نزور اليوم مدينة الناصرية لنتعرف على سوقها التراثي القديم.
من المعروف ان لمحافظة ذي قار تاريخا عريقا إذ من المعتقد انها شهدت نشوء اول مدينة في التاريخ وهي مدينة اريدو حيث قامت الحضارة السومرية. وفيها مدينة اور ايضا.
تأسست عاصمة المحافظة، الناصرية، في عام 1870 على يد الامير ناصر الاشقر باشا السعدون وسميت على اسمه. والناصرية مدينة عرفت ايضا بمثقفيها وكتابها وشعرائها وفنانيها وفيها جوانب اخرى تستحق الذكر مثل سوقها التراثي المسمى بسوق القيصرية.
عين ثالثة تلقي اليوم نظرة فاحصة على تاريخ هذا السوق واهميته في حياة اهالي الناصرية.
يعد السوق المسقف أو ما يسمى بالقيصرية احد الأسواق التراثية التي بناها يهود العراق في مدينة الناصرية وذلك في بداية ثلاثينات القرن الماضي، وكان يسمى قديما بسوق اليهود لان اغلب تجاره كانوا من اليهود والصابئة.
ويتميز هذا السوق بدكاكينه الواسعة التي عادة ما تكون باردة في الصيف ودافئة في الشتاء وقد أطلق عليه اسم السوق المسقوف لأنه مسقوف بصفائح معدنية والزائر لهذا المكان يشعر أنه أمام صرح تراثي وحضاري يحمل دلالة على تعدد الأديان في هذا البلد.
حميد الحاج عبد احد التجار القدامى الذي عاصر التجار اليهود في هذه المدينة حدثنا عن تأريخ هذا السوق.
رئيس تحرير صحيفة عكد الهوى عدنان عزيز دفار أشار إن مدينة الناصرية هي مدينة المذاهب والأديان وسوق القيصرية احد المعالم التراثية ليهود هذه المدينة.
المعلم جميل السعدواي يحتفظ بذكريات جميلة عن تعامل تجار هذا السوق مع أبناء المدينة.
الى ذلك أوضح الكاتب المهتم بالتراث قصي الخفاجي بأن سوق القيصرية قد تحول في السنوات الأخيرة الى سوق لبيع مواد البناء ودعا الحكومة المحلية الى الاهتمام بهذه المعالم التراثية.