دان معنيون بالآثار والتراث المعماري ما تقوم به الجماعات التكفيرية التي تحتل الموصل حاليا، من هدم متواصل للصروح التراثية والعمرانية، وللكنائس والأديرة والمزارات، وحرق للمكتبات التاريخية.
ونبه هؤلاء الى هدف هذه الدماعات هو القضاء على كل ما يمت الى التراث الإنساني بصلة، ولا تقتصر عملية الهدم على مواقع ومزارات تابعة لطائفة معينة كما يعتقد البعض، مشيرين الى ان ما تقوم به هذه الجماعات رسالة الى العالم ليبدأ بالتضامن الحقيقي مع محنة العراق باعتبارها محنة للتراث العالمي.
الباحث في مجال الآثار والتراث المعماري جعفر درويش، رئيس تحرير مجلة (أثـر) التي تعنى بالآثار اشار الى "إن نهج الجماعات المسلحة التكفيرية المتمثلة في ما يسمى بتنظيم داعش ترسل رسائل لا تقبل الشك إلى العالم، والى المجتمع الدولي، مفادها السعى لتطبيق مبادئها التوسعية الظلامية، وإلغاء كل ملامح الحضارة الإنسانية، ولعل العراق هو خطوة انطلاق. وبات من المهم على المجتمع الدولي ان يتحرك قبل توسع استيطان هذه الجماعات".
رئيس جمعية الاثارين العراقيين، أستاذ الآثار في جامعة بغداد الدكتور حيدر فرحان يعتقد "إن خطط داعش لتدمير التراث الإنساني يعجل في إنهاء وجوده العسكري في العراق وكل العالم، بعد أن وعى العالم حجم المخاطر التي ينتجها تفكير الجماعات التكفيرية، والذي لا يمثل اي توجه ديني او أنساني"، متوقعا أن تتظافر الجهود الدولية من اجل إنهاء الوجود العسكري لداعش في العراق في القريب العاجل .
الى ذلك أكد معاون مدير عام دائرة العلاقات في وزارة الثقافة مظفر الربيعي ان منظمات دولية ومنها الـ(يونسكو) تواصل بحرص شديد وبشكل يومي متابعة أخبار الموصل، وتحديدا ما يحصل من عمليات هدم وتدمير للتراث الإنساني، وتواصل عملية الحشد الدولي لأجل إيقاف زحف الجماعات التكفيرية، وتطويق مساحة وجودها، ومن ثم التحرك نحو إنهاء وجودها عبر حملات تثقيف وتنبيه من مخاطر تمددها.