عبرت جهات عديدة في العالم عن تضامنها مع العراق ومع حكومته وشعبه في مواجهة ظاهرة الارهاب التي أصبحت تستشري في المنطقة والمتمثلة بتنظيم الدولة الاسلامية او ما يدعى بداعش.
من هذه الجهات دول مثل الولايات المتحدة او منظمات دولية مثل مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة او منظمات اقليمية مثل جامعة الدول العربية.
في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة أدان المفوض الاعلى الجديد لحقوق الانسان زيد بن رعد بن الحسين في اول كلمة القاها في المجلس بعد تسلمه منصبه، ادان ما وصفه بدموية المسلحين الذين ينشرون الرعب في العراق وسوريا وقال إن على المجتمع الدولي اعطاء الاولوية لانهاء النزاع الدموي والمترابط في العراق وسوريا.
الأمير الاردني اضاف بالقول إن ما يجري في سوريا اليوم هو حمام دم وإن تنظيم الدولة الاسلامية الذي انبثق من فوضى الحرب الأهلية قوة عنف لا مثيل لها من قبل، ضد الجماعات القومية والدينية. وأعلن الأمير زيد امام ممثلي الدول السبع والأربعين الأعضاء في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان "ان هذه الحضارة القديمة تحولت الى مجزرة حيث يُعذب الأطفال امام أهلهم أو يُعدمون في الساحات العامة وسط القتل والتدمير المتعمد" .
الامير زيد قال ايضا "في هذا العالم التكفيري، ما لم يكن رأيكم مماثلا لرأيهم، وهو رأي ضيق وغير مرون، فإنكم تفقدون حقكم في الحياة" ثم توقع الامير ان تكون دولة داعش دولة تكفيرية وبلاد عنف وشر ودموية لا حماية لغير التكفيريين فيها.
وتحدث الامير زيد بن الحسين في الدورة السابعة والعشرين لمجلس حقوق الانسان الذي تسلم رئاسته خلفا للمفوضة السابقة نيفي بالاي وهي من جنوب افريقيا.
من الجهات الاخرى التي ادانت تحركات مسلحي داعش في العراق وسوريا الجامعة العربية وجاء ذلك في بيان شديد اللهجة صدر عن دورتها الاعتيادية في القاهرة.
مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب أكد في بيانه ادانته الشديدة لتواصل اعمال الارهاب التي تهدف الى زعزعة امن المنطقة العربية واستقرارها وتقويض كيانات بعض الدول العربية وتهديد امنها وسلامة اراضيها.
واكد بيان الجامعة العربية الذي صدر في ختام اجتماعهم يوم الاحد، على دعم جهود الدول العربية على صعيد مواجهة الهجمات الارهابية والتصدي لكل من يقف وراءها او يدعمها او يحرض عليها كما ادان جميع الاعمال الارهابية التي تستهدف العراق والتي تقوم بها التنظيمات الارهابية بما فيها تنظيم داعش وما تؤدي اليه من جرائم وانتهاكات ضد المدنيين العراقيين.
في هذه الاثناء جدد شيخ الازهر احمد الطيب هجومه على تنظيم الدولة الاسلامية ووصف عناصره بانهم مجرمون يصدرون صورة شوهاء عن الاسلام وقال إن وحشية الارهاب روعت الامنين ونشرت الرعب والفزع كما وجه اللوم الى الغرب قائلا إنه تلكأ في مواجهة هذه التنظيمات.
وعلى صعيد الدول، هنأ الرئيس الاميركي باراك اوباما العراق على تشكيل الحكومة الجديدة ودعا الى تعاون وثيق ضد مسلحي داعش.
البيت الابيض اعلن ان الرئيس اوباما اجرى اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء حيدر العبادي لتهنئته وتهنئة شعب العراق ومجلس نوابه بهذا الانجاز مؤكدا على ضرورة ان يعمل البلدان، الولايات المتحدة والعراق بالتنسيق مع المجموعة الدولية على مواجهة خطر مسلحي الدولة الاسلامية، حسب ما جاء في بيان صدر عن البيت الابيض.
وكان اوباما قد قال في مقابلة مع شبكة اين بي سي الاميركية يوم الاحد إن المرحلة المقبلة تتطلب اتخاذ موقف هجومي للتصدي لتنظيم داعش ومن المفترض ان يشرح اوباما خطة مفصلة بشأن العراق في العاشر من هذا الشهر وقبل يوم واحد من الذكرى 13 لهجمات الحادي عشر من ايلول في الولايات المتحدة. غير ان اوباما اكد انه لا يؤيد فكرة نشر قوات اميركية في المنطقة وقال إن الولايات المتحدة ستعمل مع شركائها الاقليميين مثل القوات العراقية والكردية وقوات المعارضة السورية لاضعاف داعش.
