تستعرض هذه الحلقة من برنامج (المجلة الثقافية) كتابا يتناول الفضائيات العربية الاخبارية وعنوانه (الفضائيات الاخبارية العربية بين عولمتين) تاليف (حياة الحويك). كما نتوقف عند فقرة تتناول حاجة الثقافة العراقية الى التاسيس والمنهجية وليس الى الفعاليات الوقتية فقط، فضلا عن لقاء مع باحث عراقي مختص باللغة العبرية وادابها.
في الثقافة العراقية
رغم النشاط الذي تمر به الحركة الثقافية العراقية الذي يتجسد بالمهرجانات والمعارض والفعاليات المختلفة، فان الثقافة العراقية تفتقر بشكل كبير الى الاسس القوية، بمعنى الافتقار الى المناهج والمؤسسات التي تعنى بجوانب محددة وتحظى بدعم يستمر بغض النظر عن التقلبات السياسية، مثل مؤسسة تعنى بالشعر العراقي من جوانبه المختلفة، او مؤسسات فاعلة في مجال الترجمة، او العناية بالبنى التحتية للمسارح والسينمات التي شهدت تدهورا كبيرا. كل هذه الجوانب مطلوبة اذا ما اريد تاسيس الثقافة العراقية على اسس رصينة تنمو وتتراكم مع الزمن وليست فعاليات زائلة تاتي وتذهب دون ان تترك اثرا حقيقيا.
عن ادب اليهود العراقيين
تستضيف حلقة هذا الاسبوع الباحث الدكتور طالب مهدي الخفاجي الذي بدأ دراسته للادب العبري في جامعة ويلز، حيث حصل على شهادة الماجستير في اللغة العبرية وادابها. من كتبه المهمة كتاب (ادب اليهود وثقافتهم في العصر الحديث في العراق)، وهو يرى انه كانت هناك محاولات للالتفاف على ادب اليهود وكتابهم البارزين مثل مير بصري وشالوم درويش. وقام الباحث لاغراض بحثه بترجمة الكثير من النصوص من الانكليزية والعبرية الى العربية.
الفضائيات الاخبارية العربية
لا يخفى ما للاعلام من دور هام لعبه ولا يزال في تطورات المشهد السياسي العربي لا سيما في الاعوام الاخيرة، وهذا الدور الهام بات ينعكس في مجموعة من الكتب والدراسات التي تتناول الاعلام العربي تحليلا ورصدا لادواره ودوافعه واستقلاليته. من الكتب البارزة في هذا المضمار كتاب الباحثة حياة الحويك وعنوانه (الفضائيات الاخبارية العربية بين عولمتين). وهو كتاب ضخم يقع في512 صفحة من القطع الكبير صادر عن (منتدى المعارف) في بيروت.
يتألف الكتاب من ثلاثة اقسام هي (المشهد السمعي-البصري الفضائي في المشرق العربي من 1990-2004)، و(جيوبوليتيك نشوء وتطور القنوات الاخبارية الاربع) والمقصود هنا فضائيات الجزيرة، ابو ظبي، المنار، والعربية، وهي الفضائيات الاربع التي تتناولها المؤلفة في بحثها. اما القسم الثالث فهو (بحثا عن ثقافة ديمقراطية في خطاب الفضائيات موضوع البحث وفي الشبكات المسيطرة عليها).
وجاء في فقرة تستعرض فيها الكاتبة تاريخ تطور وسائل الاعلام ودورها في العالم العربي ما يلي:
"مجتمع المعلومات، مجتمع الاتصالات، مجتمع المعرفة، تكنولوجيا في خدمة التنمية البشرية أو في خدمة اقتصاد السوق وسياسات العولمة، ترجمة للنظام العالمي الجديد، ايا يكن الأمر فإن وسائل الاتصال قد تقدمت لتطرح نفسها مقياسا، بامتياز، لتطور الإنسانية في مراحل صعودها وهبوطها، وبخاصة بعد سقوط ايديولوجيات التطور المستمر، فتاريخ تطور وسائل الإعلام، هو في أحد وجوهه تاريخ التطورات والتحولات السياسية الكبرى، منذ العصور القديمة وحتى المرحلة المعاصرة، كما ترافق تطور الوسائل مع تطور في الخطاب، في الرسالة، في التأثير وبالتالي في نظريات علوم الاتصال.
