في محاولة لتفعيل دور المجتمع المدني للمشاركة الحقيقية في رسم خارطة الإصلاح السياسي، نظمت المبادرة المدنية والمتكونة من أكثر من مئة منظمة مدنية، مؤتمرا صحفيا في فندق عشتار للإعلان عن اتجاهاتها ومطالبها التي تشكلت ونضجت من خلال اجتماعات ممثلي المبادرة مع الرئاسات الثلاث في الأسابيع الماضية.
الناشطة هناء أدور سكرتيرة جمعية الأمل العراقية بدأت المؤتمر الذي حضره عدد من الناشطين والمثقفين والصحفيين، بقراءة أهم محاور ومطالب خارطة طريق الإصلاح السياسي والمتضمنة تشكيل حكومة جديدة بعناصر من خارج التشكيلة السابقة، ومحاسبة وتغيير القيادات الأمنية التي ساهمت في الانهيار الأمني، وتلبية احتياجات النازحين وإصدار تشريعات ضامنة للحقوق والحريات وتحرير المناطق التي تسيطر عليها مسلحو تنظيم داعش .
وقرأت الناشطة شذى ناجي نداء شبكة النساء العراقيات الموجّه إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، والذي يطالب بالتدخل السريع لإنقاذ العوائل العراقية من الانتهاكات المتواصلة التي يمارسها تنظيم "داعش" بحق أهالي المناطق المنكوبة التي تعيش في ظل احتلال الجماعات المسلحة المتطرفة.
وتطرق ممثلو المبادرة المدنية في المؤتمر إلى أهمية فرض حماية دولية على مناطق الأقليات في سهل نينوى وأشار الباحث والناشط المدني سعد سلوم أنهم رفعوا مطالبات بأهمية تأمين مناطق سكن الأقليات بعد تحريرها بالكامل ووضعها تحت الحماية الدولية لما تواجهه الأقليات من عمليات إبادة جماعية ولضعف قدرات الدولة في فرض الحماية الكاملة لهم.
الناشط المدني حميد جحجيح بيّن أن مبادرة الإصلاح تحاول تكثيفَ التواصل مع السياسيين وصنّاع القرار للخروج ببرنامج حكومي ناجح يستمد شرعيته من المشاركة الحقيقية للنخب الثقافية والمجتمع المدني.
الصحفيون الذين حضروا المؤتمر وجدوا أن توقيت المبادرة مناسبٌ جدا بالتزامن مع اجتماعات الكتل السياسية للاتفاق على برنامج حكومي، لكن هناك من يعتقد بوجود صعوبات تحول دون تنفيذ مطالب الإصلاح المقترحة من قبل المجتمع المدني تتعلق بنهج القوى السياسية المتبع في تجاهل توجهات المنظمات المدنية، لكن الصحفي ياسر السالم يرى أن هكذا خطوات مهمة لتأكيد دور المجتمع المدني وتفعيله في الحراك السياسي والبناء الحكومي.