تؤكد الفنانة التشكيلية كلثوم الزبيدي، المقيمة في الاردن منذ خمسة عشر عاما، انها ترسم الامل وتتغنى بحب العراق، وإن الغربة بآلامها جعلتها تعبر عن مشاعرها بالألوان والرسم.
وعن دور الفنانات العراقيات في الحركة التشكيلية تقول: أنهن تألقن في الغربة رغم قساوتها، ولمعت اسماء في الحركة التشكيلية العراقية والعربية، امثال وداد الاورفلي، وبتول الفكيكي، وراجحة القدسي، وهذا يعد انجازا يُحسب للمرأة العراقية.
الفنانة كلثوم الزبيدي لم تدرس الرسم اكاديمياً بل هي متخصصة في إدارة الاعمال، لكنها خلال اقامتها في الاردن كانت دائمة الحضور للورش التدريبية في الرسم، التي يقيمها غاليري الاورفلي في عمان، حيث تلقت دورات عديدة، وتتلمذت على يد استاذ الرسم الفنان التشكيلي ذر الصائغ.
اختارت الفنانة كلثوم الانطباعية والواقعية منهجا للرسم في محاولة لاظهار التراث باسلوب جديد ومعاصر خاص بها، من خلال الالوان الدافئة والمشرقة التي تبعث على الامل والتفاؤل.
وعن سبب اختيارها المدرسة الواقعية تقول الزبيدي: إن الناس باتوا متعطشين اليوم لرؤية الفن الجميل، الذي يصل من العين الى القلب مباشرة.
وتتناول الزبيدي في لوحاتها بعضاً مما علق في ذاكرتها من موروث حضاري وشعبي عراقي، خاصة الحياة البغدادية، كالحارات والبيوت القديمة، والشناشيل والرموز التراثية، كما ان للمرأة العراقية حضورٌ ملفت في معظم لوحاتها، إذ تؤكد انها أساس المجتمع، وتستحق تسليط الضوء على همومها ومعاناتها وأحلامها.
يذكر أن الفنانة كلثوم الزبيدي من مواليد محافظة ميسان عام 1975 أحبت الرسم منذ صغر سنها وتأثرت برسومات أخيها، وتميزت في مرحلة الدراسة الابتدائية ثم الثانوية بمادة الرسم، وكان لعائلتها وبعد ذلك زوجها الدور الاكبر في تشجيعها وتنمية موهبتها.
أقامت الفنانة كلثوم الزبيدي أول معرض شخصي لها في قاعة مجلس الاعمال العراقي في العاصمة الاردنية عمان اواخر العام 2013 حمل عنوان "الأمل"، وضم أكثر من 30 لوحة كبيرة رسمت بأسلوب جمع بين الواقعية والتعبيرية، وشاركت ايضا في العديد من المعارض والمهرجانات الفنية، التي اقيمت داخل العراق وخارجه، وكانت لها مشاركة في ملتقى الفن المعاصر، الذي اقيم على هامش فعاليات مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013 وفي العام نفسه شاركت في معرضين اقيما في مصر، وحصلت على شهادات تقديرية. وتستعد الزبيدي حاليا للمشاركة في معرض يقام في الكويت اواخر 2014 وتستعد لجولة اوروبية قريباً ستزور خلالها عددا من المتاحف وقاعات الفن.
وتتمنى الزبيدي انشاء مدرسة لتعليم الصغار الرسم. ولديها خطط ومشاريع فنية كثيرة تحلم في تحقيقها، وتدعو الى إعادة إحياء التراث العراقي وضرورة إهتمام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بهذا الموضوع.
ساهمت في إعداد الحلقة فائقة رسول سرحان مراسلة إذاعة العراق الحر في الاردن