حذر خبراء أمنيون من إعتماد الجيش العراقي في حربه على مسلحي مايعرف بالدولة الإسلامية على متطوعين وميليشيات.
وذكرت وكالة رويترز في تقرير "أنه مع تضرر وحدات الجيش العراقي شمال العراق بسبب فرار الجنود مع سقوط مدن رئيسية في حزيران، باتت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي تتكىء بقوة على ميليشيات شيعية ومتطوعين يحركهم شعور الوازع الديني".
وأضافت التقرير "أنه يوجد في بعض المناطق الآن مسلحون ومتطوعون مدنيون لا يقلون عددا ـ إن لم يكن يزيدون ـ عن الجنود النظاميين. البعض يذهب إلى الجبهة بينما يقف آخرون في نقاط تفتيش ويحرسون قواعد ويشاركون في حملات. وأمكن حشد عشرات الآلاف منذ أن دعا المرجع الديني علي السيستاني في 13 حزيران كل الرجال القادرين على حمل السلاح إلى قتال المسلحين المتشددين بعد سيطرة مسلحي داعش على الموصل ومناطق اخرى في محافظات شمالية وغربية".
http://www.reuters.com/article/2014/07/10/us-iraq-security-volunteers-insight-idUSKBN0FF1HO20140710
الخبير الاستراتيجي في الشأن الأمني سعيد الجياشي أكد في تحليله لوضع الجيش العراقي "أنه بعد سقوط الموصل حصلت نكسة وانهيار لمعنويات الجيش العراقي بسبب الاشاعات المعادية وقوة الرسائل الإعلامية التخريبية"، مشيراً في حديثه لإذاعة العراق الحر الى "أن تطوع المدنيين وعناصر الميليشيات ساهم بشكل كبير في رفع معنويات الجيش وتحقيق انجازات امنية في مناطق مختلفة".
ومن التنظيمات المسلحة التي قامت بتجنيد المتطوعين (منظمة بدر) و(كتائب حزب الله) و(كتائب أبا الفضل العباس) و(سرايا السلام) التي تضم أنصار رجل الدين مقتدى الصدر، و(عصائب أهل الحق).
أحمد الكناني الناطق باسم العصائب أكد في حديثه لإذاعة العراق الحر أنهم لبوا نداء المرجعية للقتال الى جانب قوات الجيش العراقي لحماية البلد، لافتاً الى تشكيل غرفة عمليات مشتركة يتم من خلالها التنسيق معهم لارسال مسلحيهم الى المعارك.
وقالت رويترز في تقريرها "إن توافد المتطوعين على مكاتب التطوع ساعد قوات الأمن على درء انهيار تام. لكن تظل المخاطر عالية. فكثير من المتطوعين الجدد ليست لهم فائدة تذكر في ساحة المعركة. وأن نشر ميليشيات شيعية في مناطق مدنية يمكن أن يزيد من حدة الطابع الطائفي للصراع. رغم أن المرجع السيستاني دعا المتطوعين للبقاء في إطار الدولة. وأكد مرارا أن فتواه تنطبق على كل العراقيين وليس الشيعة وحدهم".
ويرى الخبير الأمني أحمد الشريفي أن أزمة الجيش العراقي لا تكمن في عدده ومعنوياته بقدر ما تكمن في الادارة والقيادة السياسية للجيش، ولفت الشريفي الى أن الإرادات السياسية هي التي عطلت الجهود التسليحية للجيش.
الى ذلك حذر المحلل الامني، القائد السابق للعمليات في وزارة الداخلية عبد الكريم خلف من خطورة إبقاء المتطوعين والميليشيات خارج سيطرة الجيش في المعارك الجارية الان بين القوات الحكومية والارهابيين، وتداعيات عودة الميليشيات بعد إنتهاء الحرب.
أما الكاتب والمحلل السياسي جاسم الموسوي فحذر من اعتماد الجيش على متطوعين ومسلحين غير كفئين وغير مؤهلين للقتال، مشدداً على "أن المعركة لا تحتاج الى ميليشيات لقتال "الداوعش" بل تحتاج الى مؤسسة عسكرية قوية".
ساهم في الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد رامي أحمد