من جانبه قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري متحدثا في واشنطن إن الولايات المتحدة تسعى الى انشاء تحالف لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية: "سأتوجه الى الشرق الاوسط لمواصلة جهود إنشاء اوسع تحالف ممكن من شركائنا في العالم بغية مواجهة تنظيم داعش وإضعافه ثم دحره. يوم الاربعاء، سيطرح الرئيس اوباما بتفصيل اكبر ستراتيجيتنا العالمية المنسقة ضد داعش. في هذه الاثناء، اود التأكيد على ان لكل بلد في هذه الكرة الارضية دورا يؤديه في القضاء على خطر داعش وما يمثله من شرور".
كيري قال ايضا إن التحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية قد يستمر اشهرا وحتى اعواما طويلة فيما اكدت الناطقة باسم الخارجية جنيفر بساكي أن اكثر من 40 بلدا يشاركون بشكل او بآخر في التحالف ضد متشددي الدولة الاسلامية وقالت: "هناك اكثر من اربعين بلدا شاركوا في هذا الجهد في العراق سواء على صعيد توفير مساعدات انسانية او من خلال تسليح الاكراد وهناك تشكيلة كاملة من الخطوات التي اتخذها العديد من الدول".
وفيما توجه وزير الدفاع تشاك هاجل الى تركيا في الثامن من ايلول الجاري والتقى هناك رئيس البلاد رجب طيب اوردغان وناقش معه سبل مواجهة الارهاب، ذكرت انباء ان جولة كيري في الشرق الاوسط ستشمل السعودية والاردن.
وذكرت وكالة الانباء السعودية ان المملكة ستستضيف اجتماعا تشارك فيه الولايات المتحدة وعدد من دول المنطقة الخميس المقبل لمناقشة خطر تنظيم الدولة الاسلامية والارهاب في المنطقة وسبل مواجهته. ومن المتوقع ان تشارك دول اخرى مثل مصر وتركيا والاردن ودول مجلس التعاون الخليجي في الاجتماع ايضا.
كل هذه التحركات الدبلوماسية الدولية والاقليمية تشير الى ان تحالفا سيتم انشاؤه لمواجهة خطر الارهاب في العراق وفي المنطقة ورأى وكيل وزير الخارجية السابق محمد الحاج حمود ان الاوضاع الحالية والمآسي التي تحدث ستؤدي في النهاية الى تشكيل تحالف دولي حقيقي لمواجهة الارهاب.
وقال محمد الحاج حمود ايضا إن المواقف المؤيدة للعراق في مواجهة الارهاب تبلورت في المنظمات الدولية والاقليمية وحتى لدى الدول المحيطة مشددا على ضرورة وقف تسلل الارهابيين الى العراق ووقف تمويلهم ايضا.
هذا وعبر كامل امين المتحدث الرسمي باسم وزارة حقوق الانسان عن تفاؤله الكامل بالمواقف الدولية ازاء ظاهرة الارهاب المتمثلة بتنظيم داعش مشيرا الى مواقف دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وغيرها اضافة الى دول اخرى في المنطقة لاسيما السعودية التي بدأت تستشعر خطر هذا التنظيم، حسب قوله.
وعلى صعيد تشكيل الحكومة بادر العديد من الدول والمنظمات الدولية والاقليمية الى الترحيب بتشكل الحكومة العراقية.
امين عام الامم المتحدة بان كي مون أشاد بهذه الخطوة غير انه دعا الى توزيع الحقائب الشاغرة دون تأخير.
ورحب امين عام الجامعة العربية نبيل العربي ايضا بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وعبر عن تضامن الجامعة مع الحكومة ومع جهودها في مكافحة الارهاب مؤكدا على ضرورة حشد الجهود العربية والدولية لمساندة العراق في هذه المرحلة الحرجة، حسب قوله.
الرئيس الايراني حسن روحاني هنأ العراق هو الاخر على تشكيل الحكومة وعبر عن امله في احلال الامن والاستقرار في العراق وصدرت تهنئة اخرى من رئيس وزراء تركيا احمد داوود اوغلو الذي اجرى اتصالا هاتفيا بالعبادي وعبر عن وقوف تركيا الى جانب العراق وشعبه وعن استعدادها لتقديم كافة اشكال الدعم للحكومة الجديدة.
ساهم في الملف مراسل اذاعة العراق الحر في بغداد احمد الزبيدي.