يسعى مسرحيون في البصرة لتنشيط الحراك المسرحي بعد جمود اعتبروه قسرياً بسبب الظروف التي تمر بها المحافظة، حين استسلمت فرق مسرحية للأمر الواقع واوقفت اعمالها بعد ان شعرت ان المسؤولين الحكوميين لا علاقة لهم بالفن والثقافة.
ويقول التدريسي في كلية الفنون الجميلة بالبصرة والمخرج المسرحي كريم عبود ان المسرحيين إعتمدوا على انفسهم بما يسمونه "حراك المسرحيين الرواد والشباب" الذي يتضمن تنظيم ورش عمل مسرحية لاحياء المسرح البصري، مضيفاً ان "جماعة المسرح المعاصر" تهدف الى خلق جهد فني وثقافي ابداعي يؤسس للمدينة ويرتبط بتاريخ البصرة الثقافي، ويذكر ان المشروع أستراتيجي كبير للحفاظ على ارث المدينة بمشاركة دماء مسرحية شابة.
من جهته يلفت رئيس قسم الفنون الموسيقية في كلية فنون البصرة الدكتور عبدالله عبدعلي الى ان المؤسسات الفنية والثقافية الحكومية بدأت تنحى بعيداً عن الثقافة في البصرة، مؤكداً على ضرورة ان يأخذ المثقفون دورهم، ويشير الى ان الحقوق لا تعطى انما تنتزع. واضاف عبدعلي انه بجهود "جماعة المسرح المعاصر" بدأت تتبلور فكرة تحريك الساكن الثقافي والفني في البصرة، لان الرضوخ لواقع الحال سيكون بمثابة رصاصة الرحمة على الفن والثقافة البصريين.
وقال الفنان يوسف الهاشمي ان الحراك الفني والثقافي لجماعة المسرح المعاصر سيضع المثقفين والفنانين امام مسؤولياتهم، معتبراً هذا الحراك ظاهرة جيدة تضيء الحياة في المحافظة.
الى ذلك قال مدير قصر الثقافة والفنون في البصرة عبد الحق المظفر ان الخطة تقتضي جمع جميع المثقفين والفنانين العاملين بمختلف الفنون المسرحية والموسيقية والتشكيلية، معتبرا المكان الذي يديره خيمةً تعمل على رفد الثقافة والفن في المحافظة بالطاقات المبدعة. ونّوه المظفر الى ان البصرة ستشهد مهرجاناً مسرحياً لفرق الرواد والشباب، فضلا عن اقامة معارض تشكيلية ومهرجانات شعرية خاصة بالشباب.