يُبدي العديد من العراقيين مخاوفهم من القادم من الاحداث التي تسارع ايقاعها منذ العاشر من حزيران الجاري، حينما سيطر مسلحو داعش على الموصل وانسحب الجيش العراقي منها، وحتى آخر الاخبار عن هيمنة هذا التنظيم المتشدد والفصائل المحلية المؤازرة له على المزيد من المدن والقصبات في محافظات نينوي وصلاح الدين وكركوك وديالى والانبار.
لقد مثلت سيطرة مقاتلي داعش على بعض المدن نقطة تحول وفاصلا دراماتيكيا في حياة وعقول العديد من العراقيين، ويستبعد مراقبون تكرار سيناريو سقوط الموصل وتكريت، في بغداد، فالعاصمة مركز العملية السياسية، وغالبية أهلها (شيعة وسنة) داعمون لسلطة الدولة أو على الأقل يخشون من زعزعة نظامها وانفلات الامن مما يعرض أمنهم الشخصي لمزيد من المخاوف.
ما حجم الخطر الذي يتهدد بغداد؟
يشير المحلل زاهر حسن الى ان بغداد تحضى بتواجد كثيف ونوعي نسبيا للقوات المسلحة والامنية، وفي حزامها ما يبعد احتمالات التهاون في الدفاع عنها، فضلا عن تصاعد المشاعر لتلافي ما حدث من انهيار في المعنويات والأداء في المدن التي سيطرت عليها داعش مؤخرا، ويخلص حسن في حديثه لإذاعة العراق الحر الى صعوبة استنساخ ما وقع في الموصل على بغداد.
بينما يتوقف أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد خالد عبد الله عند إشارة رئيس الوزراء نوري المالكي قبل أسبوع الى "أن سامراء لن تكون خط الدفاع الأخير، وإنما نقطة التجمع والانطلاق لضرب الإرهابيين"، ويتوقع عبد الله ان تمتص التعزيزاتُ الأمنية والعسكرية الصدمة َ وتعيد ترتيبَ الجانب المعنوي والتعبوي للقطعات العسكرية لإسقاط شعار الداعشيين الذي رفعوه في الموصل بانهم قادمون الى بغداد.
ويحذر أستاذ العلوم السياسية عبد الله من توجهٍ مدعوم اقليميا ومحليا الى تقسيم البلاد على أسس طائفية وعرقية، بما يجر الى حرب أهلية عملت على اشعالها اطراف متعددة منذ عام 2006، عبد الله نبه في حديثه لإذاعة العراق الحر الى ان تنفيذ اجندات التقسيم قد تؤول الى صراع يكون في بعض اشكاله سنيٌ سني، وشيعيٌ شيعي.
يستبعد الخبير الأمني احمد الشريفي تعرض بغداد لمخاطر بحجم التي تعرضت لها الموصل وتكريت لأسباب عدة، لافتاً الى ان احتمال تعرض المنشآت والمواقع النفطية في كركوك و بيجي الى المخاطر، سيرفع مستوى التحسب لان الأمور ستكون حينذاك موضع اهتمام دولي لأنها تقترب مما يسمى بـ"حرب الطاقة" التي سيمتد تأثيرها الى دول المنطقة والعالم.
الاحتمالات مفتوحة، ومشروع الاقليم السني حاضر
بدأ البعض من أهالي بغداد بالتعامل مع احتمالات جديدة فرضتها سيطرة المجاميع المسلحة المنضوية تحت عنوان "داعش" على عدد من المدن ذات الاغلبية السنية، فيرى أسامة احمد من بغداد أن الأمور قد تتجه لفرض واقع فيدرالية الأقاليم والمحافظات على أسس مذهبية ضمن جمهورية العراق، وهو برأيه أسلم الخيارات المتاحة.
وإذ تنقل وسائل الإعلام المحلية، والرسمية منها على وجه الخصوص، فعالياتٍ ونشاطات تقليدية مكررة تهدف الى ما يسمى برص الصفوف لمواجهة المخاطر المهدِدة لأبناء العراق ووحدته، فان الاعلام المقابل الخاص بتنظيم داعش، ومواقع حزب البعث ومجاميع مماثلة، فضلا عن قنوات عربية مستقطبة لمتابعين كثر، تفوقت في تأثيرها على المواطن العراقي، وكانت بحسب البغدادي كمال سليم، جزءً من حرب نفسية اثمرت قلقا متصاعدا لدى الكثير من أهالي بغداد.
