انتقد معنيون في الشأن الامني طريقة تعامل وسائل الاعلام الكردية مع الاحداث الاخيرة وتغطيتها المواجهات الجارية بين قوات البيشمركة ومسلحي "داعش" في جبهات القتال، مؤكدين ان الاسلوب الخاطئ في تغطية الاحداث اضر احيانا بقوات البيشمركة وقدم للعدو عن غير قصد معلومات مهمة عن هذه القوات وتحركاتها.
واشار المراقب السياسي محمد سوركيو الى ان عدم وجود جهة تنظم عملية الادلاء بالتصريحات عن سير العمليات العسكرية في جبهات القتال لوسائل الاعلام ادى الى تعدد وتضارب التصريحات، وبالتالي تسرب بعض المعلومات العسكرية التي تضر بقوات البشمركة، واضاف في حديث لاذاعة العراق الحر: "للاسف لم تفطن الجهات المعنية في وزارة البشمركة الى اهمية تنظيم العمل الاعلامي داخل الوزارة وتخويل جهة معينة للادلاء بالتصريحات عن سير العمليات العسكرية لوسائل الاعلام بالاضافة الى حداثة وسائل الاعلام الكردية في التعامل مع مثل هذه الاحداث كلها ادى الى حصول فوضى اعلامية تسببت في تضارب التصريحات وبالتالي تسرب معلومات عسكرية تضر بقوات البيشمركة".
الصحفي سربست فائق شدد على ان الظرف الحالي الذي يمر به الاقليم يستوجب على وسائل الاعلام التعامل مع الاحداث بشكل عقلاني وبحرفية بعيدا عن التنافس غير المهني الذي يضر بامن الاقليم ومصالحه الوطنية، واضاف: "بصراحة تغطية الاحداث في جبهات القتال امر حديث العهد على الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية في الاقليم لذا فقد تولد نوع من التسابق على نقل الحدث صاحبه نوع من المبالغة او عدم الدقة وهذا بالتاكيد اضر بمعنويات المواطنين وقوات البشمركة معا واضر ايضا بمصداقية بعض المؤسسات الاعلامية ، على وسائل الاعلام اعادة النظر بسياستها لتنسجمع مع الاحداث الحالية".
المواطن جوتيار آرام اشار الى ان السباق الاعلامي وتضارب الاخبار انعكس سلبا على معنويات المواطنين وثقتهم بقوات البيشمركة، واضاف: "اعتقد ان على وسائل الاعلام الكردية التعامل بحكمة مع الاحداث الحالية وان تقف الى جانب قوات البيشمركة وان لاتكشف اسرارا عسكرية وامنية يمكن ان تضر بامن الاقليم ، الوضع الحالي لايحتمل تسابقات ومنافسات اعلامية ويجب تسخير كل الجهود لخدمة الاقليم".
يشار الى ان مركز مترو للدفاع عن حقوق الصحفيين في الاقليم اصدر بيانا طلب فيه الصحفيين ووسائل الاعلام الكردية بالتعامل بمهنية مع الاحداث الجارية والتأكد من صحة الانباء الواردة من ساحات القتال وعدم التضحية بالحقيقة من اجل الفوز بالسبق الصحفي، حفاظا على الاستقرار الامني في اقليم كردستان وقطع الطريق امام مروجي الشائعات.