تلقّت اذاعة العراق الحر عدداً من الإتصالات من مكفوفين تطالب بتوصيل صوتهم الى الجهات المعنية لمساعدتهم في مواجهة ظروف الحياة الصعبة والتي قالوا انها اشتدت عليهم بسبب غياب برامج حقيقية لمساعدة ذوي الاعاقة بشكل عام، والمكفوفين بشكل خاص، في الاندماج بالمجتمع عبر ايجاد الوسائل اللازمة لذلك، لعل في مقدمتها توفير فرص عمل لهم ولعائلاتهم، سيما وان عدداً كبيراً منهم يعانون الفقر ، وهم يشكون من قلة راتب الحماية الاجتماعية، وبالرغم من تشريع قانون ذوي الاحتياجات الخاصة، الا ان هذا القانون لم يطبق بسبب عدم اقرار الموازنة لهذا العام، لتظل مئات العائلات تعيش حالة الفاقة والعوز.
جليل محمد (مواليد )1981 مكفوف لديه معاناة كبيرة بسبب فقدان بصره، وهو متزو ج ولديه طفل بعمر ستة اشهر يعيشون على راتب شبكة الحماية الاجتماعية كونه غير قادر على العمل، يشكو من تهميش المعاقين ومنهم المكفوفون، ويقضي معظم وقته في البيت يستمع الى اذاعة العراق الحر. ويؤكد محمد ان المسؤولين لا يطلقون الا الوعود دون تطبيق، مشيرا الى حاجة المعاقين لرعاية واهتمام خاص من قبل الدولة. كما اكد صعوبة حصول المكفوف على فرصة التعلم بوسائل التعليم الخاصة بالمكفوفين بسبب كلفتها العالية.
عدد غير قليل من المكفوفين تمكنوا من ايجاد وظائف لهم، وجميعهم يتفقون على ان الوظيفة الانسب لهم هي مأمور بدالة، إذ ان معظم المكفوفين يعملون في هذه الوظيفة التي يجدونها سهلة وانهم قادرون عليها. ويعمل البصير مؤيد كاظم عودة (54 عاما) مأمور بدالة في مستشفى الاطفال بمدينة الكاظمية منذ عام 1980. ويؤكد ان الله يمنحهم نعمة الذكاء لذلك هم يجيدون هذا العمل افضل من الذين يتمتعون بنعمة البصر. ويصف عودة حالة المكفوفين في العراق بالمأساة حين تنعدم الرعاية لهم من قبل الحكومة، فضلا على النظرة القاصرة لهم من بعض افراد المجتمع، إذ انه تعرض لمواقف عديدة اثناء مراجعاته للدوائر مع زوجته وتلتقط اذناه تعليقات ساخرة. ويشكو عودة كثيرا عند قطع الطرق بسبب المناسبات او التظاهرات او الانفجارات، ويقول ان المكفوفين يتنقلون بصعوبة بالغة واذا ماكانوا يستقلون سيارة وتنقطع الطرق فسيواجهون مشكلة كبيرة، لذلك يطالب بتشريع خاص لرعاية المكفوفين يتضمن ما يتعلق بقطع الطرق وتقدير حالاتهم.
منظمات للمكفوفين
وتوجد للمكفوفين منظمات خاصة بهم ابرزها منظمة البصير الثقافية التي يؤكد اعضاؤها بانها تمول ذاتيا ولديها انشطة ثقافية وتعليمية متنوعة خاصة بالمكفوفين. امين عام المنظمة صباح حسين علي (40 عاما) يعمل مأمور بدالة في كلية التربية- ابن رشد بجامعة بغداد، يقول ان منظمة البصير الثقافية تعد منفذا مهما للمكفوفين حيث تقدم خدماتها لهم من حيث دورات الكومبيوتر والانترنيت عن طريق البرامج الناطقة التي توفرها لهم المنظمة مجانا. ويؤكد ان ما عملته المنظمة للمكفوفين يفوق كثيرا ما قدمته الحكومة لهم. ويشير علي الى قانون ذوي الاحتياجات الخاصة الذي شرع في مجلس النواب ولكن لم يطبق بسبب تأخر الموازنة وانشغال النواب بخلافاتهم السياسية، وكشف علي انه في العاصمة بغداد وحدها يوجد 800-900 شخص من فاقدي البصر وجميعهم بحاجة الى الرعاية والاهتمام من قبل الدولة.
عضو منظمة البصير الثقافية حسام عادل يشير الى وجود طاقات كبيرة في شريحة المكفوفين، ويقول انه واحد من النشطاء ممن يستخدمون الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي بمهارة عالية، مبيناً ان منظمته تقيم العديد من الانشطة الثقافية والمسابقات، فضلاً عن الدروس التعليمية بالبرامج الناطقة. ودعا عادل الى ضرورة توفير فرص العمل للمكفوفين لاسيما ممن نالوا شهادات عليا، لافتا الى ان مجموع الوظائف التي يحصل عليها فاقدو البصر لاتتعدى الخمس وظائف خلال العام.
واخيرا دعا المكفوفون الى ضرورة ان تخصص وسائل الاعلام كافة فسحة لذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم المكفوفون لتوصيل صوتهم الى المعنيين عسى ان تمتد يد العون والمساعدة لهم وتنتشلهم من واقعهم المر.