بيد الارهابيين، إلا أن ياور بيّن أنهم طلبوا من الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها مساعدة اهالي كوباني وكردستان سوريا بقصفهم لمواقع إرهابيي داعش وقد قامت طائرات التحالف الدولي بالفعل بقصف مواقع الارهابيين في كوباني والرقة ومناطق أخرى على حد تعبير ياور.