ومن حق البغداديين وغيرهم ان يواجهوا أسئلة مختلفة عن قادم الايام ونتائج الأوضاع العسكرية الملتبسة، تفرضها حقيقة سيطرة مسلحي داعش والمجاميع الساندة لها على عدد من المدن. فلغاية التاسع من حزيران كانت داعش محضَ خبر اعلامي يجري تداوله بدون تأثير بالغ على الكثير من العراقيين، ولكن بعد سقوط مدينة الموصل بيد المسلحين المتشددين وانسحاب الجيش العراقي منها، وما تلا ذلك من سيطرتهم على مدن أخرى، بدأ البغداديون يدركون خطر داعش وتنامى الخوف لدى بعضهم مثل كرة الثلج، بحسب تعبير الصحفي والمحلل عمر الشاهر الذي كشف أن السؤال الدائر اليوم بين سكان العاصمة عن احتمال وصول مسلحي داعش الى ديارهم من عدمه. ملاحظاً عن أن البعض بدأ يخطط لمكان بديل في حال تدهورت الأوضاع الأمنية.
ومع توقع البعض بان حدود المناطق ذات الأغلبية السنية قد تمثل خطا أخيرا لزحف مقاتلي داعش، يفرض بعده كيان" الإقليم السني"، فان الشاهرلا ينفي احتمال استهداف المسلحين للعاصمة، وما يتبعه من توترات امنية.
ما الذي سيتركه المزيد من قتلى الجنود، والخلايا النائمة؟
الى ذلك حذر عمر الشاهر في مقابلة مع إذاعة العراق الحر من ما يتركه ورود المزيد من جثامين جنود عراقيين جُلّهم من الشيعة الى اهليهم في بغداد قضوا خلال الاشتباكات مع مسلحي داعش، من مشاعر غضب واندفاع عاطفي قد ينفلت فيؤجج توتر واستهدافات بصيغة طائفية.
وينقل عمر الشاهر عن بغداديين سُنة تحاصرهم اليوم أسئلة ملحة عما سيحدث لهم اذا ما دخل الداعشيون الى بغداد، كيف سيتعاملون معهم وهم منخرطون بشكل وآخر بالدولة والعمل معها وبمصالح متنوعة. فضلا عن التساؤل عما يمكن ان يبدر من (بعض الشيعة) تجاههم؟
في وقت يتساءل الشيعي عن ما عليه فعله مع الداعشيين وهم لا يخفون تكفيرهم ودمويتهم في التعامل مع اقرانه ان كانوا في المدن السورية التي سيطرت عليها داعش، او عند تعاملها مع الجنود العراقيين الشيعة الذين وقعوا في اسرى مؤخرا
يتفق المراقبون ان عناصر تنظيم داعش وجدت في المدن التي احتلتها دعما ومؤازرة بدرجات مختلفة من قوى وفصائل مسلحة محلية، وقد يقع هذا ضمن مصطلح الخلايا النائمة الذي توقع الشاهر أن يود بعضها الى تفعيل أسلوب التفجيرات للمواقع والتجمعات المؤثرة في العاصمة، كاسلوب لأرباك الأوضاع وزعزعة الامن في العاصمة، وهو الديدن الذي دأبت عليه الجماعات المسلحة منذ سنوات.
حُكم داعش أم حُكم القانون؟
يكشف الواقع أن بعض السُنة من اهالي بغداد قد يجدون في داعش اهون الشرين، مقارنة بما تعرضوا اليه من عسفٍ على يد بعض الأجهزة الأمنية الحكومية، ويميز عمر الشاهر بين خطاب بعض القادة السنة المعادي لداعش.
وبين مواطنين سنة بسطاء يتوقعون ان وجود داعش افضل لهم من الحكومة، ولعلهم لم يخبروا ما تفعله داعش في المناطق السورية التي وقعت تحت قبضتها منذ مدة، بحسب قوله، مشيرا الى انه برغم عدم ورود رد فعل معارض من الموصليين ضد داعش، لكن اعلان تشكيل (ولاية الموصل) يقطع الطريق عن تشكيل إدارة مدنية للمدينة بعد توزيع مسلحي داعش وثيقة تنظم حياة مواطنيها بحسب قواعد وضوابط شرعية، فضلا عن فرضهم خطبة الجمعة الماضية موحدة على جميع أئمة جوامع الموصل.
