تبذل الولايات المتحدة جهودا حثيثة لجعل اكبر عدد ممكن من الدول ينضم الى التحالف الدولي الذي تعمل على تشكيله لمحاربة مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية واستعادة الاراضي التي استولوا عليها في العراق.
وزير الخارجية الاميركي جون كيري قال إن خمسين بلدا على الاقل يرغبون في المشاركة في هذه الحملة فيما قالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سامانتا باور ان لدى بلادها مؤشرات على ان دولا اخرى ترغب في المشاركة في توجيه ضربات جوية الى مسلحي التنظيم مؤكدة ان الولايات المتحدة لن تشن الضربات لوحدها غير انها لم تذكر اسم اي دولة وقالت إن هذه الدول ستعلن عن ذلك بنفسها بعد حين.
في هذا الاتجاه اكد رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أن نجاح الحملة العسكرية ضد التنظيم يعتمد على مشاركة الدول العربية.
تحدث ديمبسي لصحفيين رافقوه في رحلته يوم الاحد من لتوانيا الى كرواتيا حيث ناقش العراق وشؤونا اخرى مع شركاء في حلف شمالي الاطلسي.
ديمبسي قال إن الخطة تتضمن شن هجمات من محاور متعددة بهدف جعل التنظيم ينظر الى ما يقارب خمسة اتجاهات مختلفة ثم اكد على ضرورة المشاركة العربية في الحملة وقال إن غياب هذه المشاركة قد يمنع الحملة العسكرية من الانتقال الى المرحلة التالية.
الجنرال ديمبسي قال ايضا إن الرئيس الاميركي باراك اوباما اشترط وجود هذه المشاركة للتوقيع على الخطة العسكرية ضد داعش وزاد أن مشاركة عربية ستمنح الحملة دواما اطول ومصداقية اكبر مؤكدا ان الامر لا يتعلق بالولايات المتحدة وحدها وان القضية اقليمية ودولية.
يذكر أن الولايات المتحدة نفذت حتى الان اكثر من 150 ضربة جوية ضد مواقع التنظيم في العراق وتحدث الرئيس الاميركي باراك اوباما في وقت سابق من هذا الشهر عن ستراتيجية ثابتة ومتواصلة لمواجهة التنظيم اينما وجد وهو ما يفتح الباب امام القوات الاميركية لملاحقة مقاتلي التنظيم في سوريا.
سياسيون يرحبون ... ولكن
احسان العوادي القيادي في التحالف الوطني قال إن العراق لا يمانع في ان يسهم العرب في الحرب ضد داعش غير انه نبه الى ان هذه الحرب لا تأخذ دائما شكل عمليات عسكرية بل هناك طرق اخرى منها قطع التمويل ومكافحة الفكر السلفي وملاحقة التنظيمات التكفيرية، حسب قوله.
ورحب عضو تحالف القوى الوطنية علي جاسم الوتيوتي بالمشاركة العربية في الحرب على داعش ودعا الدول العربية الى ترميم العلاقات مع العراق والى المشاركة ايضا في اعادة اعماره مؤكدا ان غيابا عربيا سيجعل التحالف الدولي منقوصا. كما قال إن المشاركة ستطمئن مختلف الفئات في العراق، حسب تعبيره.
اما طارق جوهر المستشار الاعلامي لرئيس برلمان اقليم كردستان فرأى ان مشاركة العرب ضرورية في الحرب ضد داعش غير انه لاحظ ان هذه المشاركة لن تأخذ شكل مشاركة عسكرية بل شكل دعم مادي ولوجستي مؤكدا ان قدرة القوات العراقية وقوات البيشمرغة على محاربة الارهاب اكبر بكثير من قدرات الجيوش العربية، بحكم الخبرة.
مراقبون يشككون في مشاركة العرب
نقلت الوكالة الالمانية للانباء عن مبين شيخ الذي كان يعمل سابقا في مجال كسب جهاديين ثم تحول الى خبير في مكافحة الارهاب ويقيم حاليا في كندا، نقلت عنه قوله إن الوسيلة الوحيدة لدحر تنظيم الدولة الاسلامية هو اقناع الدول الاسلامية بقيادة المعركة ضده.
