في حلقة هذا الاسبوع من برنامج (المجلة الثقافية) مرور على اصدراين نسويين جديدين، احدهما في مجال القصة والاخر في مجال الشعر، وهما كتاب (رباعيات) للكاتبة زينب الربيعي، وكتاب (قد اكون انا) للكاتبة اطياف سنيدح، بالإضافة الى متابعة لظاهرة غياب تداول الكتاب في المجتمع العراقي.
اصداران نسويان
(رباعيات) كتاب شعري صدر مؤخرا عن دار ازمنة، من تاليف زينب الربيعي. الكتاب الذي يقع في 136 صفحة من القطع المتوسط، يخلو من اي مقدمة او تمهيد،ويتكون في معظمه من رباعيات شعرية.. وجاء في الغلاف الخلفي للكتاب:
كنيسة العذراء تفتح بابها
كل خمسة وعشرين سنة
من يخرج منها كانه وليد
انتظرك على بابها... لنذنب معا
الحب كالماء.
ان تمسكيه
ينساب فيك قطرات...
الى اخر القطرات
غير مهذبة اشعاري
مثل طفولتي
مثل خصلات شعري،
بعد نوم عشرين سنة.
الكتاب الآخر بعنوان (قد أكون أنا) صادر عن مكتبة عدنان، ويقع في 119 صفحة من القطع المتوسط، ويخلو من مقدمة ايضا.. النصوص السردية الموجودة في الكتاب معنونة بصيغة اوراق، مثل (الورقة الاولى) و(الورقة الثانية) و(الورقة الثالثة)...الخ. من الورقة الاولى مايلي:
كنت اعتقد بان اوراقي في الحب انت من سوف يوقع عليها وليس الظروف..!
كنت اتوقع باني لن اترك قلبي بلا حب، وبانك آخر رجل في حياتي لكن هل انا متاكدة بانك الاخير من اقول له: احبك؟
من نقد القصة الى نقد الشعر
تستضيف هذه الحلقة الناقد الادبي اسماعيل ابراهيم عبد الذي تنوعت اهتماماته النقدية. اول ما نشره من اعمال كان قصة قصيرة عام 1983، بعدها بدأ يشعر ان الكتابة ليست هي كل شيء انما هناك ما يمكن تسميته جماليات الكتابة، والتعرف على عناصر هذه الجماليات في النصوص المختلفة، ما دفعه الى التركيز على القراءة اكثر، لانه شعر ان القراءة هي المصدر الذي يصنع الاديب او الناقد او المختص. وهذا دفع به بالتدريج نحو النقد الادبي الذي بدأ ممارسته منذ بداية التسعينات، غير ان تبلور اسلوبه النقدي احتاج الى نحو عشر سنوات، وقد توسع اهتمامه النقدي من نقد القصة الى نقد الشعر ايضا.
غياب الكتاب في الشارع العراقي
تداول الكتاب في الشارع العراقي يكاد يكون غائباً تماماً، باستثناء بعض الاماكن المخصصة للكتب مثل شارع المتنبي في بغداد او بعض المكتبات في بغداد او المحافظات. يستثنى من ذلك بالطبع مشهد الطلبة وهم يحملون كتبهم الدراسية. وهذا الانقطاع عن طلب المعرفة ينسحب على استخدام الكومبيوتر او حتى اجهزة الهواتف المحمولة، التي عادة ما تستعمل لاغراض التواصل الاجتماعي او التسلية وقلما تستخدم لغير ذلك من الاغراض، ما يعكس جانبا مهما من طبيعة الاجيال الجديدة التي نشات في العراق، والتي تعزف عادة عن حب المعرفة والاطلاع، سواء لعدم احساسها باهميتها او جدواها، او بسبب الظروف العامة التي تمنع الاستقرار الكافي المطلوب على المستوى النفسي والاجتماعي.