شارك في الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد رامي أحمد.
لقد مثلت سيطرة مقاتلي داعش على بعض المدن نقطة تحول وفاصلا دراماتيكيا في حياة وعقول العديد من العراقيين، ويستبعد مراقبون تكرار سيناريو سقوط الموصل وتكريت، في بغداد، فالعاصمة مركز العملية السياسية، وغالبية أهلها (شيعة وسنة) داعمون لسلطة الدولة أو على الأقل يخشون من زعزعة نظامها وانفلات الامن مما يعرض أمنهم الشخصي لمزيد من المخاوف.
ما حجم الخطر الذي يتهدد بغداد؟
يشير المحلل زاهر حسن الى ان بغداد تحضى بتواجد كثيف ونوعي نسبيا للقوات المسلحة والامنية، وفي حزامها ما يبعد احتمالات التهاون في الدفاع عنها، فضلا عن تصاعد المشاعر لتلافي ما حدث من انهيار في المعنويات والأداء في المدن التي سيطرت عليها داعش مؤخرا، ويخلص حسن في حديثه لإذاعة العراق الحر الى صعوبة استنساخ ما وقع في الموصل على بغداد.
بينما يتوقف أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد خالد عبد الله عند إشارة رئيس الوزراء نوري المالكي قبل أسبوع الى "أن سامراء لن تكون خط الدفاع الأخير، وإنما نقطة التجمع والانطلاق لضرب الإرهابيين"، ويتوقع عبد الله ان تمتص التعزيزاتُ الأمنية والعسكرية الصدمة َ وتعيد ترتيبَ الجانب المعنوي والتعبوي للقطعات العسكرية لإسقاط شعار الداعشيين الذي رفعوه في الموصل بانهم قادمون الى بغداد.
ويحذر أستاذ العلوم السياسية عبد الله من توجهٍ مدعوم اقليميا ومحليا الى تقسيم البلاد على أسس طائفية وعرقية، بما يجر الى حرب أهلية عملت على اشعالها اطراف متعددة منذ عام 2006، عبد الله نبه في حديثه لإذاعة العراق الحر الى ان تنفيذ اجندات التقسيم قد تؤول الى صراع يكون في بعض اشكاله سنيٌ سني، وشيعيٌ شيعي.
يستبعد الخبير الأمني احمد الشريفي تعرض بغداد لمخاطر بحجم التي تعرضت لها الموصل وتكريت لأسباب عدة، لافتاً الى ان احتمال تعرض المنشآت والمواقع النفطية في كركوك و بيجي الى المخاطر، سيرفع مستوى التحسب لان الأمور ستكون حينذاك موضع اهتمام دولي لأنها تقترب مما يسمى بـ"حرب الطاقة" التي سيمتد تأثيرها الى دول المنطقة والعالم.
الاحتمالات مفتوحة، ومشروع الاقليم السني حاضر
بدأ البعض من أهالي بغداد بالتعامل مع احتمالات جديدة فرضتها سيطرة المجاميع المسلحة المنضوية تحت عنوان "داعش" على عدد من المدن ذات الاغلبية السنية، فيرى أسامة احمد من بغداد أن الأمور قد تتجه لفرض واقع فيدرالية الأقاليم والمحافظات على أسس مذهبية ضمن جمهورية العراق، وهو برأيه أسلم الخيارات المتاحة.
وإذ تنقل وسائل الإعلام المحلية، والرسمية منها على وجه الخصوص، فعالياتٍ ونشاطات تقليدية مكررة تهدف الى ما يسمى برص الصفوف لمواجهة المخاطر المهدِدة لأبناء العراق ووحدته، فان الاعلام المقابل الخاص بتنظيم داعش، ومواقع حزب البعث ومجاميع مماثلة، فضلا عن قنوات عربية مستقطبة لمتابعين كثر، تفوقت في تأثيرها على المواطن العراقي، وكانت بحسب البغدادي كمال سليم، جزءً من حرب نفسية اثمرت قلقا متصاعدا لدى الكثير من أهالي بغداد.
