نظمت سفارة العراق بالقاهرة (الاثنين) ندوة حول الأبعاد السياسية والأمنية والدينية لفكر وممارسات تنظيم "داعش" حضرها سفير العراق ومندوبه لدى جامعة الدول العربية ضياء الدباس وعدد من السياسيين والدبلوماسيين ورجال الدين.
وقال السفير العراقي ضياء الدباس في كلمته خلال الندوة إن "دقة وصرامة تنظيم داعش خلف هزة أرضية في العالم أجمع وصار يمثل خطرا يداهم الجميع"، مؤكدا على ضرورة تضافر كل الجهود لمكافحة الإرهاب.
وأضاف الدباس أنه "توجد دلالات ووقائع تؤكد على أن الإرهاب يستطيع أن يضرب ويؤثر في كل مكان، خاصة أن العالم كافة أطلع على الإمكانات الكبيرة الذي يمتلكها هذا التنظيم خاصة الإمكانات التسليحية والمالية وكذلك القدرة على تجنيد مقاتلين من مختلف بلدان العالم".
وفيما يتعلق بالضربات الجوية على العراق وإذا ما كانت تتم بالتنسيق مع العراق، قال سفير العراق بالقاهرة إن "الحكومة العراقية أعلنت صراحة ورسميا عن طلبها في المساعدة بالدعم الجوي لأن الجيش العراقي لم يستكمل بعد كل تشكيلاته خاصة سلاح الطيران، في حين أكدت الحكومة أنها لا تحتاج إلى قوات على الأرض لأن لديها مقاتلين كافيين"، مشددا على أن "كل ما يجري من ضربات هي بتنسيق مع العراق، وبمعرفته، ويتم تحديد كل الأهداف التي ترغب بها الحكومة العراقية".
شارك في الندوة مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير هاني خلاف، ومدير مكتب الجامعة العربية السابق في العراق السيد ياسين، والأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة، وسكرتير عام المنظمة الأفروأسيوية نوري عبد الرزاق، إضافة إلى مدير مكتب وكالة الشرق الأوسط بالعراق الكاتب محمود الشناوي.
من جهته، قال مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الاوسط في العراق السابق محمود الشناوي إن "استفحال تنظيم داعش، والذي جرى تأسيسه في ٢٠٠٤، جاء نتاج سببين رئيسيين الأول خيانة تنظيمية في الداخل العراقي، سواء محلية داخل العراق، أو بين صفوف الجيش العراقي، والتغافل الدولي للتنظيم وتركه ليتوحش بهذا الشكل".
وأكد الشناوي على أن "الحل العسكري وحده للقضاء على تنظيم داعش، لن يجدي، ولن يكون له تأثير على أرض الواقع"، لافتا إلى أن "الحل يكون عبر محاربة الفكر بالفكر".
وفي السياق، وصف الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة "تنظيم داعش بـ"خوارج هذا العصر"، مؤكدا على أن الحل لداعش، وغيره من التنظيمات الارهابية التي تتخذ من الدين إطار هو تصحيح المفاهيم الدينية والفقهية.
وأكد كريمة في كلمته في الحلقة النقاشية التي تقيمها السفارة العراقية بالقاهرة حول الأبعاد الأمنية والسياسية والدينية لفكر داعش على أنه لابد من ثورة للتعليم الديني التخصصي في العالم الاسلامي يعني بفقه الواقع ويضبط المصطلحات.
وبدوره، قال المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي إن "داعش" لا يمثل الاسلام، وأنها جماعات من الخوارج دست علينا، واخترقت من قوى أجنبية"، لافتا إلى أنها أقرب في تحركاتها وجرائمها إلى (الجريمة المنظمة).
وأكد الفقي بأن هذه الجماعات الارهابية الاسلام بريء منها، وأن ما يجري لدينا من هذه الأحداث هي لأننا مستهدفون في هذا الجزء من العالم، وبالأخص العراق، فهو المستهدف الأكبر لموارده الكبيرة في مجمل القطاعات.
واتهم الفقي تركيا بأنها تساند التنظيم الإرهابي لاستقطاع جزء من العراق" الموصل" وضمه اليهم.
وشدد الفقي على أن الإرهاب كل لا يتجزأ فإرهاب داعش هو نفسه الإرهاب الذي تواجهه مصر في سيناء، وبالتالي فإن هناك خطرا مشتركا تواجهه كل بلداننا العربية، لافتا إلى تاريخنا الحافل بحالات متشابهة.
وفي هذه الأثناء، كشفت مصادر قضائية بالشرقية عن قيام أجهزة الأمن الوطني بالقاهرة بالقبض على ثمانية من أعضاء خلية إرهابية جديدة، على اتصال بتنظيم داعش، وتبين أن زعيم الخلية من مدينة الزقازيق، وأن باقى أفراد الخلية من مركز منيا القمح.
وأضافت المصادر أنه "تم ترحيل أفراد الخلية إلى نيابة الزقازيق الكلية، التى تباشر التحقيقات مع خلية خالد مغاوري التى تعتبر أول خلية تضبط بمصر على اتصال بتنظيم داعش".
وأوضحت المصادر أن "زعيم الخلية تم القبض عليه أثناء سفره لتركيا لتلقي تدريبات قبل سفره إلى سوريا، كما تم القبض على العضو الثاني بالخلية أثناء سفره ببرج العرب".
هذا وأشارت تحقيقات النيابة إلى أنه "تم ضبط مبالغ مالية طائلة بحوزة المتهمين، عبارة عن تمويل من الخارج للقيام بعمليات إرهابية بالشرقية ومختلف المحافظات، للتحريض على العنف والقيام بأعمال تخريبية ضد الجيش والشرطة".