في هذه الحلقة من برنامج (المجلة الثقافية) وقفة مع كتاب جديد يتضمن لقاءات وحوارات مع الكاتب المخضرم الفريد سمعان يسرد فيها جوانب من ذاكرته الحية التي ما زالت تحتفظ بالكثير من التفاصيل التي تعود لعقود مضت، وإستعراض لمقال منشور في موقع الكتروني بعنوان (عزيز السيد جاسم..الانسان والمقكر والروائي)، وحديث مع كاتب من اهل الناصرية يهوى القراءة والادب الى درجة يسميهما "ادمانا".
الفريد سمعان في كتاب جديد
كتاب جديد صادر عن شركة الوفاق للطباعة الفنية المحدودة يتناول محطات من سيرة الكاتب المخضرم الفريد سمعان الذي هو حالة خاصة، باعتباره عاصر الحياة السياسية والادبية في العراق منذ عقود، وقد اصدر اول دواوينه في خمسينات القرن الماضي، وما زال الى اليوم يمارس عمله كأمين سر اتحاد الادباء، ويتمتع بذاكرة ممتازة. الكتاب يتضمن حوارات اجراها وحررها الكاتب توفيق التميمي، وجاءت على صيغة فصول مثل: (ما تبقى من طفولتي)، و(البصرة اجمل المحطات واروع الذكريات)، و(المسار السياسي والحزبي) وما شابه.
ومن فقرة بعنوان (جسر الشهداء) وردت الفقرة التالية التي تعطي صورة عن طبيعة السرد والاستذكار التي يتضمنها الكتاب: "من هنا كانت من ابرز المعارك التي جرت هي معركة الجسر الذي سمي فيما بعد "جسر الشهداء" الذي يربط بين ساحة الرصافي ومنطقة الجعيفر، واخذت المدن العراقية الاخرى تتسابق بالاحتجاج على ما كان يجري من قبل السلطات العراقية الحاكمة، واصاب الذعر كبار السياسيين ووصل كما اشيع الى العائلة المالكة. بعد ان هدأت الاحوال وفشل توقيع المعاهدة واستعمال نوري سعيد لذكائه ثانية، جيء بالسيد حسين الصدر رئيسا للوزراء وكان رئيسا لمجلس الاعيان."
الكتاب الذي يتضمن صورا وثائقية في نهايته يقع في 80 صفحة من القطع الصغير.
حب القراءة حد الادمان
ضيف هذه الحلقة كاتب من اهالي الناصرية هو القاص حسن البحار الذي يرى ان الكتابة والقراءة حاجة حيوية بالنسبة له لا يستطيع الاستغناء عنهما، كالماء والهواء، رغم انه لا يكسب شيئا من ذلك، ولكن لديه حب كبير وولع شديد بهما. ويعتقد ان الادب بحاجة الى انتباه اكبر وان هناك الكثير من الادباء الذين اغنوا الادب ولكنهم يعانون من الاهمال العام. فالاديب والكاتب يظل بحاجة الى التشجيع والاهتمام، وهذا ما يمكن ان يدفعه الى افاق جديدة. بدايات اهتمامات الضيف بالادب والكتابة انطلقت من قراءاته للادب الروسي، حيث قرأ كل اعمال دستويفسكي مرتين. اول مجموعة قصصية له صدرت في سوريا بعنوان (الدردبيس). وهو لا يزال يحب القراءة الى الدرجة التي لا يتردد في تسميتها "ادمانا".
عزيز السيد جاسم في مقال
مقال منشور على موقع ايلاف الاكتروني بعنوان (في ذكرى عزيز السيد جاسم... الانسان والمفكر والروائي) بقلم الدكتور عبد الكريم السعيدي هو ما نتوقف عنده في هذه الفقرة. عزيز السيد جاسم كاتب اعتقل وغيب في سجون الحكم السابق. يقول كاتب المقال ان الكثير من المثقفين لا يعرفون عزيز السيد جاسم، وان عرفوه فمعرفة سطحية. ويكفي عزيز السيد جاسم فخرا ان يكون اول من يتناول الحرية كفهوم في العصر الحديث ويوليها اهتماما خاصا في كتابه (الحرية والحرية الناقصة)، الامر الذي دفع المفكر المغربي المعروف عبد الله العروي الى ان يفرد فصلا خاصا في كتابه (مفهوم الحرية) لمناقشة افكار عزيز السيد جاسم والتعليق عليها. بعدها يتحول كاتب المقال الى التعريف بعزيز السيد جاسم ومكانته في الثقافة العراقية فيقول انه كاتب من رعيل الستينات ضمن مجموعة من الكتاب العراقيين البارزين مثل جبرا ابراهيم جبرا وعلي جواد الطاهر وطه باقر وغيرهم، وله مؤلفات تجاوزت 40 مؤلفا في مجالات مختلفة.