لم يمض يومان على انتخاب سليم الجبوري رئيسا لمجلس النواب العراقي حتى افتتح باكورة حراكه السياسي بزيارة الى اربيل للقاء رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني، وكبار القادة الكورد.
والهدف المعلن للزيارة هو التباحث حول تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة، وحلحلة الخلافات بين اربيل وبغداد، فضلا عن بحث اوضاع النازحين الى الاقليم من المناطق التي استولى عليها مسلحو ما يعرف بالدولة الاسلامية في محافظة نينوى وغيرها.
وقال عضو مجلس النواب عن كتلة متحدون التي ينتمي اليها الجبوري "ان هذه الزيارة مهمة لتحديد شكل الحكومة المقبلة. وقد جاءت ايضا من اجل طي صفحة الخلافات بين اربيل وبغداد، ليصبح من الممكن تمرير مشروع قانون الموازنة العامة للدولة لعام 2014 ، الذي أدى تأخر تمريره الى شل جزء كبير من الحركة الاقتصادية في البلد".
أما عضو كتلة التحالف الكردستاني محما خليل فيعتقد "ان هذه الزيارة تحمل اشارات ايجابية، وهي محاولة لتقليل حدة الاحتقان بين بغداد واربيل. وأن التفاهمات التي سيخرج بها طرفا الزيارة ستساعد على تسيهل مهمة تشكيل الحكومة المقبلة"، داعيا في الوقت ذاته "كتلة التحالف الوطني الى تقديم مرشحها لمنصب رئيس الوزراء، من اجل الاسراع في طي صفحة الخلافات التي اثرت سلبيا على الجميع".
الى ذلك يعتقد مراقبون أن من بين اهداف زيارة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الى كوردستان التهئية لتحالف سني كردي على غرار التحالف الكردي الشيعي السابق، وتكوين اغلبية داخل مجلس النواب تفرض إراداتها اثناء عملية تشكيل الحكومة الجديدة.
أما عباس البياتي القيادي في كتلة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي فاستبعد اقامة تحالف كردي سني خلال المرحلة الحالية"، مؤكدا "ان الزيارة تندرج ضمن مساعي تقريب وجهات النظر بين بغداد واربيل، لاسيما وان الجبوري سبق وان التقى عددا من قادة التحالف الوطني قبيل سفره ابرزهم عمار الحكيم".
وذهب مراقبون آخرون التقت بهم اذاعة العراق الحر باتجاه تأييد النظرية القائلة ان "ادامة مثل هذا النوع من الزيارات ستخفف بشكل او باخر من الاحتقان السياسي بين بغداد واربيل، بالنظر الى أن الحلول تكمن في الحوار، وليس في تبادل اطلاق التصريحات الصحفية المتشنجة بين الاطراف المتنازعة".
الى ذلك اكد رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي "ان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري يمتلك من العلاقات الجيدة مع القادة الكورد وسواهم ما يخوله لقيادة وساطات بين جميع الاطراف المختلفة"، لافتا في هذا السياق الى "ان الزيارة التي من المتوقع ان يقوم بها الجبوري الثلاثاء المقبل الى ايران من شأنها ان تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين طهران والقوى السياسية السنية".