شهدت العاصمة المصرية في الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو أربعة انفجارات قرب قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة، وقع الأول أثناء قيام ضابط مفرقعات بجوار نادي هليوبوليس بمحيط القصر، وذلك خلال محاولته إبطال مفعول القنبلة، ما أسفر عن مصرعه متأثرا بإصابته، كما أصيب مقدم شرطة، نتيجة انفجار عبوة كانت مزروعة في الجزيرة الوسطى بمحيط قصر الاتحادية.
وأسفر الانفجار الثاني عن وقوع حالة وفاة لضابط، إضافة إلى ستة مصابين لتصل حصيلة الانفجارات إلى حالتي وفاة و13 مصابين، واستطاع خبراء المفرقعات تفكيك عبوتين ناسفتين بينما انفجرت ثلاث أخريات بمحيط القصر الرئاسي.
وكشفت معاينة النيابة المصرية للصور الفلمية التي سجلتها كاميرات المراقبة بمحيط قصر الاتحادية عن قيام أربعة أشخاص يرتدون زى عمال النظافة بزرع القنابل بالجزيرة الوسطى بمحيط قصر الاتحادية.
وأعلنت جماعة أجناد مصر تبنيها سلسلة التفجيرات التي وقعت أمام القصر اليوم، وأصدرت على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بيانًا رسميا يؤكد تبنيها تلك التفجيرات.
يذكر أن جماعة أجناد مصر أصدرت بياناً على صفحتها، الجمعة الماضية، ذكرت فيه تفاصيل زرع عبوة ناسفة في محيط قصر الاتحادية، وذلك لاستهداف اجتماع لقيادات أمنية مسئولة عن تأمين القصر، وعبوات أخرى تم زرعها بالمنطقة المحيطة لاستهداف القوات التي ستنتقل إليه عقب التفجير الذي تم التخطيط له، حسبما ورد في البيان.
وأفادت الجماعة في بيانها بأنها تراجعت عن تفجير العبوة الناسفة لوجود أفراد بزي مدني قربها لم تستطع تحديد انتمائهم لأجهزة الأمن، مؤكدة أن قوات الأمن التي مشطت محيط القصر لم تكتشف كل العبوات.
بالإضافة إلي إعلان جماعة أجناد مصر مسؤوليتها عن تفجيرات ميدان النهضة بمحافظة الجيزة، يناير الماضي، ومسؤولية استهداف قسم شرطة الطالبية بالجيزة، ومحطة مترو البحوث وتفجيرات جامعة القاهرة.
في السياق صرحت مصادر أمنية مصرية بأن "عددا من الجهات الأمنية على رأسها قطاع الأمن الوطني، وإدارتي التوثيق والمعلومات، ومكافحة جرائم الإنترنت، بوزارة الداخلية اتخذت إجراءات عاجلة لكشف ملابسات تفجيرات محيط قصر الاتحادية، وملاحقة المتورطين فيها، وجمع معلومات موثقة عن الحادث الإرهابي".
وأكدت المصادر أن "وزير الداخلية المصري أصدر تعليمات صارمة بسرعة كشف الجهة المتورطة في العملية الإرهابية، التي أسفرت عن مقتل ضابطين بينهم أحد خبراء المفرقعات بإدارة الحماية المدنية، وإعلان ملابسات الحادث أمام الرأي العام، وتقديم الإرهابيين المتورطين في زرع العبوات إلى النيابة العامة".
من جهته أشار مفتى الجمهورية شوقي علام إلى أن مقاصد الشريعة الإسلامية هي ألا يستقيم قوام المجتمعات والحضارات إلا بنشر الرحمة والمحبة بين الناس، ومحاربة أشكال الاعتداء والتخريب التي ليست من الإسلام في شيء، بل هي تشويه لصورة الإسلام الناصعة المشرقة، وتحريف لمقاصده، وربط لصورة العنف والتخريب بمبادئه الرحيمة، بينما الإسلام بريء من كل ذلك، على حد قوله.