شهد غاليري الاورفلي في العاصمة الاردنية عمان حفل توقيع المعمار العراقي المغترب الدكتور خالد السلطاني كتابه الجديد (محمد مكية مائة عام من العمارة والحياة) المكرس لمنجزات أحد ابرز معماري العراق والعالم العربي محمد صالح مكّية.
ويوثق الكتاب الصادر عن دار الاديب البغدادية بالتحليل والصور المشاريع والتصاميم التي انجزها مكية الذي بلغ من العمر 100 عام.
وحضر الامسية جمع من المعماريين والمهتمين بالعمارة والمتابعين للشأن الثقافي من اردنيين وعرب وعراقيين مقيمين في الاردن.
واوضح المؤلف المعمار خالد السلطاني أن كتابه هذا يأتي احتفاءً وتقديرا لجهود مكية الكبيرة في بناء جماليات العمارة العراقية والعربية على مدى سنوات طويلة، وتثمينا لمنجزاته المعمارية، التي تحتل موقعا مرموقا ومؤثرا في الخطاب المعماري العربي الاسلامي، خاصة وانها تؤكد خصوصية المكان وثقافته وروحة.
واضاف المؤلف: ان مايشهده العراق من موجات غير مسبوقة في وحشيتها، تتبناها قوى الارهاب والظلام، فأن الاحتفاء بمئوية محمد مكية انما هو احتفاء نتوق من خلاله لتكريس قيم الحياة والجمال، والتأكيد على الثقافة الانسانية في مواجه الفكر المتطرف، والارهاب الاعمى، الذي يريد لمجتمعنا التراجع عمّا تحقق من جهود تحديثية، والتوقف عن مواكبة روح العصر، الذي كان مكية مساهما فيه وصانعا للعمارة فكرا وتكوينا. واستعرض الخبير في الاثار، المعمار الدكتور أحسان فتحي خلال الامسية جوانب من مسيرة مكية العملية والعلمية، والتصاميم الهندسية المتنوعة التي انجزها في العراق، وفي عدد من الدول العربية، والتي تجاوز 200 مشروع، لافتا الى ان اهم منجز لمكية هو تأسيسة في عام 1959 ولاول مرة في العراق قسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بجامعة بغداد.
واثنى فتحي على جهود السلطاني المتمثلة في اصداره حديثا ثلاثة كتب توثق للعمارة العراقية المعاصرة، داعيا اقسام الهندسة المعمارية في الجامعات العراقية كافة الى توثيق ماتبقى من العمارة التراثية والحديثة والمحافظة عليها وحمايتها من الازالة والتشويه.
الى ذلك أكد الاكاديمي في جامعة عمان العربية الدكتور قحطان عبد سعيد اهمية الكتاب في الوقت الحاضر الذي يشكو معظم العاملين في هذا المجال من ضعف التوثيق واضاف: نحن بحاجة الى مثل هذا النوع من التوثيق والتسجيل الدقيق لشخصيات عايشت العملاق محمد مكية.
والكتاب الجديد للمعمار العراقي الدكتور خالد السلطاني الذي يقيم في الدنمارك منذ عام 2001 يصدر بعد سلسلة كتب الفها في فن العمارة العراقية والعربية منها: حوار في العمارة، والعمارة في العصر الاموي، وعمارة ومعماريون عراقيون، ومنجز العمارة الاسلامية وغيرها من الكتب.
يشار الى ان المحتفى به المعمار الدكتور محمد مكية من مواليد بغداد عام 1914، درس الهندسة المعمارية في جامعة ليفربول ثم أنهى دراسته العاليا في جامعة كامبردج، وأنجز مشروع إعادة تصميم وإعمار جامع الخلفاء ومئذنته الشهيرة، ومشاريع معمارية متميزة عديدة في بغداد ودول عربية عدة، وحاز على العديد من الجوائز العالمية ويقيم منذ سنوات طويلة في لندن.