يشهد الشارع العراقي تكرار مشاهد مؤلمة لإمرأة تستجدي او مسن يبيع أي سلعة قابلة للبيع مقابل سعر زهيد، او معاق لم يجد غير الشارع للاسترزاق، او اطفال قذفتهم ظروف الحياة الصعبة وشظف العيش الى التسول في حر الصيف وبرودة الشتاء.. هذه المشاهد تتكرر امام عيون المسؤولين الذين يتنقلون بسياراتهم لكنهم لايعيرون اهتماماً لهذه الحالة او تلك، ربما ان الوضع الامني يجعلهم يخشون التوقف ليسألوا هذه المرأة او ذاك المعاق، خوفا ًمن عبوة ناسفة او سيارة مفخخة تنثر جسده كما تنثر اجساد المواطنين الابرياء.
تتناول حلقة هذا الاسبوع من برنامج (حقوق الإنسان في العراق) قصة السيدة ليلى صالح ذات الـ (47) عاماً، وهي مطلقة وام لثلاثة ابناء، البنت الكبرى متزوجة، والابن انتحر حرقاً قبل ثلاث سنوات بسبب فقره، وطفلة صغيرة بعمر خمس سنوات ترافق أمها وهي تبيع المناديل الورقية في الشارع وقرب التقاطعات.
ورغم ان عملها بسيط جدا ولا يكاد يسد إحتياجاتها، لاسيما وانها تعيش في شقة صغيرة مؤجرة، الا ان هذا العمل يكلفها اليوم بطوله من الصباح وحتى الليل. تشتري كيسا يضم عشر قطع من المناديل الورقية كل كيس تربح منه اربعة الاف دينار فقط..
تعاني ليلى، بالاضافة الى قلة الوارد، من مضايقات سائقي السيارات او المارة الذين يُسمعونها كلاماً غير لائق، وتضطر في كثير من الاحيان الى الاستنجاد بعناصر نقطة التفتيش القريبة منها، مؤكدةً انها لا ترغب بهذا العمل وان الناس لا يعلمون بمدى تعبها ومعاناتها، لذلك كثيرا ما يؤنبونها لانها تبيع وابنتها الصغيرة معها. وتبين لاحقاً بانها وجدت اماكن للعمل لكن اصحاب العمل رفضوا ان ترافقها طفلتها.
وبالرغم من ان ليلى كانت تبيع في اكثر من مكان، إلا انها استقرت اخيرا في مدخل منطقة الطالبية قريبة من نقطة تفتيش، وتعرضت قبل ايام الى اعتداء من قبل مجموعة من الشباب فاستنجدت بالشرطة. وتؤكد ان المواطنين كثيرا ما يبدون استغرابهم لعدم مساعدتي من قبل المسؤولين الذين يمرون من المكان الذي تبيع فيه، وتقول "ان المسؤول لايهمه المواطن الفقير كحالتي كما انني اخشى الاقتراب من مواكب المسؤولين بسياراتهم المظللة".
أم عادل امرأة اخرى في الستين من عمرها لديها محال لبيع المواد الغذائية تقوم بمساعدة ليلى وتوفر لها ما تحتاجه احيانا من المناديل الورقية، تؤكد بان ليلى تتعرض الى مضايقات وتعليقات من قبل بعض الشباب، ولم تنج ام عادل من المضايقات هي الاخرى كونها امرأة، كما تقول.
وتستذكر ام عادل حكاية عندما ارسل احد المسؤولين في منطقة الطالبية الى السيدة ليلى فذهبت والامل يحدوها في ايجاد فرصة عمل لها، الا ان المسؤول اخبرها بان هيئتها لا تدل على انها فقيرة جداً فصرفها واكتفى باعطاء ابنتها مبلغ 25 الف دينار.
افراد نقطة التفتيش في مدخل منطقة الطالبية يحرصون على توفير الحماية لليلى وهي تبيع مناديلها الورقية، ويمنعون عنها أي اعتداء كما يقول احد افراد التفتيش الذي رفض ذكر اسمه.
ويؤكد ابو حيدر الذي يسكن في منطقة الطالبية بان المسؤولين يعرفون ليلى لانهم يمرون بهذا المكان والاحرى بهم ان يقدموا لها يد العون وانتشالها من معاناتها الشديدة.
وتتعاطف الكثير من النسوة مع معاناة ليلى ويناشدن الحكومة بمساعدتها، وتؤكد السيدة ام محمد في السبعين من العمر انها تقلق عليها كثيرا بسبب العمل في الشارع وما تتعرض له من مشاكل من قبل بعض النفوس الضعيفة.
ويحاول سكنة البيوت القريبة من مدخل منطقة الطالبية مساعدة ليلى، لكنهم ايضا يطالبون الحكومة بتأمين سكن لها وعمل تحفظ به كرامتها مثلما يقول الحاج عماد كاظم حميد.
