دان مبدعون في البصرة مثقفون ما يتعرض له أبناء الطائفة المسيحية في محافظة نينوى من تنكيل وتهجير، واصفين ما يحدث هناك بالهجمة الشرسة الرامية الى تفتيت النسيج الاجتماعي العراقي، وتخريب التنوع الذي يتصف به المجتمع.
وقال الشاعر صبيح عمر ان ما حصل في نينوى من تهجير للاقليات لم يكن وليد اللحظة، بالرغم من فداحته، إذ ان "القوى الظلامية"، بحسب تعبيره، مارست ذات الدور بعد عام 2003 في تهديد الطوائف العراقية.
ودعا الى موقف حقيقي تجاه ما يحصل، وقال "لا بد من مشروع ثقافي حقيقي ولا بد ان يكون للمثقف والسياسي المثقف دور يستطيع ان يتظافر مع جهود الاخرين من اجل دحر مثل هذه المشاريع الطائفية".
بينما قال المحلل السياسي، الناشط المدني عباس الجوراني ان ما تتعرض له الاقليات في الموصل يجمع كل توصيفات التطرف، وتدخل القوى الاقليمية، لاجهاض التجربة العراقية، على الرغم من سلبيات هذه التجربة، مبينا "ان ما حصل ليس بالشيء القليل، إذ شحذت تلك القوى كل هممها من اجل ارجاع العراق الى ما قبل عام 2003 لهذا فان التكالب على العراق يأخذ تسميات مختلفة آخرها هجمة داعش".
ويعتقد الشاعر، الكاتب الصحفي علي الامارة "ان هناك تقصيرا حكوميا تجاه ما يحصل للطوائف. وكان من المفترض ان تحمي الحكومة ابناء شعبها من كل الطوائف، سواء أكانوا مسلمين او مسيحيين او غيرهم"، مشيرا الى "ان المسيحيين هم المكون الرئيس الحضاري والثقافي والاجتماعي، واذا ما تم افراغ العراق منهم ستكون الخسارة كبيرة، إذ سيخسر العراق جمال التنوع والتعدد الثقافي والديني وكلها الوان الطيف العراقي".
الى ذلك قال الدكتور كاظم السهلاني في تصريح لاذاعة العراق الحر "ان المصيبة التي وقع فيها العراق لم تخص المسيحيين لوحدهم، انما اكتوى الجميع بها"، موضحا "ان مسيحيي العراق ناس مسالمون وتاريخهم مشرف، وما حصل لهم مصيبة كبيرة"، مشيرا الى "ان ابناء الطائفة المسيحية في البصرة ينعمون بالامان ولا يوجد اي خطر عليهم".