فيما تواصل قوات البيشمركه الكردية معاركها ضد مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية أوما يعرف بـ"داعش"، أعلنت الحكومة الألمانية، أنها قررت إرسال أول دفعة من السلاح إلى البيشمركة.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين Ursula von der Leyen إن ألمانيا سترسل أسلحة تكفي لتسليح 4000 من البيشمركة الذين يخوضون مواجهة مع متشددي تنظيم الدولة الإسلامية. وأوضحت ليين أن الأسلحة الألمانية ستسلم على ثلاث دفعات حسب الحاجة إليها. بحسب ما نقلت عنها وكالة فرانس بريس للأنباء.
وأعلنت الحكومة الألمانية، مساء الأحد، أن الدفعة من السلاح إلى البيشمركة، تتألف من 30 صاروخا مضادا للدروع وآلاف الرشاشات لمساعدتهم في المواجهة مع تنظيم "داعش".
وبحسب رويترز يتضمن العتاد أسلحة خارقة للدروع مثل الصواريخ المضادة للدبابات وآلاف البنادق الهجومية والقنابل اليدوية ومعدات إزالة الألغام ومناظير للرؤية الليلية وخياما ومطابخ ميدانية.
ونقلت وسائل اعلام ألمانية عن متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية الاثنين قوله إن الجيش الألماني يعتزم تدريب عدد من الجنود الأكراد في مدرسة المشاة بمدينة بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا، على كيفية استخدام الأسلحة التي ستوردها ألمانيا لإقليم كردستان.
وقالت وزيرة الدفاع اورسولا فون در ليين خلال مؤتمر صحافي عقدته في برلين مع وزير الخارجية الألماني إن "الوضع في العراق خطر للغاية ومن واجب المجتمع الدولي دعم الذين يتعرضون للاضطهاد." ونفت ليين أن يكون قرار ارسال اسلحة للبيشمركة في العراق «عسكرة» للسياسة الخارجية الألمانية حيث يرى البعض في هذا القرار انحراف عن السياسة المتبعة منذ الحرب العالمية الثانية بعدم إرسال أسلحة لمناطق صراع.
وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير Frank-Walter Steinmeier الذي زار إقليم كردستان مؤخراً، برر قرار حكومة بلاده تزويد الأكراد بالأسلحة بالقول إن من الضروري اللجوء إلى "إجراءات استثنائية" بسبب تقدم ميليشيات تنظيم "داعش"، محذرا من الخطر الذي يشكله هذا التنظيم ليس على العراق والدول المجاورة فحسب بل أيضا على أوروبا وألمانيا.
ويعقد البرلمان الألماني البونديستاغ الاثنين جلسة استثنائية لمناقشة خطة الحكومة الرامية إلى تزويد أكراد العراق بأسلحة ألمانية لتعزيز قدراتهم العسكرية في مواجهة تنظيم " الدولة الإسلامية" الإرهابي بحسب وكالة الانباء الألمانية.
وأعلنت أستراليا ايضا أنها ستزود أكراد العراق بالسلاح قريبا. وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت الأحد إن استراليا ستنضم إلى كندا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في تقديم أسلحة ومساعدات انسانية ضمن جهود متعددة الجنسيات، يقوم العراق ودول أخرى في المنطقة بتنسيقها.
ويأتي التحرك الالماني والاسترالي بعد موافقة دول عدة على القيام بالمثل، مثل الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا والتشيك في إطار الحملة الدولية التي أطلقتها الولايات المتحدة ضد مسلحي داعش الذين سيطروا على ثلث أراضي كل من العراق وسوريا وأعلنوا دولة الخلافة لتكون مركزا للجهاديين لمحاربة الغرب.
الكاتب والمحلل السياسي الكردي الدكتور جبار قادر يرى أن تحرك المانيا ودول اوربية لمساعدة حكومة اقليم كردستان وتسليح البيشمركة جاء نتيجة أدراكها حجم الخطر الذي يمثله تنظيم داعش على أمنها القومي مستقبلا وليس فقط على العراق والمنطقة فحسب.
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ناشد ألمانيا تزويده بالسلاح لمساعدة الأكراد في قتال متشددي تنظيم الدولة الإسلامية، بعد أن دفع هذا التنظيم عشرات الآلاف من المسيحيين وأفراد الطائفة اليزيدية للفرار من ديارهم. ويرى الخبير الامني والاستراتيجي العراقي معتز محي الدين أن لدى بعض السياسيين والنواب والاحزاب العراقية وخاصة الاسلامية هواجس من حصول القوات الكردية على الاسلحة الغربية الحديثة.
ويؤكد الخبير الامني محي الدين أن تسليح البيشمركة والتنسيق العالي بينها وبين الجيش العراقي مع وجود الدعم الاميركي والغربي لضرب أوكار داعش في الموصل والمناطق التي تسيطر عليها داخل العراق وسوريا، من شأنه أن يحد من تمدد هذا التنظيم.