اثارَ سقوط ُعدد من المدن أهمها الموصل وتكريت بيد مسلحي تنظيم داعش تساؤلات عن قدرة هذا التنظيم والعوامل التي ساعدته في احكام قبضته على تلك المدن، وطبيعة القوى التي قدمت العون والمساعدة لإخراج القوات المسلحة العراقية من جيش وشرطة خارج المشهد بيسر وهدوء وسلاسة.
تتفق اغلب المصادر على ان تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) تنظيمٌ جهادي يضمّ عناصر من جنسيات مختلفة.
وقد تدرج أعضاء “داعش” في عدة مراحل بدأت بولاء انصاره لتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن عام 2004 قبل ان تصل الى ما هي عليه اليوم، في التاسع من نيسان سنة 2011، ظهر تسجيل صوتي منسوب لابي بكر البغدادي يعلن فيه ان جبهة “النصرة” في سوريا هي امتداد لدولة العراق الاسلامية، واعلن الغاء اسمي “جبهة النصرة” و”دولة العراق الاسلامية” ودمجهما تحت مسمى واحد وهو “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، لكن “جبهة النصرة” رفضت الالتحاق بالكيان الجديد، الذي بدا تحركه يتصاعد بشكل واضح في العراق، من خلال عدة عمليات، تواصلت حتى استيلائه قبل اشهر على مدينة الفلوجة
قدر الباحث في مركز «بروكينجز» في الدوحة، تشارلز ليستر، عدد مقاتلي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، «داعش» في سوريا في العراق ما بين خمسة وستة آلاف.
وأشار ليستر في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية الى أن غالبية مقاتلي «داعش» في العراق عراقيون، بينمها يأتي معظم قادة المقاتلين على الأراضي السورية من الخارج، وسبق أن قاتلوا في العراق والشيشان وأفغانستان وعلى جبهات أخرى.
البعثيون على مسافة قريبة من "داعش"
يعتقد مراقبون أن الاحداث الأخيرة كشفت عن تحرك وتنسيق واسع بين قوى بعثية وأخرى عسكرية تنتسب للنظام السابق لم تندمج في العملية السياسية، وقد نجحت من خلال عمليات العنف والتفجير والاغتيالات والحرب النفسية في تحقيق إنجازات مرحلية مهمة وآخرها السيطرة على مدينتي الموصل وتكريت بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد انور الحيدري
تركَ سوءُ أداء القوات الامنية والجيش وعدم تعامل عناصرها بمهنية مع أهالي بعض المحافظات، وبروز الممارسات الطائفية خلال السنوات الاحدى عشرة الأخيرة، آثارا سلبية علي أبناء تلك المناطق تراكمت لتتساوق مع عمليات تنظيم داعش والفصائل المسلحة الأخرى التي سيطرت مؤخرا على الموصل و تكريت وبعض المدن الاخرى بسهولة ويسر، ولفت عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية مظهر الجنابي في حديث لإذاعة العراق الحر الى ان السنة الأولى التي أعقبت نيسان 2003، لم تشهد الكثير من اعمال العنف والتخريب والتفجيرات والاغتيالات، لكنها تزايدت فيما بعد كردود فعل، ليتحول الخوف والرعب اليومي الى منفذ للسيطرة على المقابل وسلبه قدرته على المقاومة
لا يستبعد مراقبون وجودَ تنسيق بين "داعش" والقوى الإسلامية المتشددة وفصائل من حزب البعث مهد للأحداث الأخيرة، ويقول الخبير الامني احمد الشريفي في اتصال مع إذاعة العراق الحر ان نحو ستة الى سبعة تنظيمات مسلحة سرية نفذت خلال السنوات الأخيرة العديد من عمليات القتل والتفجير والعنف وفرض الاتاوات في نينوى وصلاح الدين وبعض المحافظات الأخرى، لكن تلك العمليات سرعان ما توقفت حالما امسك مقاتلو داعش وحلفاؤهم الارض لبث شيء من الطمأنينة على أهل المدن، برغم ما اشتهر به مسلحو «داعش» من الوحشية فى المناطق التي نشطوا فيها بسوريا ومنها ما ارتكبوه من مجازر في مدينة الرقة شرقى حلب، الى ذلك اكد الشريفي ان الاستقرار المرحلي و التحالف الهش بين القوى المختلفة في ايديولوجيتها واهدافها قد ينفرط بعد حين، مبدياً خشيته من الخروج من أزمة الولاءات الى أزمة التخندقات وهو الأخطر بحسب رأيه.
يلاحظ الكاتب السياسي عمر الشاهر ان تنظيم داعش لم يُظهر تعاونا مبكرا مع التنظيمات والفصائل المسلحة في العراق، وذلك لاختلاف في أسلوب العمل وتنفيذ العمليات، فضلا عن اختلاف الأهداف ونمط التدريب وأسلوب القتال ضد القوات والمؤسسات الحكومية العراقية، لكن الشاهر يتوقع حصول اتفاق قبل نحو تسعة اشهر بين داعش ومجموعة فصائل مسلحة بعثية وإسلامية، وهو ما يكشفه ارتفاع راية الدولة الإسلامية في العراق والشام لوحدها في مدن نينوى وصلاح الدين ، وربما يكشف تسليم الادارات المدنية في المحافظتين الى قيادات محلية من أصول بعثية، عن تنسيق بين داعش وتلك الفصائل المسلحة.
الاعلام البعثي يواكب الاحداث موقعيا
دأبت مواقع إخبارية على الأنترنت تتحدث باسم حزب البعث، ومنذ سنوات، على نقل اخبار العمليات المسلحة التي تستهدف القوات الامنية والجيش فضلا عن عمليات التفجير بالسيارات المفخخة والاغتيال في العديد من المدن العراقية، بالتفصيل وبتغطية آنية وموثقة أحيانا بالصور والفديو، يراه البعض مؤشرا على تنسيق الجهد العسكري والإعلامي بين تلك المجاميع ( ومنها داعش) و تنظيمات حزب البعث.
الكاتب السياسي عمر الشاهر لا ينفي التوصل (مؤخرا) الى اتفاق وتنسيق بين قوى بعثية وتنظيم داعش ، مستدلا على ذلك بتكليف شخصيات عسكرية محلية اغلبها ذات خلفية بعثية، لإدارة أوضاع المدن التي فقدت الحكومة العراقية السيطرة عليها. ومؤشرا الى ما قيل حول اتفاق بين داعش وفصائل محلية في سامراء على عدم التعرض لمرقدي الامامين العسكريين في خطوة ذات دلالة سياسية، تلجم ما عرف عن داعش من تقاطعه مع تقديس مراقد الاولياء والائمة.
وردا على تساؤل عن وجود خلايا بعثية وتنظيمات مسلحة ( نائمة) في عدد من المدن تتحرك بالتزامن مع تقدم مقاتلي داعش، يؤكد الخبير الأمني سعيد الجيّاشي سعة التنسيق والتعاون بين فصائل بعثية وتنظيم داعش سبقت الاطباق على مدينة الموصل، تمثلت بشن الحرب الإعلامية والنفسية التي ترافقت مع العمليات الإرهابية والاغتيالات التي ضربت الموصل ومناطق أخرى من المحافظة خلال السنوات الاخيرة، وزج القدرات المناهضة لمعاداة وتسقيط المؤسسة العسكرية الحكومية.
الى ذلك نبه مدير مركز الجمهوري للدراسات الامنية معتز محي خلال اتصال مع إذاعة العراق الحر الى كفاءة التخطيط والتنفيذ للسيطرة على مدينة الموصل ثاني اكبر المدن العراقية بيد مسلحي داعش وعدد من الفصائل الأخرى ما ينم عن تنسيق وتبادل للمعلومات والاتصالات كفوء جدا، وبرغم تصدر مقاتلي داعش المشهد الا أن رفعَ صور قادة بعثيين مثل عزت الدوري في بعض مناطق صلاح الدين يكشف عن التنسيق بين الجانبين.
