يقول تربيون ان الوضع التعليمي في العراق تأثر بالظروف التي شهدتها من حروب وحصار وإهمال وغياب الخطط التنموية الجادة، إذ شاع تسرب التلاميذ من المدارس وإنصراف بعضهم الى العمل في مهن شاقة لإعالة عائلاتهم الفقيرة.
وتذكر مديرة التعليم العام في تربية المثنى وجدان عبدالرحيم كاظم ان وزارة التربية سعت لفتح صفوف لفئة اليافعين المتسربين، بغية سحبهم مجدداً الى مقاعد الدراسة، موضحةً:
"هذه الفئة تشمل الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين (10- 15) سنة، ممن تركوا الدراسة بأي صف من المرحلة الإبتدائية ويعودوا لنضعهم في صفوف خاصة، إذ يفتح صف لهم في المدن إذا كانوا بعدد خمسة طلاب، وفي الأقضية والنواحي إذا كانوا ثلاثة طلاب. ونحن نوفر لهم معلم خاص وكل مستلزمات الدراسة".
وتؤكد كاظم وجود المزيد من المتسربين من المدارس للعمل في الأسواق، مشيرة الى أن الأطفال المنتشرين في الأسواق لبيع الأكياس هم متسربون وان دائرة التربية تسعى لزجهم في صفوف اليافعين.
من جهته يقول مدير عام تربية المثنى وكالة سعد خضير عباس ان هناك حالات عديدة من تسرب اليافعين من المدارس في المحافظة، مضيفاً:
"ظاهرة اليافعين المتسربين منتشرة في المحافظة، وبالخصوص عند البدو الرحل الذين ينشغل أطفالهم معهم، وعندما يصلون الى القرى القريبة يحاولون أن يزجوا أطفالهم في المدراس، ولأن أولئك الأطفال بعمر أكبر من أعمار التلاميذ في المراحل التي يستحقونها، فهم يستفيدون من قانون اليافعين، ونحن نفتح لهم صفوفاً حتى لو كان عددهم ثلاثة فقط".
الى ذلك تحدث المشرف التربوي ضياء حسين عن دواعي عزل اليافعين في صفوف خاصة وعدم دمجهم تعمليمياً بأطفال آخرين، مشيراً الى الأطفال في الصف الأول الابتدائي يملكون عقولاً طرية كالعجينة، وهم مستعدون للإستجابة للتكون على وفق ما يرسمه المعلم، لافتاً الى ان اليافع وهو بسن أكبر وقد تعرف وتعلم الكثير من الأمور في الحياة، وخلطه مع الطفل سيولد لدية مشكلة نفسية لشعوره بأنه أكبر من زملائه.