غير ان خبراء آخرين يعتقدون ان اشراك الدول العربية في حملة عسكرية في العراق ضد داعش قد لا يتحقق ونقلت الوكالة الالمانية للانباء عن رامزي مارديني الخبير في شؤون الشرق الاوسط الا وجود لحوافز كافية لدى اللاعبين الاقليميين لتحمل مسؤولية اعمال ستنفذ الولايات المتحدة اغلبها.
من جانبه رأى رئيس المجموعة العربية للدراسات الستراتيجية واثق الهاشمي ان الامل ضئيل في ان تتمكن الولايات المتحدة من تأمين مشاركة عربية في الحملة العسكرية الدولية ضد داعش لاسباب عديدة منها رفض كتل سياسية عراقية عديدة التعامل مع العرب بأي شكل من الاشكال اضافة الى مخاوف عربية ايضا من التورط في حرب ضد داعش حسب قوله مشيرا الى احتمال ان تكتفي هذه الدول بتوفير دعم مادي ومعنوي لا اكثر.
المحلل الامني احمد الشريفي اكد ان من الصعب تشكيل تحالف يجمع دولا اقليمية تقوم بينها مشاكل عديدة مشيرا الى موقف دولة مهمة في المنطقة مثل سوريا قال إن التحالف سيتجاوزها ولن يشركها مشيرا الى انها إن اسكتت اسلحتها فإنها ستسكت بذلك على انتهاك سيادة اراضيها وإن لم تسكتها فقد تدخل في اشتباكات مع قوات التحالف.
الشريفي قلل ايضا في حديثه لإذاعة العراق الحر من ضخامة قدرات تنظيم الدولة الاسلامية وقال إنه يقاتل بطريقة الجيوش الجوالة مما يعني انه لا يحتاج الى ان تجمع عشرات الدول في العالم، ومنها دول كبرى، كافة قدراتها لتحاربه ثم حذر من تدخل الولايات المتحدة في العراق وقال إن الوضع ما عاد يحتمل اي توتر جديد قد يثير مشاكل طائفية وقد يؤدي بالتالي الى التقسيم ودعا الى تسليح القوات العراقية نفسها كي تنفذ مهامها وواجباتها بالشكل الصحيح.
مشروع قرار اميركي دولي جديد ضد الارهاب
من المتوقع ان يطلب الرئيس الاميركي باراك اوباما من مجلس الامن الدولي باعضائه الدائمين وغير الدائمين يوم الاربعاء التصويت على مشروع قرار اميركي يلزم الدول الاعضاء في المنظمة الدولية وعددهم 193 دولة، بمنع مواطنيها من الانضمام الى منظمات ارهابية.
ويأتي ذلك في اطار الجهود الاميركية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا لمرافقة الجهود العسكرية في المنطقة.
وقالت مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس للصحفيين إن مشروع القرار سيعزز التزام الدول بالقانون الدولي وسيردع المقاتلين الاجانب ويؤكد على اهمية مواجهة التطرف على الصعيد الوطني.
ويقول مسؤولون اميركيون إن ما يقارب من 15 الف مقاتل من 80 بلدا التحقوا بصفوف ما يدعى بتنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة، الفان منهم من دول غربية واكثر من عشرة من الولايات المتحدة نفسها.
يذكر ان دفق المقاتلين الاجانب هذا هو الاضخم دوليا منذ حرب الثمانينات ضد القوات السوفيتية في افغانستان حيث شارك حوالى 20 الف مقاتل اجنبي في هذه الحرب على مدى عقد تقريبا.
ومن المتوقع ان يوافق الاعضاء الدائمون في مجلس الامن على هذا القرار بالاجماع رغم وجود خلافات بين هذه الدول بشأن الموقف من سوريا.
ويقول مسؤولون إن هذا القرار لن يطلب تخويلا عسكريا من مجلس الامن للتحرك ضد مقاتلين اجانب وجماعات مثل تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
بمساهمة من مراسل اذاعة العراق الحر في بغداد حازم الشرع