اعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان صدر السبت "إن وزير الخارجية سامح شكري، شدد على ثوابت الموقف المصري من أمن العراق، مطالبا بتضافر كافة الجهود لإحياء مفهوم الدولة الوطنية، البعيدة عن الاصطفاف السياسي أو الطائفي، أو الإقليمي".
واشار البيان الى ان "مصر تعول في هذا الصدد على وفاء الحكومة العراقية بمقتضيات الوفاق الداخلي، والتمثيل العادل لمختلف المكونات الوطنية العراقية ليتسنى لها التضامن في مواجهة مخاطر الإرهاب، ودحر سيناريوهات التقسيم".
واكد البيان "أن مصر من جانبها ملتزمة بتوفير الدعم المناسب لدولة العراق والتعاون من أجل القضاء على تنظيم داعش وكافة التنظيمات الإرهابية في كل أرجاء العالم".
وجاء إعلان وزير الخارجية سامح شكري هذا خلال الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن حول الوضع في العراق.
وأكد شكري أن هذا الاجتماع يعد استمراراً للاجتماعات المتعددة التي عقدت مؤخراً من أجل الإعداد لتنسيق مشترك يهدف إلى استعادة الأمن والاستقرار في العراق، وما يستلزمه ذلك من حشد دولي قادر على التصدي للخطر المشترك الذي تمثله هذه التنظيمات الإرهابية في العراق بشكل خاص، والمنطقة تمهيداً لاستئصال هذه الآفة الخطيرة من منطقتنا، ومعالجة الانقسام المذهبي الذي ساد ما يزيد على عقد من الزمان في منطقة الشرق العربي بشكل خاص.
واكد شكري خصوصية هذا الاجتماع كونه يعكس الإرادة الدولية وقدرا من التنسيق يشمل جميع أركان النظام الدولي، فضلا عن القوى الإقليمية المعنية بشكل أساسي بالأزمة العراقية، وهو التنسيق الذي تأمل مصر في استمراره وتكثيفه حفاظا على الزخم والتوافق والإجماع لهذه المواجهة التي قد يطول أمدها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبد العاطي: "إن الوزير شكري أشار في كلمته إلى مشاركة مصر مع مجموعة من الدول العربية، والولايات المتحدة في اجتماع جدة (11أيلول) لبحث أسلوب التعامل مع ظاهرة الإرهاب المنتشرة في العراق، والمنطقة العربية بأكملها، مع التركيز على تنظيم داعش باعتباره الأكثر تهديدا لأمن المنطقة، وذلك وفقا لقرار مجلس الأمن 2170 واتساقا مع مضمون قرار المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية الصادر في السابع من ايلول الجاري.
وكان الوزير شكري اشار كذلك إلى مشاركة مصر في مؤتمر باريس حول السلام والأمن في العراق، الذي أكدت الحكومة العراقية خلاله طلبها الحصول على دعم عسكري في مواجهة الإرهاب وتأمين الاصطفاف الدولي لدعمها، حسب تعبير عبد العاطي.
وذكر الناطق الرسمي للخارجية المصرية أن "الوزير شكري حذر في كلمته من خطورة الإرهاب الذي يهدد الجميع انطلاقا من المنطقة العربية بما يمثله ذلك من تضاد صارخ مع مفهوم الدولة الحديثة لصالح أيديولوجيات متطرفة تختبئ وراء الشعارات الدينية كوسيلة لارتكاب انتهاكات وحشية ضد كل من هو مختلف".
واكد شكر ضرورة عدم إغفال الأبعاد السياسية والثقافية التي أسهمت في انتشار ظاهرة الإرهاب على النحو الذي يتعين معه على المجتمع الدولي أن يدرك عدم جدوى الاستناد إلى منطق الاحتواء، وأنصاف الحلول مع مثل هذا الفكر المتطرف، حسب تعبير السفير بدر عبد العاطي.
إلى ذلك استكملت محكمة جنايات القاهرة، السبت(20ايلول) محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسى و35 متهما آخرين من قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان، فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"التخابر الكبرى"، والمتهمين فيها بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات تكفيرية داخل مصر وخارجها، بغية الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية.