في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة العراقية على وضع اللمسات الاخيرة على مسودة مشروع قانون الحرس الوطني، تتصاعد الدعوات للاسراع في تشكيله في المحافظات الساخنة، التي ما زال يسيطر مسلحو ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) على مناطق واسعة فيها.
فمحافظات الانبار وديالى وبابل بدأت فعلياً بتشكيل نواة الحرس الوطني، إذ كشف نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، في تصريحات صحفية عن تشكيل أول فوج من الحرس الوطني في المحافظة يضم 500 مقاتل.
الى ذلك كشف نائب رئيس مجلس محافظة ديالى عمر الكروي، عن تشكيل النواة الأولى للحرس الوطني في ديالى لحماية المناطق "السنية"، مؤكداً وجود التنسيق مع نحو 120 عشيرة لغرض تشكيل قوات الحرس الوطني.
وفي بابل أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، عن البدء بتشكيل قوات الحرس الوطني من متطوعي الحشد الشعبي.
وكان محافظ نينوى، أثيل النجيفي دعا الحكومة العراقية الى الاسراع في تشكيل الحرس الوطني في المحافظات الساخنة، معلناً خلال مؤتمر صحفي، عقده في أربيل، الأربعاء(1تشرين)، انه حصل على موافقة حكومة اقليم كردستان لتدريب هذه القوات وتأهيلها بهدف طرد مسلحي (داعش) من الموصل.
واوضح عضو مجلس محافظة نينوى خالد العبيدي ان التطوع للحرس الوطني سيقتصر فقط على ابناء المحافظة، وهم سيحررون الموصل.
الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، الفريق جبار ياور وفي تصريح خاص بإذاعة العراق الحر أكد استعداد الاقليم لتدريب قوات الحرس الوطني.
النائب عن القائمة الوطنية نايف الشمري، يرى أن الاجراءات المتبعة حالياً هي التي تعيق تشكيل الحرس الوطني الذي طُرح ضمن البرنامج الحكومي، لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، وموضوع تسليحها وتدريبها وتمويلها مرتبط مباشرة بمكتب العبادي.
القيادي في التحالف الوطني احسان العوادي أوضح لاذاعة العراق الحر أن سيطرة مسلحي تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) على الموصل ومناطق واسعة في الانبار، تعيق تشكيل الحرس الوطني، لافتاً الى دمج متطوعي الحشد الشعبي في الحرس الوطني.
المحلل السياسي عبد الأمير المجر أكد ضرورة تشكيل منظومة الحرس الوطني من أبناء المحافظة ومن كافة المكونات القومية والعرقية.
ورغم إجماع الأطراف السياسية على ضرورة تشكيل الحرس الوطني كقوة رديفة للجيش والشرطة للقضاء على داعش وتحرير المناطق التي سيطر عليها، يستمر الجدل حول كيفية تنفيذ هذا المشروع، فضلا عن الجدل الذي يثيره موضوع دمج الميليشيات الشيعية وقوات الحشد الشعبي في الحرس الوطني، وذلك بسبب حالة عدم الثقة بهذه الميليشيات في الكثير من المناطق السنية.
ودعا المستشار الإعلامي لرئيس برلمان إقليم كردستان طارق جوهر الى تقوية الجيش العراقي، معرباً عن مخاوفه من إندلاع حرب أهلية بين المحافظات في المستقبل إذا ما اصبح لكل محافظة حرس وطني خاص بها.
ويرى الخبير الاستراتيجي والامني أحمد الشريفي أن إقليم كردستان يخشى من المؤثرات السياسية على تشكيل الحرس الوطني أو اي تشكيل عسكري وأمني.
بينما حذر المحلل السياسي عبد الأمير المجر أن العراق سيواجه مرحلة ساخنة في مرحلة ما بعد (داعش).
ساهم في الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد حازم الشرع