أيام قلائل تفصل العالم الاسلامي أجمع عن شهر رمضان الذي دأب المغتربون العراقيون اينما كانوا على استقباله وسط اجواء احتفالية بهيجة، إلا أن عدداً من ابناء الجالية العراقية في الاردن يقول ان رمضان له طعم أخر هذا العام لديهم، مشيرين الى غياب مظاهر الاحتفال بقدومه نظراً للاحداث الامنية الاخيرة في العراق التي ألقت بظلالها على أجواء استقبالهم للشهر الفضيل.
وقالت الطالبة الجامعية نبأ العبيدي ان فرحتها بقدوم شهر رمضان منقوصة في ظل قلقها وحزنها على ما يشهده بلدها من وضع أمني متردٍ، وفي ظل الانباء المؤسفة التي تتناقلها وسائل الاعلام عما آلت اليه الاوضاع هناك بعد سيطرة مسلحي تنظيم (داعش) على مناطق عديدة في العراق، وتمنت ان يتكاتف العراقيون بمختلف طوائفهم ليتمكنوا من التصدي للفتنة الطائفية وللارهاب الاعمى الذي يضرب البلاد.
حسن طارق، مستثمرعراقي يقيم في الاردن منذ عشر سنوات، عبّر بمرارة عن أجواء الحزن التي تنتابه وعائلته، وقال: "بالرغم من وجع الغربة والبعد عن الاهل والاصدقاء، الا اننا كنا نحتفل طوال الاعوام السابقة باستقبال شهر رمضان والتحضير له مبكراً، ونبتهل الى الله ان يحمي العراق وأهلة من الارهاب والفتنة".
الى ذلك قالت فهيمة عبد الجبار التي تقيم وعائلتها في الاردن منذ خمس سنوات وعاشت مرارة العنف والارهاب عام 2006 ومآسيه، ان شهررمضان يحل هذا العام وسط أجواء الحزن والقلق والخوف من استمرار العنف في البلاد وتطور الاحداث الى حرب أهلية طائفية سيذهب ضحيتها المزيد من الابرياء. وتمنت ان يرفع الله في شهررمضان الفضيل الغمة عن الشعب العراقي.
من جهتها ذكرت الفنانة التشكيلية فاتن العمري ان ما حدث في البلاد بدد أمال المغتربين العراقيين في تحقيق العودة السريعة الى وطنهم وأحياء شهر رمضان بين أهلهم وذويهم.
تطورات الاحداث الامنية في العراق القت بظلالها ايضاً على الشارع الاردني، حيث لم تشهد العاصمة عمّان هذا العام اي أجواء احتفالية بقدوم شهر رمضان بعد ان كان الاردنيون يستعدون للشهر الفضيل في وقت مبكر من خلال التسوق ونشر مظاهر الزينة الرمضانية الضوئية على واجهات المنازل والمحال التجارية والساحات العامة والشوارع والمطاعم، فضلا عن استعداد المطاعم والمقاهي مبكرا لاستقبال الشهر الكريم. .