بث عمر نجل الرئيس المصري السابق المعزول محمد مرسي رسالة منسوبة لوالده من محبسه تضمنت تحريض الشباب على الاستمرار في التظاهر وأعمال العنف، معتبرا أن أفعال جماعة الإخوان "ثورة بيضاء"، وأن العالم ينتظر تحركات أنصاره.
وكانت وزارة الداخلية منعت في وقت سابق كافة الزيارات عن مرسي لتسريبه رسالات مشابهة.
وقال مرسي، في الرسالة التي بثها نجله "أيها الثوار الأحرار، سيروا على درب ثورتكم السلمية البيضاء بثبات كالجبال وبعزائم كالرعود فثورتكم منصورة في القريب العاجل، هذا يقيني في الله، وخلفكم أغلبية ساحقة من الشعب تنتظر منكم أن تهيئوا لها الأجواء الثورية لتسمعوا هديرها المدوي".
وأضاف إن "الله يشهد أنى لم آل جهدا أو أدخر وسعا في مقاومة الفساد والإجرام بالقانون مرة وبالإجراءات الثورية مرات فأصبت وأخطأت ولكنى لم أخن فيكم أمانتي".
واعتبر الخبير السياسي وحيد عبد المجيد إن الخطاب المنسوب للرئيس المعزول لم يتغير عن خطاب الإخوان الذي يحاول فيه الحفاظ على حالة التعبئة في وسط التنظيم ومحاولة زيادتها، والسعي إلى استخدام فض اعتصام رابعة والنهضة لخلق حالة مظلومية تنتشر في المجتمع للاستمرار في التظاهر والفعاليات.
إلى ذلك، أرجأت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، اليوم الاثنين جلسة قضية اقتحام السجون والهروب من سجن وادي النطرون، والمتهم فيها الرئيس السابق محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان، لـ 23 أغسطس، لاستكمال سماع شهود الإثبات وطلبات الدفاع، وعرض القيادي الإخواني محمد البلتاجي على مستشفى المنيل الجامعي وإجراء الجراحة على نفقته الخاصة.
وخلال الجلسة، هدد القاضي مرسى بإخراجه من القاعة بسبب قيامه بالحديث مع المتهمين داخل القفص، قائلا "يا مرسى صوتك عالي وعامل شوشرة على الجلسة ولو ما سكتش هطلعك بره أنت واللى بتتكلم معاهم".
وتضم قائمة المتهمين في القضية 131 متهما من بينهم الرئيس السابق وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم المرشد العام للجماعة محمد بديع ونائبه محمود عزت وسعد الكتاتني وعصام العريان وصفوت حجازي، إضافة إلى عناصر أخرى، من ضمنهم عناصر من حركة حماس وحزب الله اللبناني.
وفي مفارقة غريبة شهدتها ساحة القضاء في مصر اليوم، قام أحد المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ"مذبحة رفح الثانية والتخابر مع تنظيم القاعدة"، بخلع زي السجن، ووقف داخل قفص الاتهام الزجاجي، بملابسه الداخلية، قبل بدء جلسة المحاكمة.
وكانت محكمة جنايات القاهرة أجلت اليوم محاكمة المتهمين "عادل حبارة" و34 متهمًا آخرين إلى 25 أغسطس، وذلك على خلفية اتهامهم بارتكاب جرائم إرهابية بمحافظات شمال سيناء والقاهرة وجنوب سيناء، والتخابر مع تنظيم القاعدة، ونسب لهم ارتكاب ما يعرف إعلاميًا بـ"مذبحة رفح الثانية"، التي راح ضحيتها 25 شهيدًا من مجندي الأمن المركزي، بجانب قتل مجندين بـ"بلبيس"، واتهامات أخرى.
على صعيد آخر، قتل اليوم شرطي وأصيب آخر في هجوم استهدف كمين شرطة بمحافظة الغربية شمال مصر، وقال مصدر أمني إن "الحادث جاء بعد الاشتباه في سيارة ملاكي متوقفة على جانبي الطريق بطريق الأنبوطين شنراق، وفور اقتراب أفراد الكمين من السيارة، قام مجهولون من داخلها بإطلاق النار عليهم وفروا هاربين".
وتزايدت الهجمات المسلحة على حواجز الشرطة والجيش في مختلف مدن البلاد، وخاصة في القاهرة ومحافظات الدلتا.