عرف عن اوضاع الفنانين العراقيين انها متعبة وصعبة داخل العراق وترد اخبار كثيرة عن اصابة بعضهم بأمراض قاتلة دون ان يمد احد يد العون لهم.
اغلب الفنانين العراقيين فقراء بشكل عام يجترون مرارة يومية تقريبا من الاوضاع الحالية التي لا توفر لهم اي فرصة للابداع او لإظهار هذا الابداع.
الفنانون في العراق بشكل عام وبمختصر الكلام يشكون الاهمال ويعانون من تأثيرات المنخفض الثقافي
ديالى - سامي عياش
يعاني فنانو ديالى من قلة اهتمام الجهات المسؤولة بالفن والثقافة ومع تدهور الظروف الامنية هاجر العديد من الفنانين الى محافظات اخرى او الى خارج البلاد.
ففي محافظة ديالى صوت الرصاص والانفجارات مسموع يوميا ..
والاوضاع الامنية تتفاقم يوما بعد اخر ...
والمساحة الممنوحة للفن والثقافة تتضاءل شيئا فشيئا
ولعل هذه الكلمات تعكس حالة من اليأس ...
الا ان هذا هو الواقع المعاش يوميا في هذه المنطقة.
ورغم كل ذلك هناك من لا يزال متمسكا بالارض التي ولد عليها وبالسماء التي ينام تحتها ومنهم الفنان النحات صالح الكناني وهو من الفنانين البارزين في المحافظة وله نتاج فني متميز على مدى اكثر من عقدين.
وهناك اعمال فنية ونصب لهذا الفنان تزين بها عدد من ساحات بعقوبة. بالاضافة الى اعمال اخرى خارج محافظة ديالى.
الكناني قال ان الفنان يعاني اليوم من إهمال المؤسسات التي ينتمي اليها مضيفا ان الفنان اليوم بحاجة ماسة الى قاعات للعرض يعرض فيها نتاجاته الفنية.
وقد اجبرت الظروف الامنية المتردية الكثير من الفنانين على ترك المحافظة والتوجه الى محافظات اخرى او الى خارج البلاد، الا ان البعض فضل البقاء والاستمرار بالعطاء الفني .
الفنان التشكيلي علي الطائي وهو من الفنانين الرواد ولا يزال متمسكا بأرض وسماء المحافظة وقال ان الكثير من الفنانين يعانون من عدم وجود قاعات وتشجيع من قبل المسؤولين الحكوميين.
مضيفا انه مستمر بعطائه الفني في المحافظة رغم كل ما يحيط به من ظروف امنية متردية وان لزم الامر فهو على استعداد لإقامة معارضه الفنية في الشارع او في القرى، حسب قوله.
ويعاني الفنانون في المحافظة من عدم وجود مقر لنقابة الفنانين بالاضافة الى افتقارهم الى قاعات ومسارح ودور للعرض.
ويرى البعض ان الهجرة هي الحل الامثل للفنان في المحافظة للبحث عن مستقبله خارج الحدود.
الا ان الفنان التشكيلي انتصار البهرزي والذي عاد حديثا الى بعقوبة بعد خمسة عشر عاما قضاها في هولندا، يرى العكس من ذلك حيث قال ان طريق الفنان ليس محفوفا بالزهور وان الفنان في اوربا يعاني كما يعاني اقرانه في الدول العربية مطالبا الاهتمام بالفن ابتداءا من المرحلة الابتدائية.