شارك في الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد رامي احمد
تتفق اغلب المصادر على ان تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) تنظيمٌ جهادي يضمّ عناصر من جنسيات مختلفة.
وقد تدرج أعضاء “داعش” في عدة مراحل بدأت بولاء انصاره لتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن عام 2004 قبل ان تصل الى ما هي عليه اليوم، في التاسع من نيسان سنة 2011، ظهر تسجيل صوتي منسوب لابي بكر البغدادي يعلن فيه ان جبهة “النصرة” في سوريا هي امتداد لدولة العراق الاسلامية، واعلن الغاء اسمي “جبهة النصرة” و”دولة العراق الاسلامية” ودمجهما تحت مسمى واحد وهو “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، لكن “جبهة النصرة” رفضت الالتحاق بالكيان الجديد، الذي بدا تحركه يتصاعد بشكل واضح في العراق، من خلال عدة عمليات، تواصلت حتى استيلائه قبل اشهر على مدينة الفلوجة
قدر الباحث في مركز «بروكينجز» في الدوحة، تشارلز ليستر، عدد مقاتلي «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام»، «داعش» في سوريا في العراق ما بين خمسة وستة آلاف.
وأشار ليستر في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية الى أن غالبية مقاتلي «داعش» في العراق عراقيون، بينمها يأتي معظم قادة المقاتلين على الأراضي السورية من الخارج، وسبق أن قاتلوا في العراق والشيشان وأفغانستان وعلى جبهات أخرى.
البعثيون على مسافة قريبة من "داعش"
يعتقد مراقبون أن الاحداث الأخيرة كشفت عن تحرك وتنسيق واسع بين قوى بعثية وأخرى عسكرية تنتسب للنظام السابق لم تندمج في العملية السياسية، وقد نجحت من خلال عمليات العنف والتفجير والاغتيالات والحرب النفسية في تحقيق إنجازات مرحلية مهمة وآخرها السيطرة على مدينتي الموصل وتكريت بحسب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد انور الحيدري
تركَ سوءُ أداء القوات الامنية والجيش وعدم تعامل عناصرها بمهنية مع أهالي بعض المحافظات، وبروز الممارسات الطائفية خلال السنوات الاحدى عشرة الأخيرة، آثارا سلبية علي أبناء تلك المناطق تراكمت لتتساوق مع عمليات تنظيم داعش والفصائل المسلحة الأخرى التي سيطرت مؤخرا على الموصل و تكريت وبعض المدن الاخرى بسهولة ويسر، ولفت عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية مظهر الجنابي في حديث لإذاعة العراق الحر الى ان السنة الأولى التي أعقبت نيسان 2003، لم تشهد الكثير من اعمال العنف والتخريب والتفجيرات والاغتيالات، لكنها تزايدت فيما بعد كردود فعل، ليتحول الخوف والرعب اليومي الى منفذ للسيطرة على المقابل وسلبه قدرته على المقاومة
لا يستبعد مراقبون وجودَ تنسيق بين "داعش" والقوى الإسلامية المتشددة وفصائل من حزب البعث مهد للأحداث الأخيرة، ويقول الخبير الامني احمد الشريفي في اتصال مع إذاعة العراق الحر ان نحو ستة الى سبعة تنظيمات مسلحة سرية نفذت خلال السنوات الأخيرة العديد من عمليات القتل والتفجير والعنف وفرض الاتاوات في نينوى وصلاح الدين وبعض المحافظات الأخرى، لكن تلك العمليات سرعان ما توقفت حالما امسك مقاتلو داعش وحلفاؤهم الارض لبث شيء من الطمأنينة على أهل المدن، برغم ما اشتهر به مسلحو «داعش» من الوحشية فى المناطق التي نشطوا فيها بسوريا ومنها ما ارتكبوه من مجازر في مدينة الرقة شرقى حلب، الى ذلك اكد الشريفي ان الاستقرار المرحلي و التحالف الهش بين القوى المختلفة في ايديولوجيتها واهدافها قد ينفرط بعد حين، مبدياً خشيته من الخروج من أزمة الولاءات الى أزمة التخندقات وهو الأخطر بحسب رأيه.