وإذا كانت المرحلة الحديثة قد بدأت بالصحافة المكتوبة وانتقلت إلى الراديو الذي كان وسيلة دعاية الدولة في الحربين العالميتين، ثم تبعه التلفزيون في مرحلة الحرب الباردة لتأتي الفضائيات مع انهيار جدار برلين وبروز النظام العالمي الجديد، حيث تمثل وسائل الإعلام الخاصة، التجارية، الليبرالية، الإخبارية منها ووسائل المنوعات تعبيرا عن هذا النظام، في خدمة العولمة واقتصاد السوق.. فإن هذه المعادلة تنطبق تاريخيا على الساحة العربية، منذ الجاهلية، إلى الإسلام ومن ثم مراحله المختلفة، حيث كان كل تغيير يجد دعما وترجمة في وسائل اتصال جديدة وخطاب جديد تتوقف طبيعتهما على طبيعة المرحلة".
وفي فقرة اخرى تتناول الفضائيات العربية الحديثة تقول المؤلفة:
"أخيرا جاء النظام العالمي الجديد وترجمته ثورة وسائل الاتصال المرتبطة بالثورة التقنية وبانتصار ليبرالية السوق؛ فوسمت بدايته المتقدمة العالم، وعلى وجه الخصوص العالم العربي؛ فعام 1989، هو عام سقوط جدار برلين وعام نهاية الحرب العراقية- الإيرانية؛ أما عام 1991، فهو عام بداية النظام العالمي الجديد وعام الحرب الأولى ضد العراق. هذه الحرب التي أقامت نظاما إقليميا جديدا احدى سماته الثورة التي حصلت في مجال الإعلام الفضائي حيث انطلقت الفضائيات العربية الأولى مع الحرب عام 1991، لينتقل عدد التلفزيونات الفضائية العربية إلى 50 ونيف عام 2003، تاريخ احتلال العراق، وإلى 250 قناة عام 2005 واكثر من 400 قناة عام 2008".
في الثقافة العراقية
رغم النشاط الذي تمر به الحركة الثقافية العراقية الذي يتجسد بالمهرجانات والمعارض والفعاليات المختلفة، فان الثقافة العراقية تفتقر بشكل كبير الى الاسس القوية، بمعنى الافتقار الى المناهج والمؤسسات التي تعنى بجوانب محددة وتحظى بدعم يستمر بغض النظر عن التقلبات السياسية، مثل مؤسسة تعنى بالشعر العراقي من جوانبه المختلفة، او مؤسسات فاعلة في مجال الترجمة، او العناية بالبنى التحتية للمسارح والسينمات التي شهدت تدهورا كبيرا. كل هذه الجوانب مطلوبة اذا ما اريد تاسيس الثقافة العراقية على اسس رصينة تنمو وتتراكم مع الزمن وليست فعاليات زائلة تاتي وتذهب دون ان تترك اثرا حقيقيا.
عن ادب اليهود العراقيين
تستضيف حلقة هذا الاسبوع الباحث الدكتور طالب مهدي الخفاجي الذي بدأ دراسته للادب العبري في جامعة ويلز، حيث حصل على شهادة الماجستير في اللغة العبرية وادابها. من كتبه المهمة كتاب (ادب اليهود وثقافتهم في العصر الحديث في العراق)، وهو يرى انه كانت هناك محاولات للالتفاف على ادب اليهود وكتابهم البارزين مثل مير بصري وشالوم درويش. وقام الباحث لاغراض بحثه بترجمة الكثير من النصوص من الانكليزية والعبرية الى العربية.
