مع استمرار القتال بين القوات الأمنية العراقية ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في مناطق شمال العراق وأنباء عن تقدم المسلحين من بغداد، طالبت الكتلة التركمانية في البرلمان العراقي، المجتمع الدولي بإيجاد مناطق وملاذات امنة للتركمان لحمايتهم من عمليات الابادة والقتل والتهجير التي يتعرضون لها.
رئيس الكتلة التركمانية والنائب عن كتلة متحدون ارشد الصالحي وخلال مؤتمر صحفي عقده بمبنى البرلمان العراقي الأحد، قال إن "التركمان تعرضوا في فترات عديدة لعمليات إبادة وتهجير مُنظمة وآخرها ماحصل في تلعفر، مشيرا الى ان الصراع بين بغداد واربيل دائما ما يكون التركمان هم ضحية.
وتباينت الآراء في الاوساط السياسية والبرلمانية إزاء مطالبة التركمان بملاذات آمنة لحمايتهم من هجمات المسلحين، وخاصة بعد سيطرة مسلحي داعش على محافظة نينوى.
النائب التركماني في إئتلاف دولة القانون عباس البياتي أوضح في حديثه لإذاعة العراق الحر أن مطالبة التركمان بملاذات امنة تحت اشراف دولي، لا تتناسب والقوانين والاتفاقيات الدولية رغم تأكيده على ضرورة حماية التركمان.
وكانت القوى التركمانية طالبت الامم المتحدة والمجتمع الدولي بحماية التركمان وانشاء مناطق آمنة لهم في مناطق سكناهم في كل من محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى. ودعت القوى التركمانية في بيان اصدرته في ختام اجتماعها في بغداد السبت الماضي المؤسسات المعنية بحقوق الانسان ومنظمات المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياتها امام ما يتعرض له المكون التركماني في العراق من ابادة جماعية.
النائب عن كتلة "متحدون" ناهدة الدايني أكدت أن التركمان يتعرضون الى عمليات إبادة من قبل جهات سياسية لم تسمها، لكنها حذرت التركمان من قبول الحماية من إقليم كردستان لأنهم عندها سيُجبرون على تقديم تنازلات للإقليم مقابل حمايتهم.
ويؤكد النائب عن التحالف الكوردستاني بيستون زنكنة أن للتركمان ممثليهم في برلمان إقليم كوردستان ويتمتعون بكامل حقوقهم، لكن قضية إيجاد ملاذات امنة لهم تعود الى الأمم المتحدة خاصة وأن التركمان يتعرضون الى الاستهداف في الموصل وتلعفر ومناطق تسيطر عليها داعش.
ويرى المحلل السياسي واثق الهاشمي أن التركمان في العراق اصبحوا ضحية لصراعات كبيرة تشهدها الساحة العراقية، ومطالبتهم المجتمع الدولي بايجاد ملاذات امنة لحمايتهم تحمل أكثر من رسالة.
الهاشمي يتوقع أن يرفض الكورد مطلب التركمان في إيجاد ملاذ آمن لهم خاصة وأن التركمان يتواجدون في مناطق متنازع عليها باتت أجزاء منها تقع اليوم تحت سيطرة قوات البيشمركة.
ساهم في إعداد الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد حازم الشرع.