ومن حق البغداديين وغيرهم ان يواجهوا أسئلة مختلفة عن قادم الايام ونتائج الأوضاع العسكرية الملتبسة، تفرضها حقيقة سيطرة مسلحي داعش والمجاميع الساندة لها على عدد من المدن. فلغاية التاسع من حزيران كانت داعش محضَ خبر اعلامي يجري تداوله بدون تأثير بالغ على الكثير من العراقيين، ولكن بعد سقوط مدينة الموصل بيد المسلحين المتشددين وانسحاب الجيش العراقي منها، وما تلا ذلك من سيطرتهم على مدن أخرى، بدأ البغداديون يدركون خطر داعش وتنامى الخوف لدى بعضهم مثل كرة الثلج، بحسب تعبير الصحفي والمحلل عمر الشاهر الذي كشف أن السؤال الدائر اليوم بين سكان العاصمة عن احتمال وصول مسلحي داعش الى ديارهم من عدمه. ملاحظاً عن أن البعض بدأ يخطط لمكان بديل في حال تدهورت الأوضاع الأمنية.
ومع توقع البعض بان حدود المناطق ذات الأغلبية السنية قد تمثل خطا أخيرا لزحف مقاتلي داعش، يفرض بعده كيان" الإقليم السني"، فان الشاهرلا ينفي احتمال استهداف المسلحين للعاصمة، وما يتبعه من توترات امنية.
ما الذي سيتركه المزيد من قتلى الجنود، والخلايا النائمة؟
الى ذلك حذر عمر الشاهر في مقابلة مع إذاعة العراق الحر من ما يتركه ورود المزيد من جثامين جنود عراقيين جُلّهم من الشيعة الى اهليهم في بغداد قضوا خلال الاشتباكات مع مسلحي داعش، من مشاعر غضب واندفاع عاطفي قد ينفلت فيؤجج توتر واستهدافات بصيغة طائفية.
وينقل عمر الشاهر عن بغداديين سُنة تحاصرهم اليوم أسئلة ملحة عما سيحدث لهم اذا ما دخل الداعشيون الى بغداد، كيف سيتعاملون معهم وهم منخرطون بشكل وآخر بالدولة والعمل معها وبمصالح متنوعة. فضلا عن التساؤل عما يمكن ان يبدر من (بعض الشيعة) تجاههم؟
في وقت يتساءل الشيعي عن ما عليه فعله مع الداعشيين وهم لا يخفون تكفيرهم ودمويتهم في التعامل مع اقرانه ان كانوا في المدن السورية التي سيطرت عليها داعش، او عند تعاملها مع الجنود العراقيين الشيعة الذين وقعوا في اسرى مؤخرا
يتفق المراقبون ان عناصر تنظيم داعش وجدت في المدن التي احتلتها دعما ومؤازرة بدرجات مختلفة من قوى وفصائل مسلحة محلية، وقد يقع هذا ضمن مصطلح الخلايا النائمة الذي توقع الشاهر أن يود بعضها الى تفعيل أسلوب التفجيرات للمواقع والتجمعات المؤثرة في العاصمة، كاسلوب لأرباك الأوضاع وزعزعة الامن في العاصمة، وهو الديدن الذي دأبت عليه الجماعات المسلحة منذ سنوات.
حُكم داعش أم حُكم القانون؟
يكشف الواقع أن بعض السُنة من اهالي بغداد قد يجدون في داعش اهون الشرين، مقارنة بما تعرضوا اليه من عسفٍ على يد بعض الأجهزة الأمنية الحكومية، ويميز عمر الشاهر بين خطاب بعض القادة السنة المعادي لداعش.
وبين مواطنين سنة بسطاء يتوقعون ان وجود داعش افضل لهم من الحكومة، ولعلهم لم يخبروا ما تفعله داعش في المناطق السورية التي وقعت تحت قبضتها منذ مدة، بحسب قوله، مشيرا الى انه برغم عدم ورود رد فعل معارض من الموصليين ضد داعش، لكن اعلان تشكيل (ولاية الموصل) يقطع الطريق عن تشكيل إدارة مدنية للمدينة بعد توزيع مسلحي داعش وثيقة تنظم حياة مواطنيها بحسب قواعد وضوابط شرعية، فضلا عن فرضهم خطبة الجمعة الماضية موحدة على جميع أئمة جوامع الموصل.
شارك في الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد رامي أحمد.