مع انشغال اغلب العراقيين بمتابعة اخبار المعارك والمواجهات التي يخوضها الجيش ضد مسلحي "داعش" في عدة مناطق تتجه الأنظار إلى ما ستسفر عنه الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد يوم الثلاثاء الاول من تموز. وبرغم تصريحات بعض السياسيين عن إمكانية التوصل الى اتفاقات حول تسمية الرئاسات الثلاث، الا ان العديدَ من العراقيين تساورهم الشكوك حول نجاح الجلسة وبدء البرلمان الجديد مهماته بنجاح ومسؤولية.
يحضرون، أو لا يحضرون!
وكانت الدعوات تنوعت محلياً ودوليا الى القادة السياسيين وأعضاء مجلس النواب الجديد لحضور الجلسة الاولى وإنجاحِها لما لذلك من تأثير على أوضاع العراق الراهنة ومستقبله. فقد عدّ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق انتخابَ رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية والموافقة على الحكومة الجديدة، "الخطوة الأولى والأهم على الإطلاق للنواب الجدد"، محذراً من أن أيّ تأخير في ذلك سيؤثر على مستقبل البلاد.
وتمنى نيكولاي ملادينوف، في بيان أصدره الاحد، على النواب كافة حضورَ الجلسة الاولى للقيام بواجباتهم الدستورية، مؤكداً على أن ينخرط مجلس النواب الجديد فوراً في معالجة الشواغل السياسية والأمنية والاجتماعية والإنسانية لمجتمعات العراق كلها.
وشعبياً حثّ عراقيون السياسيين وأعضاءَ مجلس النواب الجدد الى حضور وانجاح الجلسة الاولى، جاءت هذه الدعوة على خلفية اعلان قادة وكتل سياسية احتمال مقاطعتهم للجلسة.
لفت رعد سامي، وهو موظف من بغداد- الى الاعتبارات الدستورية لأعضاء البرلمان الجدد في القيام بواجباتهم المنتظرة من ناخبيهم،وبينما ابدى زميله احمد يوسف، خلال حديث لإذاعة العراق الحر، اهتمامه بنتائج الجلسة الاولى للبرلمان حيث ستتضح خلالها معالم العملية السياسية في المرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد بحسب ظنه.
قبيل الجلسة "داعش" تتحول الى "دولة للخلافة الإسلامية"
في هذه الاثناء أعلن أبو محمد العدناني، المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" عن تأسيس "دولة الخلافة الإسلامية"، لتصبح دولة لكل المسلمين في كل العالم بحسب قوله، معلنا تولية أبوبكر البغدادي، منصب الخليفة.
جاء ذلك في تسجيل صوتي منسوب للتنظيم نشر على الإنترنت. وقال التنظيم إنه أقام "الدولة الإسلامية" على الأراضي التي يسيطر عليها في كل من العراق وسوريا، من "حلب الى ديالى". واضاف العدناني في التسجيل الصوتي المنسوب له أن أبو بكر البغدادي قبِل البيعة ومن ثم أصبح قائدا للمسلمين في كل مكان.
عند هذه الاخبار -إن صحّت -تأخذ جلسة البرلمان العراقي الموعودة أهمية استثنائية بحسب نائب رئيس مجلس محافظة ميسان جواد إبراهيم، ما دفعه للتاكيد على ان نجاحها يمثل رداً على القوى الإرهابية التي تهدد جميع العراقيين بلا استثناء.
هل سيغير النواب الجدد الصورة النمطية للبرلمان؟
كثيرا ما اقترن أداء مجلس النواب لدى العراقيين بتلكوء الأداء، والسجالات الساخنة بين نوابه التي وصلت أحيانا إلى حد العراك وتبادل الشتائم، وتكرر تهديدُ بعضهم البعض عبر وسائل الإعلام بالكشف عن فضائح فساد متنوعة. فضلا عن شيوع غياب النواب عن حضور الجلسات برغم الحاجة الى مناقشة وإقرار قوانين بالغة الأهمية.
وكان عميد كلية الإعلام هاشم حسن انتقد بشدة أداء برلمانيين تهاونوا في مناقشة أمور مهمة وخطيرة، ومن ذلك احتلال مسلحي داعش مدينة الموصل يوم العاشر من حزيران، حينها فشل البرلمان في تحقيق رد فعل ذي دلالة على الاقل، وهو عقد جلسة لدراسة التطورات الأمنية المقلقة.
وبرغم ذلك يراود الاملُ بعضَ الشباب في أن تتمخض جلسةُ البرلمان المرتقبة عن تشكيل حكومة جديرة بتحمل المسؤولية، حيث يجد رئيس منظمة برلمان الشباب حسام حسون في حسم تسمية الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة الجديدة تعزيزا لثقة المواطن للعراقي بممثليه، بغض النظر عن الصيغة التي ستعتمد في تشكيل تلك الحكومة.
شارك في اعداد الملف مراسلة إذاعة العراق الحر في بغداد ليلى احمد.