مع تواصل القتال في العراق بين قوات البيشمركه الكوردية ومسلحي ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) على طول جبهة تمتد الى اكثر من الف كيلومتر، أكدت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة اقليم كردستان العراق، إستمرار التحاق شباب من الإقليم بداعش في العراق وسوريا.
مريوان نقشبندي المتحدث باسم الوزارة وفي مقابلة خاصة مع إذاعة العراق الحر أوضح أن "عدد الشباب الكورد الذين التحقوا بداعش أزداد خلال الشهرين الماضيين ووصل الى 400 شاب وهذا أمر مؤسف وخطير".
ولفت نقشبندي الى أن هذه الظاهرة دفعت الوزارة الى العمل على اعادة النظر في خطب المساجد والجوامع، ومناهج الدراسة الاسلامية في المدارس والمعاهد الدينية، لكنه عزا الظاهرة الى فشل حكومة إقليم كردستان في الوصول الى عقول الشباب الكورد، لكي تقنعهم بعدم الألتحاق بداعش وغيرها من التنظيمات الارهابية.
وكانت صحف كردية ذكرت أن شباباً كورد من كردستان العراق يواصلون الإلتحاق بداعش في سوريا والعراق.
وفي هذا السياق أكدت صحيفة "وشه" الكردية في عددها الصادر الأربعاء(27 آب) ان عدد الشباب الكورد من اقليم كردستان الذين التحقوا بداعش بلغ لحد الان نحو 700 شخص، واضافت الصحيفة أنها حصلت على معلومات تشير الى انه خلال شهر فقط انتقل من اقليم كردستان قرابة 500 شخص يرتبطون بداعش، بينهم نساء واطفال، الى مناطق الموصل وما حولها، وان 200 شاب كوردي كانوا قد التحقوا بداعش قبل احتلال الموصل.
لكن الملا عبد الله الملا سعيد رئيس إتحاد علماء الدين الإسلامي اكد في حديثه لإذاعة العراق الحر أن عدد الشباب الذين التحقوا بداعش لا يتجاوز الخمسين شخصاً وما ذكرته الصحف الكردية من أرقام مبالغ فيها وغير واقعية تهدف الى تشويه صورة الشباب الكورد المسلم.
واضاف الملا عبد الله أن الإتحاد وكذلك خطباء وأئمة الجوامع يواصلون في خطبهم وخلال الندوات حملات توعوية الشباب محثهم على الإبتعاد عن الافكار المتطرفة الهدامة ونشر الخطاب الديني المعتدل بعيداً عن التطرف.
ويتوجه شباب من إقليم كردستان الى سوريا لمحاربة النظام السوري الى جانب مسلحي المعارضة السورية منذ بدء الصراع هناك قبل ثلاث سنوات، وأعلنت السلطات الكوردية ان 150 شاباً، وثلثهم من حلبجة انضموا في الاشهر الاخيرة الى داعش الذي سيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق أيضاً.
صحيفة واشنطن بوست وفي تقرير لها حول تجنيد داعش للشباب الكورد، نشر قبل شهرين، رأت أن ذلك يمثل تهديداً لأكثر الاماكن سلاماً في العراق، ونقلت عن احد كبار المسؤولين في جهاز المخابرات في حلبجة، الذي تحدث شرط الحفاظ على سرية هويته، ان داعش جندت مسبقاً “خلايا” داخل المدينة، ووصلت الى الشباب من اجل الانضمام اليها في القتال. وقال المسؤول نفسه ان معظم الرجال والشباب والصبيان الـ 52 الذين تركوا حلبجة خلال السنة ونصف السنة الماضية للقتال في سورية تم تجنيدهم من قبل داعش. واصبح احد سكان حلبجة ويدعى مريوان حلبجي قيادياً في داعش ويقود جبهة ضد قوات البيشمركه الكوردية خارج مدينة كركوك.
ويؤكد مريوان نقشبندي المتحدث بإسم وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في حكومة إقليم كردستان مقتل 35 شخصاً من كوردستان خلال قتالهم في صفوف المعارضة المسلحة السورية داخل سوريا، مشيراً الى عودة نحو 50 شخصاً الى الإقليم وتم إعتقال معظمهم بينما ينتظر اخرون صدور عفو من سلطات الاقليم لكي يتمكنوا من العودة.
واضاف نقشبندي أن داعش الذي كان يعتمد على بعض رجال الدين المتطرفين داخل الإقليم لتجنيد الشباب الكورد بات اليوم وبعد سيطرته على الموصل يعتمد بشكل كبير على مواقع الانترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي.
أما المواطن بلند ابراهيم فيُحمل ائمة المساجد ورجال الدين مسؤولية تشجيع الشباب للتوجه الى سوريا او المناطق الخاضعة لداعش في العراق بإعتراف بعضهم على مواقع التواصل الاجتماعي بان رجال الدين هم الذين شجعوهم على الجهاد، مضيفا قوله "ان اغلب الشباب الذين التحقو بداعش هم في عمر المراهقة ما بين 14 الى 18 سنة ولغاية 20 سنة واعتقد ان على حكومة اقليم كردستان تشديد الرقابة على هذه المساجد وبالاخص رجال الدين الذين لديهم ميول للتطرف".
ويدعو المفكر والباحث في الشؤون الإسلامية عبد الرحمن صديق الاجهزة الامنية في إقليم كردستان الى مراقبة الشباب المغرر بهم وإعادتهم الى أسرهم وفك ارتباطهم بالتنظيمات الأرهابية، مشيرا في الوقت نفسه الى ضرورة قيام علماء الدين الإسلامي بإعادة النظر في المسائل الحدية في الدين الإسلامية وتثقيف الشباب المسلم بمبادىء التسامح والسلام.
ويرى المواطن سيروان طه مدرس اللغة العربية في أربيل أن التحاق الشباب الكورد المسلم بتنظيمات جهادية إسلامية متطرفة يعتبر ظاهرة عالمية ومن الضروري محاربة الفكر الإرهابي.
ساهم في التقرير مراسل إذاعة العراق الحر في أربيل عبد الحميد زيباري