يلاحظ الكاتب السياسي عمر الشاهر ان تنظيم داعش لم يُظهر تعاونا مبكرا مع التنظيمات والفصائل المسلحة في العراق، وذلك لاختلاف في أسلوب العمل وتنفيذ العمليات، فضلا عن اختلاف الأهداف ونمط التدريب وأسلوب القتال ضد القوات والمؤسسات الحكومية العراقية، لكن الشاهر يتوقع حصول اتفاق قبل نحو تسعة اشهر بين داعش ومجموعة فصائل مسلحة بعثية وإسلامية، وهو ما يكشفه ارتفاع راية الدولة الإسلامية في العراق والشام لوحدها في مدن نينوى وصلاح الدين ، وربما يكشف تسليم الادارات المدنية في المحافظتين الى قيادات محلية من أصول بعثية، عن تنسيق بين داعش وتلك الفصائل المسلحة.
الاعلام البعثي يواكب الاحداث موقعيا
دأبت مواقع إخبارية على الأنترنت تتحدث باسم حزب البعث، ومنذ سنوات، على نقل اخبار العمليات المسلحة التي تستهدف القوات الامنية والجيش فضلا عن عمليات التفجير بالسيارات المفخخة والاغتيال في العديد من المدن العراقية، بالتفصيل وبتغطية آنية وموثقة أحيانا بالصور والفديو، يراه البعض مؤشرا على تنسيق الجهد العسكري والإعلامي بين تلك المجاميع ( ومنها داعش) و تنظيمات حزب البعث.
الكاتب السياسي عمر الشاهر لا ينفي التوصل (مؤخرا) الى اتفاق وتنسيق بين قوى بعثية وتنظيم داعش ، مستدلا على ذلك بتكليف شخصيات عسكرية محلية اغلبها ذات خلفية بعثية، لإدارة أوضاع المدن التي فقدت الحكومة العراقية السيطرة عليها. ومؤشرا الى ما قيل حول اتفاق بين داعش وفصائل محلية في سامراء على عدم التعرض لمرقدي الامامين العسكريين في خطوة ذات دلالة سياسية، تلجم ما عرف عن داعش من تقاطعه مع تقديس مراقد الاولياء والائمة.
وردا على تساؤل عن وجود خلايا بعثية وتنظيمات مسلحة ( نائمة) في عدد من المدن تتحرك بالتزامن مع تقدم مقاتلي داعش، يؤكد الخبير الأمني سعيد الجيّاشي سعة التنسيق والتعاون بين فصائل بعثية وتنظيم داعش سبقت الاطباق على مدينة الموصل، تمثلت بشن الحرب الإعلامية والنفسية التي ترافقت مع العمليات الإرهابية والاغتيالات التي ضربت الموصل ومناطق أخرى من المحافظة خلال السنوات الاخيرة، وزج القدرات المناهضة لمعاداة وتسقيط المؤسسة العسكرية الحكومية.
الى ذلك نبه مدير مركز الجمهوري للدراسات الامنية معتز محي خلال اتصال مع إذاعة العراق الحر الى كفاءة التخطيط والتنفيذ للسيطرة على مدينة الموصل ثاني اكبر المدن العراقية بيد مسلحي داعش وعدد من الفصائل الأخرى ما ينم عن تنسيق وتبادل للمعلومات والاتصالات كفوء جدا، وبرغم تصدر مقاتلي داعش المشهد الا أن رفعَ صور قادة بعثيين مثل عزت الدوري في بعض مناطق صلاح الدين يكشف عن التنسيق بين الجانبين.
شارك في الملف مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد رامي احمد