تستعرض هذه الحلقة من برنامج (المجلة الثقافية) كتاباً يتناول موضوعا مهما كثيرا ما يتداوله المثقفون داخل العراق وخارجه، وهو العلاقة بين المثقف والسلطة. كما نمر على مقال عن العلامة والباحث الراحل علي الوردي، فضلا عن لقاء مع ناشط يعمل في مجال منظمات المجتمع المدني الثقافية.
المثقف العربي والحاكم
كتاب بعنوان "المثقف العربي والحاكم" من تأليف حسين العودات، يتناول، كما هو واضح، موضوعا ساخنا كثيرا ما يثار داخل الوسط الثقافي العراقي وفي العالم العربي عموما. من الغلاف الخلفي للكتاب نقرأ التعريف التالي به:
"حاول الحاكم العربي ان يفرض على المثقف الطاعة مقابل امتيازات يقدمها له، وفي حال رفضه الولاء واستمراره بالاخلاص لقناعاته العقائدية او السياسية، كان يتلقى عقوبات يصل بعضها الى الاعدام وتقطيع الاوصال. ولجأ الحاكم عموما لاتهام المثقف المخالف بالزندقة او الارتداد، ليكسب رضى مجموعات من ابناء الشعب المتدينين....يعرض هذا الكتاب مفاهيم الثقافة والمثقف، وتعريف كل منهما، ومهماته ودوره في تطور المجتمع، وعلاقة المثقف بالفقيه والفيلسوف والطبقة الاجتماعية والسطلة والسياسة والحاكم، خلال التاريخ وصولا الى عصرنا الحاضر، ويشير الى محنة بعض المثقفين العرب منذ القرن الاول الهجري حتى عصرنا الحاضر. ويتعرض لعلاقة المثقف بالحاكم في التاريخين الحديث والمعاصر".
اما عن مؤلف الكتاب فجاء التعريف التالي:
حسين العودات كاتب وصحافي سوري، مجاز في الجغرافيا واللغة الفرنسية وحائز على دبلوم في الصحافة. كان مستشار رئيس الوزراء لشؤون الثقافة والصحافة في سوريا. تولى اداراة وكالة الانباء السورية ودار الاهالي للنشر. من مؤلفاته: "الموت في الديانات الشرقية"، "وثائق فلسطين"، "العرب النصارى"، "المرأة العربية في الدين والمجتمع".
ينقسم الكتاب الى ستة فصول: "الثقافة"، "المثقف"، "المثقف والسلطة والحاكم"، "المثقف والحاكم في الحضارة العربية"، "العصا لمن عصى"، "المثقف العربي والحاكم المعاصر". الكتاب يقع في 247 صفحة من القطع الكبير وهو صادر عن دار الساقي.
منظمات مدنية ثقافية
تستضيف حلقة هذا الاسبوع رئيس جمعية الثقافة للجميع عبد جاسم الساعدي الذي يقول ان منظمات المجتمع المدني ظهرت بكثافة عالية بعد التغيير مباشرة، ثم تقلصت وضعف دورها باستثناء بعض المنظمات التي لها رؤية واضحة في الموضوع الثقافي، وتنظر للثقافة باعتبارها صراعا، وهذا الصراع مهم على مستوى الاداء والنقاش والحوار وخلق ثقافة نقدية جديدة. ولهذا فان هذا المنظمات بحاجة الى دعم وبحاجة الى عمل مشترك. الركائز الاساسية للثقافة العراقية هي وزارة الثقافة والبيوتات الثقافية واتحاد الادباء وبعض المنظمات الثقافية، ومن المهم ان يكون للمثقفين والمنظمات الثقافية دور في اقتحام "الراكد والسائد".
علي الوردي... مرة اخرى
تحط حلقة الأسبوع الحالي مع علم من اعلام الفكر العراقي والعربي في العصر الحديث وهو الباحث العلامة الراحل علي الوردي، وتحديدا مع مقال عنه كتبه الناقد باسم عبد الحميد حمودي بعنوان (علي الوردي...علامة التنوير العراقي). يستهل الكاتب مقاله بذكر محاضرة اقامها الوردي عشية ثورة 14 تموز 1958، وهي محاضرة اقيمت في 13 تموز عام 1958 في الساعة السابعة مساء في حديقة جمعية خريجي الجامعات الاميركية في بغداد، عن شخصية الفرد الاجتماعي وعملية التناشز الاجتماعي، وهو الموضوع الاثير لدى على الوردي ومحور كتاباته الاولى. كما يقول الكاتب في مقطع اخر من مقاله انه في صبيحة 14 تموز لم يلتفت احد كثيرا لطروحات الوردي في المساء السابق لان الرابع عشر من تموز حل في العراق وحل معه عهد جديد، ولكن نقاشات افكار الوردي لاسيما من قبل معارضيه الماركسيين ظلت حية بعد ذلك التاريخ، كما هو الحال مع الكثير من كتاباته، التي نالت ولا تزال اهتماما متزايدا مع مرور الزمن.