اعتمدت بعض الوزارات خطة عمل طويلة المدى اطلقت عليها "استراتيجيات" تمتد لسنوات، الهدف منها رسم مسارات واضحة المعالم لعمل الوزارة بما يرتقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. وتم اطلاق عدة استراتيجيات منذ سنوات، منها "استراتيجية مكافحة الفقر"، و"الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم"، و"الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد النساء"، و"الاستراتيجية الوطنية لتنمية الشباب" وغيرها.
ويشير وكيل وزارة التخطيط مهدي العلاق في حديث اذاعة العراق الحر الى اهمية اعداد الاستراتيجيات في العراق التي تصب في خدمة اهداف التنمية في البلاد، مبينا ان هناك استراتيجيات بعيدة المدى تمتد لعشرين سنة واكثر، وهناك متوسطة المدى تمتد ما بين 5- 10 سنوات، لافتاً الى ان ظروف العراق تجعله يعتمد استراتيجية متوسطة المدى.
ولان العراق يشهد ظروفا سياسية وامنية غير مستقرة فان هذا بالتاكيد سيعرقل تنفيذ الاستراتيجيات، لاسيما ان تنفيذها يتطلب الاموال والحفاظ على الجداول الزمنية الخاصة بها. ويؤكد العلاق ان الظروف الامنية اكبر التحديات امام تنفيذ الاستراتيجيات المعتمدة.
الى ذلك يبين المتخصص بنظام الجودة في جامعة بابل الدكتور حيدر الجبوري ان الاستراتيجيات الناجحة ينبغي ان تمتد الى عشر سنوات، مشيرا الى وجود خطأ في تسمية الخطط التي تمتد لثلاث سنوات بالاستراتيجية، لان الاستراتيجية تتطلب سنوات طويلة، مشيرا الى دولة الامارات التي تعتمد استراتيجية تمتد الى عام 2033.
واكد الجبوري ان بناء الاستراتيجيات في العراق غالبا ما يفتقد الى قاعدة البيانات الداعمة لانجاح تنفيذها، واشار، على سبيل المثال، الى ستراتيجية مكافحة الفقر التي تتطلب معرفة الزيادات السكانية للسنوات العشر المقبلة ومستوى دخل الفرد والموارد المالية للعراق.