في الثامن عشر من شهر أيلول الجاري توفي رجل الدين اللبناني واحد رموز الاعتدال هاني فحص عن عمر يناهز الثامنة والستين عاما.
وعرف عن الراحل عشقه الكبير للعراق الذي عاش فيه أكثر من ثلاثة عشر عاما طالبا في المدارس الدينية بالنجف، وكان يعتبر تلك الأعوام أجمل أيام حياته، ويدين لها بالفضل في تشكيل وعيه السياسي والثوري والديني العميق والمعتدل.
بيت المدى اقامت جلسة لتأبين الراحل القيت خلالها كلمات عن جوانب مختلفة من فكر ونشاط فحص.
واوضح الكاتب الصحفي علي حسين ان الراحل هاني فحص كان ينتمي لثقافة وطيبة العراقيين وكان كثير الزيارة للمدن العراقية وكتب عن النجف وبغداد مقالات ودراسات عدة.
وتم خلال الجلسة تسليط الضوء على ما كتبه الراحل في مجال الفكر والادب واللاهوت والتنوع الديني، وعلى نشاطاته كأحد منظري فكرة التقارب بين اتباع الأديان والطوائف كما كان من حملة راية التسامح الديني ونبذ التعصب.
وتحدث الكاتب حميد الكفائي عن شخصية هاني فحص الموسوعية ورؤيته الثاقبة مشيرا إلى حرصه في محاربة التطرف عبر إعماله الأدبية والفكرية الغزيرة، بينما تناول الباحث جمعة عبد الله بساطة السيد هاني فحص الذي كان يهتم بمكارم الأخلاق، وبضرورة أن يتحلى رجل الدين، وأستاذ الفقه، بالتواضع وبالبساطة في طرح الأفكار، مستذكرا مقولات الراحل بمغزى المعرفة وأهميتها، عندما تخدم المجتمع وتبصر عامة الناس، ولا تكون حبيسة الدرس الديني المجرد المقتصر على الفقه المجرد والتعقيد اللغوي.