نعرج في هذا الاسبوع على كتاب صادر عن دار المدى وعنوانه (كاري..وطن) وهو يتناول تجربة رسام الكاريكاتير المعروف الراحل مؤيد نعمة. كما نتوقف عند ضيفين الاول شاعرة ما زالت تشق طريقها في دروب الكتابة، والاخر مقدم برامج الاطفال المعروف وليد حبوش، ليتحدثا عن جانب من عملهما وتصوراتهما حوله. هذا فضلا عن وقفة مع مجموعة الشاعر الكردي سيروان قجو وعنوانها (حلم، فودكا، واشياء اخرى).
مؤيد نعمة والكاريكاتير في كتاب
مؤيد نعمة فنان الكاريكاتير المشهور شاخص بارز من شواخص الثقافة والابداع العراقي. ونتناول كتابا سبق ان صدر عن دار المدى يضم الكثير من رسومه وبعض الكتابات حوله.
من مقدمة الكتاب التي جاءت بعنوان (مؤيد نعمة..ريشة من جنح ملاك) نقرأ ما يلي:
العراقيون هم الكائنات الوحيدة التي تسير الى خلودها بحزن متبل بالوجع، انه مصير كامل الاستحقاق اذا ما تعلق بمنجز عظيم يبدأ ولا ينتهي. مؤيد نعمة واحد من ابطال العراق الذي نصفهم انسان ونصفهم الاخر معجزة ولان الامر كما هو معلوم، خطا في الزمان والمكان، فان هذا الاسطوري يطوي لحظة موته الرابعة وهو يلهمنا الذكرى. في هذا الكتاب نحاول مواجهة الصورة. صورة مبدع رسم حرقة قلبه وتوج البوح بخطوط كانت التعبير الاصدق عن الوطن. نحن اذا ما اخرجنا من تحت ترابنا أي رقيم طيني او اية منحوتة فاننا سنرى التشابه ظاهرا بين العراقي ووجعه. مؤيد نعمة كان الخطوط الاكثر تعبيرا عن العراق في كل عصوره. وهو لم يخطئ كما فعل الكثير من المتعاملين مع الفرشاة فلقد انتبه مبكرا الى حتمية ان يكون الامتداد وقد فعل ما جعله يحلق بعيدا كانه ريشة نتفت من جنح ملاك. القضية الاكبر بالنسبة لمؤيد نعمة هي البشاعة. كان فنان الاستخراج، يغرس ريشته في كينونة القبح البشري ليخرج الكائنات المسخية كي يعزلها. انه اسلوب يعبر عن تفوق في الرؤية. مؤيد نعمة في هذا الكتاب كما عرفناه، السياسي والاجتماعي والفنان، وهي وحدات ثرية وعميقة المنجز وتؤشر بوضوح عبقرية عراقية نادرة وفذة.
المرأة والشعر
افياء الاسدي ضيفتنا في هذا الاسبوع، تكتب من سن مبكرة، ولاحظت عائلتها سرعة تطورها ولكن افكارها ومشاريعها ظلت مؤجلة لعدم توفر الظروف الملائمة. ولكن في الفترة الاخيرة ظهرت ظروف افضل للعناية بالأدب النسوي من قبل وزارة الثقافة وجهات اخرى شجعت الكثير من النساء على المبادرة. فهناك الكثير من الاديبات يسعين لتحقيق افكارهن ومنجزهن الادبي. والاسدي تعمل الان على اصدار مجموعتها الشعرية الاولى (تذكارات على صفيح ساخن).
كسب القلوب أولا
كما نلتقي في هذا الاسبوع مع وليد حبوش مقدم برامج اطفال نجح في مجال عمله وكسب حب الكثير من الاطفال، وهو يرى ان هذا هو الأسلوب الذي يريده في عمله، ان يكسب قلوب الاطفال اولا، لكي يستطيع ايصال نصائحه وتوجيهاته لهم، بما يجمع المتعة والفائدة. وهو يذكر كيف انه اوصى مرة الاطفال بعدم وضع المكياج وكيف ان العديد منهم تمسك بهذه التوصية على طريقة (عمو وليد يقول ما نخلي مكياج). ولكنه يرى ان الاهتمام ببرامج الطفل ونوعية المادة المقدمة ليست بمستوى العمل الذي كان يقدم في الاعوام الماضية.
حلم، فودكا، واشياء أخرى
مجموعة شعرية للشاعر سيروان قجو هي ما تناوله الكاتب عماد الدين موسى في صحيفة الاتحاد العراقية في مقال بعنوان : في مجموعته" حلم، فودكا، وأشياء أخرى" الكردي سيروان قجو يدون سيرته شعراً.
يقول الكاتب في مستهل مقاله ما يلي:
"بعد باكورته الشِعريّة “الذكريات الثملة” الصادرة عن “منشورات اتحاد الكتاب الكرد، دهوك (2008)" تأتي المجموعة الشِعريّة الجديدة “حلم، فودكا، وأشياء أخرى” الصادرة عن دار "نوش" بمدينة إسطنبول التركيّة. تقع المجموعة في 68 صفحة من القطع المتوسط، أما لوحة الغلاف والتصميم فهي للفنان لقمان أحمد.
يواصل الشاعر الكردي سيروان قجو تدوين سيرته شعرا. فلو أسقطنا عنوان المجموعة على التجربة الحياتيّة للشاعر نفسه، لوجدنا أنّ “الحلم” يرمز إلى فترة الطفولة في مسقط رأسه “مدينة عامودا” السورية بينما “الفودكا” تشير إلى تلك الأيام التي عاشها في العاصمة اللبنانيّة بيروت، حيث عمل مراسلا لإحدى المحطات الفضائية الكردية. أما “الأشياء الأخرى” فهي دون شك ترمز إلى إقامته في الولايات المتحدة الأميركية والاستقرار هناك مع ترك الباب مفتوحا على احتمالات “أخرى” ربما.
ثم يتحول الكاتب الى بعض السمات الاسلوبية للشاعر فيقول:
قصائد سيروان قجو في هذه المجموعة، كما في مجموعته السابقة، تذهب إلى الإيجاز والتكثيف اللغوي وتعتمد نمط القصيدة القصيرة جدا أو ما اصطلح على تسميته بالقصيدة الوامضة، والشبيهة بالفلاش الخاطف في إلقاء الضوء على مشهد ما ومن ثم التقاطه. في قصيدة “أصابع اليد اليسرى” يقول الشاعر: “إصبعٌ ما يحتضرُ/ آخر في غاية التعب/ آخر جريح/ آخر مكسور/ وآخر مشلول”.
وفي “اليوم السادس عشر من الشهر” يقول: “يضحكُ/ يضحكُ/ يضحكُ../ سعيدا كانَ أكثر ممّا ينبغي./ لم يكن يدري أنّ ذلك اليوم/ يوم ميلاده”.
أما في “الليلة الأخيرة” فيقول: “دونَ ارتباك يُذكر/ أفرجتْ عن حلمتيها/ ثمّ دعتني إلى ليلة ناريّة…/ الليلة تلك كانت الأخيرة”.
وسبق للشاعر قجو أن ترجم “حديث مع كردي” للشاعر اليوناني أدونيس بودوريس عام 2006. وقد بدأ مسيرته الإعلامية في بيروت، حيث كان يدرّس اللغة الكردية لمجموعة من الطلاب في الجمعية الخيرية الكردية في لبنان.