الفضائيات الاخبارية العربية
لا يخفى ما للاعلام من دور هام لعبه ولا يزال في تطورات المشهد السياسي العربي لا سيما في الاعوام الاخيرة، وهذا الدور الهام بات ينعكس في مجموعة من الكتب والدراسات التي تتناول الاعلام العربي تحليلا ورصدا لادواره ودوافعه واستقلاليته. من الكتب البارزة في هذا المضمار كتاب الباحثة حياة الحويك وعنوانه (الفضائيات الاخبارية العربية بين عولمتين). وهو كتاب ضخم يقع في512 صفحة من القطع الكبير صادر عن (منتدى المعارف) في بيروت.
يتألف الكتاب من ثلاثة اقسام هي (المشهد السمعي-البصري الفضائي في المشرق العربي من 1990-2004)، و(جيوبوليتيك نشوء وتطور القنوات الاخبارية الاربع) والمقصود هنا فضائيات الجزيرة، ابو ظبي، المنار، والعربية، وهي الفضائيات الاربع التي تتناولها المؤلفة في بحثها. اما القسم الثالث فهو (بحثا عن ثقافة ديمقراطية في خطاب الفضائيات موضوع البحث وفي الشبكات المسيطرة عليها).
وجاء في فقرة تستعرض فيها الكاتبة تاريخ تطور وسائل الاعلام ودورها في العالم العربي ما يلي:
"مجتمع المعلومات، مجتمع الاتصالات، مجتمع المعرفة، تكنولوجيا في خدمة التنمية البشرية أو في خدمة اقتصاد السوق وسياسات العولمة، ترجمة للنظام العالمي الجديد، ايا يكن الأمر فإن وسائل الاتصال قد تقدمت لتطرح نفسها مقياسا، بامتياز، لتطور الإنسانية في مراحل صعودها وهبوطها، وبخاصة بعد سقوط ايديولوجيات التطور المستمر، فتاريخ تطور وسائل الإعلام، هو في أحد وجوهه تاريخ التطورات والتحولات السياسية الكبرى، منذ العصور القديمة وحتى المرحلة المعاصرة، كما ترافق تطور الوسائل مع تطور في الخطاب، في الرسالة، في التأثير وبالتالي في نظريات علوم الاتصال.
وإذا كانت المرحلة الحديثة قد بدأت بالصحافة المكتوبة وانتقلت إلى الراديو الذي كان وسيلة دعاية الدولة في الحربين العالميتين، ثم تبعه التلفزيون في مرحلة الحرب الباردة لتأتي الفضائيات مع انهيار جدار برلين وبروز النظام العالمي الجديد، حيث تمثل وسائل الإعلام الخاصة، التجارية، الليبرالية، الإخبارية منها ووسائل المنوعات تعبيرا عن هذا النظام، في خدمة العولمة واقتصاد السوق.. فإن هذه المعادلة تنطبق تاريخيا على الساحة العربية، منذ الجاهلية، إلى الإسلام ومن ثم مراحله المختلفة، حيث كان كل تغيير يجد دعما وترجمة في وسائل اتصال جديدة وخطاب جديد تتوقف طبيعتهما على طبيعة المرحلة".
وفي فقرة اخرى تتناول الفضائيات العربية الحديثة تقول المؤلفة:
"أخيرا جاء النظام العالمي الجديد وترجمته ثورة وسائل الاتصال المرتبطة بالثورة التقنية وبانتصار ليبرالية السوق؛ فوسمت بدايته المتقدمة العالم، وعلى وجه الخصوص العالم العربي؛ فعام 1989، هو عام سقوط جدار برلين وعام نهاية الحرب العراقية- الإيرانية؛ أما عام 1991، فهو عام بداية النظام العالمي الجديد وعام الحرب الأولى ضد العراق. هذه الحرب التي أقامت نظاما إقليميا جديدا احدى سماته الثورة التي حصلت في مجال الإعلام الفضائي حيث انطلقت الفضائيات العربية الأولى مع الحرب عام 1991، لينتقل عدد التلفزيونات الفضائية العربية إلى 50 ونيف عام 2003، تاريخ احتلال العراق، وإلى 250 قناة عام 2005 واكثر من 400 قناة عام 2008".