أكد تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة المكلفة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول سوريا أن التدفق المستمر للمقاتلين الأجانب ونجاح الجماعات المتطرفة مثل تنظيم (داعش) تمثل عوامل ساهمت فى اتساع دائرة العنف والتى تؤثر على السلام والاستقرار الدوليين.
وجاءت قضية مقتل الصحفي الاميركي جيمس فولي على يد شخص يشتبه بأنه بريطاني الجنسية وقائد مجموعة من المقاتلين البريطانيين تحتجز رهائن في سوريا، لتسلط الضوء من جديد على ملف المقاتلين الأجانب.
وتؤكد تقارير صحفية نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن "نحو 10 آلاف مقاتل أجنبي، انضموا للمقاتلين الساعين للإطاحة بنظام الأسد وجماعة (داعش) التي سيطرت مؤخرًا على مناطق واسعة من العراق".
ويمثّل المقاتلون الأجانب نسبة كبيرة من مقاتلي (داعش)، يتصدرهم الجهاديون البريطانيون، حيث يقدر عددهم بـ500 مسلح. وتوجه اكثر من 100 هولندي حتى الآن الى سوريا للقتال ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وكانت الحكومة الهولندية أعربت في اواسط حزيران الماضي عن قلقها من انضمام أوروبيين إلى داعش، وقالت إن "النجاحات العسكرية الاخيرة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ستشجع دفعة جديدة من المقاتلين الجهاديين الأوروبيين على التوجه الى منطقة الشرق الاوسط.
وإتخذت الحكومة الهولندية قرارا بسحب الجنسية الهولندية من الجهاديين الذين يقاتلون مع التنظيمات الإرهابية حول العالم.
إذاعة العراق الحر ألتقت بالإمام طرفة بغجاتي رئيس مبادرة المسلمين في النمسا، والمقيم في مدينة فيينا منذ عام 1986 للحديث عن ظاهرة تجنيد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للشباب في الدول الأوربية، مؤكداً إلتحاق أكثر من ألفي شخص من دول الإتحاد الأوربي بهذا التنظيم، يُشكل الاشخاص من اصول عربية نسبة ضئيلة.
ويقاتل المئات من الجمهوريات السوفياتية السابقة حاليا في سوريا في صفوف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وبحسب مسؤول في طاجيكستان التحق نحو 200 مواطن طاجيكي بهذا التنظيم في سوريا، قُتل منهم ما لايقل عن خمسة بينما أعتقلت السلطات ستة اشخاص بعد عودتهم الى طاجيكستان.
وكشفت صحيفة الشروق التونسية، في تقرير لها نُشر الخميس (28 آب) نقلاً عن مصادر من الجزائر ومن داخل سوريا، أن أكبر فيلق من المقاتلين الأجانب يتألف من الشيشانيين يضم أكثر من 14 ألف مقاتل.
أما في أوزبكستان فلا توجد احصائيات رسمية حول أعداد الذين التحقوا بـ(داعش) في سوريا والعراق، لكن الناشط التركي ادم جليك ذكر أن ما بين 700 الى 3 الاف مقاتل أوزبكي ذهبوا للجهاد في سوريا، وحتى الآن أعلنت مجموعة واحدة تطلق على نفسها (جماعة الصابرين) وتضم ما بين 50 الى 200 مقاتل أعلنت أنها تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.
وذكر تقرير أعدته الصحفية بارنوهون ايساكوفا من القسم الاوزبكي في إذاعة اوربا الحر/ إذاعة الحرية أن الاوزبكيين الراغبين بالانضمام الى الجهاديين في سوريا ينتقلون الى روسيا ثم تركيا ليصلوا الى سوريا كونهم لا يحتاجون الى سمة دخول لهذين البلدين.
إذاعة العراق الحر إلتقت أبو عبد الله وهو أحد المشاركين في القتال في سوريا ضمن صفوف (داعش) بعد أن ترك أوزبكستان قبل عام ونصف، ويستعد حالياً للذهاب الى العراق، للحديث عن المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق وكيف يُنظر اليهم من قبل السكان المحليين.
طرفة بغجاتي عضو الهيئة الإسلامية في النمسا وعضو المجلس الإستشاري للشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، سلط الضوء في حديثه لإذاعة العراق الحر على الاسباب التي تجعل الشاب الذي ولد وعاش في أوروبا ودول غربية بالتفكير في الجهاد والإنضمام الى تنظيمات إسلامية متطرفة وإرهابية، مؤكداً أن ما تقوم به هذه التنظيمات لا يمت بصلة للاسلام.
وهناك مخاوف من عودة الأجانب الذين يقاتلون من الدول الغربية مع الدولة الإسلامية، لاحقا إلى بلادهم وقيامهم بهجمات ضد المدنيين وزعزعة الأمن والإستقرار في هذه الدول.