تزامن اعلانُ وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان من قاعدة جوية في الإمارات العربية المتحدة الاثنين، أن بلاده ستبدأ طلعاتٍ استكشافية فوق العراق، مع بدء فعاليات مؤتمر باريس الذي يجمع نحو 30 دولة لبحث كيفية التعاون في محاربة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وبقدر الدلالة التي ينطوي عليها هذا التزامن، فانه يؤكد جدية الولايات المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الامن والاوربية والدول المجاورة للعراق وعدد من الدول العربية في حشد وتفعيل الجهود العسكرية والإنسانية لمواجهة تنظيم "داعش" الذي سيطر خلال الأشهر الأخيرة على مناطق شاسعة من العراق، فضلا عن المناطق التي يطبق عليها في سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تعهد الأسبوع الماضي، بسحق وتدمير تنظيم "الدولة الإسلامية"،’ ورغم تأكيده أن "قوة الجيش الأمريكي لا تضاهى"، أشار إلى أن محاربة تنظيم "داعش" ليس معركة الولايات المتحدة وحدها، داعيا إلى تحالف دولي.
وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أعلن بعد جولة في الشرق الأوسط، إن دولا بالمنطقة من بين قرابة 40 دولة وافقت على المساهمة في القضاء على "داعش" الذي قتل الكثير من المدنيين في العراق وسوريا، بالإضافة إلى ذبحه صحفيين أمريكيين اثنين وموظف إغاثة بريطاني.
مخاطر توجه الفكر المتشدد التكفيري الى انشاء دولة
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند دعا في افتتاح المؤتمر يوم الاثنين إلى ردٍ عالمي لمواجهة متشددي الدولة الإسلامية، واصفاً التنظيم بتهديد أمني للعالم أجمع.
من جانبه حذر الرئيس العراقي فؤاد معصوم من الخطر الذي يمثله تنظيم داعش مؤكدا على ضرورة مواجهة الافكار الارهابية التي تلتقي معه. وقال معصوم في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي هولاند عقداه، اليوم، في باريس، ان "الاحتلال الداعشي لم يستثني ديناً ولا طائفة، ويعمل على تأسيس دولة يراد منها أن تكون منطلقا للإرهاب في الشرق الأوسط".
وطالب معصوم بـالاستمرار في شن حملات جوية منتظمة ضد تنظيم داعش، معتبرا ذلك تحولا نوعياً في فكر التشدد والانتقال الى مستوى العمل لتأسيس دولة.
الرئيس فؤاد معصوم دعا الى تفعيل الجهد العسكري الدولي لمواجهة التنظيم الإرهابي فضلا عن تقديم المساندة الانسانية للأعداد الكبيرة من النازحين.
مضيفاً: "إننا نواجه تحولاً نوعياً في الفكر المتطرف أجبر آلاف العراقيين على النزوح".
وفي تقييم للجهود المطلوبة في الحد من الفكر التكفيري المتشدد الذي يستند اليه تنظيم داعش، وتحجيمه، ابدى الباحث الدكتور عصام الخفاجي عدم تفاؤله بالتوصل الى نتائج حاسمة بهذا الشأن، لأنه بالإمكان دائما استخراج تعاليم وتنظيرات من جميع الأديان لغرض توظيفها لصالح هذه الأيديولوجيا السياسية او تلك، بحسب رايه، منبها في مقابلة أجريت معه الاثنين ( ويمكن الاستماع اليها كاملة في الملف الصوتي المرفق)، على أهمية معالجة العوامل التي تدفع بعض الشباب الى انخراط في التنظيمات المتشددة، ومنها "داعش"، منبها الى ان بناء نموذج مدني للدولة يستطيع ان يعوض ما يفتقده الشباب في العراق والدول النظيرة، متمنيا ان تقدم الحكومة برامج وخططا تفتح لطموحات الشباب افقا أوسع.
