أقام مركز محافظة واسط حفل زفاف لعروسين من عائلتين مهجرتين من مناطق سهل نينوى، حيث جالت سيارات المحافظة ومسؤوليها شوراع مدينة الكوت قبل التوجّه الى عش الزوجية المؤقت في حسينية "الحسن المجتبى" الواقعة في اطراف المدينة.
ويقول العريس نواف حيدر المولود عام 1996 ان يوم زفافه كان مميزاً وسيظل عالقاً في ذاكرته، مشيراً الى انه لن ينسى موقف اهالي الكوت الذين تكفّلوا بمتطلبات زواجه.
ولم يسبق ان أقيم زفاف في حسينية التي عادة ما تستخدم لاداء الشعائر الدينية واقامة مجالس العزاء، لكن رحمة السماء وهبت العروسين المهجرين وذويهما فرحة من رحم المعاناة، شاركهم فيها المجهرون واهل المدينة على حد سواء. ويقول صالح العتابي احد سكنة الكوت ان الاهالي هيّأوا المستلزمات التي يتوجب القيام بها في مناسبات الأفراح، فيما يذكر أحد أقارب العريس ان حفل الزفاف كان بمثابة رسالة تحدٍّ للارهاب وأذنابة.
قصة ارتباط "نواف" بعروسه "سكينة"، وهما أولاد عم، بدأت في برطلة، وتحديداً في قرية علي رش، احدى قرى قضاء الحمدانية، لكن الظروف المادية أجلت مراسم زفافهما، ثم تلتها محنة التهجير اثر سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" على مناطق سهل نينوى.
من جهته قال محافظ واسط محمود عبد الرضا طلال ان هذه المناسبة تبعث اشارة واضحة بان العراق بلاد الأمن والأمان والتلاحم الاجتماعي، مشيراً الى تكفّل المحافظة بدفع تكاليف الزواج.
جدير بالذكر ان اكثر من 20 الف عائلة نازحة توجد في الكوت، اتخذت من الجوامع والمواكب الحسينية وهياكل الابنية محلات سكن لها، فيما تواصل جهات حكومية وغير حكومية بتقديم المساعدات الانسانية والمالية لتلك العائلات.