أثارت عودة حوادث الاغتيالات الى العاصمة بغداد خلال الايام القليلة الماضية، مخاوف مواطنين ومراقبين لملف حقوق الانسان، في وقت تشهد فيه البلاد منذ أكثر من شهر وضعاً أمنياً متأزماً وحرباً لمواجهة مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامي" داعش.
وشهدت العاصمة مؤخرا سلسة من حوادث اغتيال، منها عملية قتل أكثر من 20 امراة على أيدي مسلحين مجهولين اقتحموا مبنيين في منطقة زيونة شرقي بغداد، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وشهود عيان.
قيادة عمليات بغداد، اقرّت بمقتل 28 امرأة على ايدي مسلحين مجهولين بحجة قضايا مخالفة للآداب العامة، مؤكدة أنها أتخذت اجراءات سريعة للتحقيق في القضية، وقامت بمعاقبة القوة المسؤولة عن حماية المجمع السكني الذي وقعت فيه الجريمة. وهذا ما أكده لإذاعة العراق الحر المتحدث باسم القيادة العميد سعد معن.
ومع سيطرة مسلحين متشددين على الموصل ومناطق واسعة في محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك، عادت مظاهر التسلح الى المدن العراقية، حيث ظهرت العديد من الميليشيات وبينها جماعات مسلحة متشددة.
وزارة حقوق الانسان العراقية أعربت عن قلقها من عودة ظهور ميليشيات متشددة دينية تقف وراء عملية قتل نساء في منطقة زيونة. وأكد المتحدث باسم الوزارة كامل أمين في حديثه لإذاعة العراق الحر أن الوضع مقلق مع حصول انتهاكات لحقوق الانسان، مشيراً الى أن الجماعات المسلحة التي تقوم بجرائم القتل والاعتداء استغلت الوضع الذي يمر به البلد وحالة التعبئة الوطنية لمواجهة داعش وإنشغال الدولة العراقية والجيش بتحرير المناطق التي سيطر عليها مسلحو داعش.
ودعا أمين الاجهزة الامنية والقضائية الى ملاحقة المسلحين الذين يقومون بترويع المواطنين.
ويرى فلاح الياسري عضو مفوضية حقوق الانسان أن الاعتداءات من قبل مسلحين مجهولين هي نتيجة طبيعية لتداعيات الوضع في العراق والمنطقة، نافياً سيطرة الميليشيات على الشارع مؤكدا أن المفوضية حصلت على تطمينات من الاجهزة الامنية بالقضاء على مظاهر التسلح والسيطرة على تحركات الميليشيات.
مظاهر القتل والاعتداء التي تنفذها جماعات مسلحة مجهولة عادت لتثير القلق في الاوساط العراقية بحسب الخبير الأمني أحمد الشريفي الذي يعزو عودة هذه المظاهر الى سوء ادارة الملف الأمني وانهيار الاجهزة الامنية.
ساهم في إعداد الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد أحمد الزبيدي.