يتوقع ساسة ومراقبون أن يتم حسم المرشح لمنصب رئيس الجمهورية داخل الاتحاد الوطني الكردستاني خلال اليومين القادمين، وأن يحظى المرشح بتأييد كافة الكتل السياسية خلال التصويت عليه الأسبوع المقبل.
وكان رئيس مجلس النواب الجديد سليم الجبوري أعلن الثلاثاء الماضي عن فتح باب الترشيح لرئاسة الجمهورية أمام جميع المواطنين اعتباراً من الاربعاء ولمدة ثلاثة أيام. وبحسب العرف السائد في العملية السياسية العراقية منصب رئيس الجمهورية من حصة الكورد، ووفقاً للأتفاق الموجود داخل الأحزاب الكردية هذا المنصب من حصة الاتحاد الوطني الكردستاني. وباتت المنافسة على منصب رئيس الجمهورية داخل الاتحاد تنحصر اليوم بين النائب الثاني للأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح و محافظ كركوك نجم الدين كريم.
ويتوقع حسن جهاد النائب عن التحالف الكوردستاني أن يتم حسم اسم المرشح لهذا المنصب خلال يومين، ليتم التصويت عليه خلال جلسة البرلمان الأربعاء المقبل.
ولفت جهاد الى أن الاتحاد الوطني لم يحسم مرشحه لهذا المنصب حتى الآن لكن الدكتور برهم صالح هو الأوفر حظاً.
ومع تفاقم خلافاتها مع أربيل بعد تلويح رئيس إقليم كردستان باللجوء الى إجراء استفتاء على استقلال الإقليم و مصير المناطق المتنازع عليها وتحديداً كركوك بعد أن أصبحت تحت سيطرة قوات البيشمركة، تراقب بغداد باهتمام قضية اختيار المرشح لمنصب رئاسة الجمهورية.
وقال رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي في كلمته الأسبوعية المتلفزة "إن منصب رئيس الجمهورية محسوم للكورد على ان يكون المرشح للرئاسة مؤمنا بوحدة العراق ورافضا لدعوات التقسيم والاستفتاءات والتجاوزات على الدستور والتمددات غير المشروعة، ولا يروج للاستفتاء او تقرير المصير على الاستقلال عن العراق."
هيثم الجبوري النائب عن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، قال في حديثه لإذاعة العراق الحر إن أئتلافه والتحالف الوطني يحترمان خيارات الاتحاد الوطني الكردستاني، لكن الدكتور برهم صالح يحظى بقبول اغلبية اعضاء مجلس النواب العراقي بحسب رأيه، متوقعاً أن يتم حسم المرشح لمنصب رئيس الجمهورية في غضون 72 ساعة.
لكن الكاتب والمحلل السياسي محمود الهاشمي يرى أن التحالف الوطني يميل أكثر الى الدكتور نجم الدين كريم محافظ كركوك، بسبب ما وصفه بحدية العلاقة بين كريم وبين رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني على خلفية قضايا تتعلق بكركوك وسيطرة مسلحي الحزب الديموقراطي الكردستاني على حقول نفطية مؤخرا.
وتتحدث صحف كردية منذ أيام عن وجود خلافات حادة داخل الاتحاد الوطني الكردستاني حيث أنّ أغلبية أعضاء قيادة الحزب يدعمون ترشيح برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي ورئيس حكومة اقليم كوردستان سابقا لتولي منصب رئيس الجمهورية خلفا للرئيس جلال طالباني، فيما تدعم هيرو أحمد عقيلة طالباني ترشيح محافظ كركوك نجم الدين كريم للمنصب، لكنها نفت في بيان الأربعاء تدخلها في إفشال عملية أختيار مرشح لهذا المنصب. ويجري الحديث في إقليم كردستان عن دخول واشنطن وطهران على الخط للضغط على قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني لحسم امر الترشيح خلال الايام الثلاثة المقبلة.
ويرى استاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد أسامة السعيدي أن الدكتور برهم صالح يحظى بقبول كافة الاطراف العراقية والاقليمية والدولية، متوقعاً أن تشهد المرحلة القادمة من العملية السياسية في العراق صعود للحمائم الى المناصب الرئاسية الثلاث بدلا عن صقور الكتل السياسية، لأن المشهد السياسية العراقي لا يحتمل المزيد من الـتأزم والتوتر بحسب رأي السعيدي.
وكانت رئاسة اقليم كردستان اصدرت بيانا مطلع أيار الماضي شددت فيه على ان اي مرشح لرئاسة جمهورية العراق يجب ان يحظى بموافقة برلمان كردستان، لان هذا الاستحقاق هو استحقاق للشعب الكردي.
ومن المتوقع عقد اجتماع لقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني يوم الجمعة لمناقشة قضية حسم منصب رئيس الجمهورية. إلا أن مصادر كردية أوضحت لإذاعة العراق الحر أنه من المستبعد أن يتم حسم أسم المرشح لهذا المنصب دون موافقة رئيس إقليم كردستان ومصادقة برلمان الإقليم.
ناهدة الدايني النائب عن اتحاد القوى العراقية تدعو الى الإسراع بحسم أسم المرشح لمنصب رئيس الجمهورية من اجل حسم انتخاب رئيس البلاد داخل مجلس النواب العراقي الذي يستأنف جلساته الاربعاء المقبل، وذلك قبل إنتهاء الفترة القانونية.
الدايني ترى أن المعضلة الأعقد ستكون في اختيار رئيس الحكومة وليس رئيس الجمهورية.
ساهم في إعداد الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد رامي أحمد.