وترافق ليلى الى الشارع حيث تبيع المناديل الورقية ابنتها ذات الخمس سنوات وتدعى هدى طلال تعاني من الشارع كثيرا لانها مضطرة الى مرافقة والدتها طول ايام السنة. تقول هدى ان والدتها ترفض ان تشاركها البيع وانما تجلسها في مكان قريب منها، وهي تتمنى عندما تكبر ان تعمل في أي وظيفة حتى تريح والدتها من الشارع.
وتبين الاعلامية ندى عمران ان حكاية السيدة ليلى صالح ليست الاولى من نوعها ولن تكون الاخيرة طالما ان البلد يعيش في ظرف سياسي وامني صعب للغاية. وتشير الى ان مشهد ليلى يتكرر يومياً عشرات المرات، وهي تحمّل الدولة مسؤولية انتشال هؤلاء النسوة مما يمر بهن، ولدرجة انغماسهن بالعمل فانهن لا يعرفن حتى طريق الوصول الى الدوائر المعنية التي تخصص لهن رواتب وتحفظ كرامتهن.
تتناول حلقة هذا الاسبوع من برنامج (حقوق الإنسان في العراق) قصة السيدة ليلى صالح ذات الـ (47) عاماً، وهي مطلقة وام لثلاثة ابناء، البنت الكبرى متزوجة، والابن انتحر حرقاً قبل ثلاث سنوات بسبب فقره، وطفلة صغيرة بعمر خمس سنوات ترافق أمها وهي تبيع المناديل الورقية في الشارع وقرب التقاطعات.
ورغم ان عملها بسيط جدا ولا يكاد يسد إحتياجاتها، لاسيما وانها تعيش في شقة صغيرة مؤجرة، الا ان هذا العمل يكلفها اليوم بطوله من الصباح وحتى الليل. تشتري كيسا يضم عشر قطع من المناديل الورقية كل كيس تربح منه اربعة الاف دينار فقط..
تعاني ليلى، بالاضافة الى قلة الوارد، من مضايقات سائقي السيارات او المارة الذين يُسمعونها كلاماً غير لائق، وتضطر في كثير من الاحيان الى الاستنجاد بعناصر نقطة التفتيش القريبة منها، مؤكدةً انها لا ترغب بهذا العمل وان الناس لا يعلمون بمدى تعبها ومعاناتها، لذلك كثيرا ما يؤنبونها لانها تبيع وابنتها الصغيرة معها. وتبين لاحقاً بانها وجدت اماكن للعمل لكن اصحاب العمل رفضوا ان ترافقها طفلتها.
وبالرغم من ان ليلى كانت تبيع في اكثر من مكان، إلا انها استقرت اخيرا في مدخل منطقة الطالبية قريبة من نقطة تفتيش، وتعرضت قبل ايام الى اعتداء من قبل مجموعة من الشباب فاستنجدت بالشرطة. وتؤكد ان المواطنين كثيرا ما يبدون استغرابهم لعدم مساعدتي من قبل المسؤولين الذين يمرون من المكان الذي تبيع فيه، وتقول "ان المسؤول لايهمه المواطن الفقير كحالتي كما انني اخشى الاقتراب من مواكب المسؤولين بسياراتهم المظللة".
أم عادل امرأة اخرى في الستين من عمرها لديها محال لبيع المواد الغذائية تقوم بمساعدة ليلى وتوفر لها ما تحتاجه احيانا من المناديل الورقية، تؤكد بان ليلى تتعرض الى مضايقات وتعليقات من قبل بعض الشباب، ولم تنج ام عادل من المضايقات هي الاخرى كونها امرأة، كما تقول.
وتستذكر ام عادل حكاية عندما ارسل احد المسؤولين في منطقة الطالبية الى السيدة ليلى فذهبت والامل يحدوها في ايجاد فرصة عمل لها، الا ان المسؤول اخبرها بان هيئتها لا تدل على انها فقيرة جداً فصرفها واكتفى باعطاء ابنتها مبلغ 25 الف دينار.
افراد نقطة التفتيش في مدخل منطقة الطالبية يحرصون على توفير الحماية لليلى وهي تبيع مناديلها الورقية، ويمنعون عنها أي اعتداء كما يقول احد افراد التفتيش الذي رفض ذكر اسمه.
ويؤكد ابو حيدر الذي يسكن في منطقة الطالبية بان المسؤولين يعرفون ليلى لانهم يمرون بهذا المكان والاحرى بهم ان يقدموا لها يد العون وانتشالها من معاناتها الشديدة.
وتتعاطف الكثير من النسوة مع معاناة ليلى ويناشدن الحكومة بمساعدتها، وتؤكد السيدة ام محمد في السبعين من العمر انها تقلق عليها كثيرا بسبب العمل في الشارع وما تتعرض له من مشاكل من قبل بعض النفوس الضعيفة.
ويحاول سكنة البيوت القريبة من مدخل منطقة الطالبية مساعدة ليلى، لكنهم ايضا يطالبون الحكومة بتأمين سكن لها وعمل تحفظ به كرامتها مثلما يقول الحاج عماد كاظم حميد.
وترافق ليلى الى الشارع حيث تبيع المناديل الورقية ابنتها ذات الخمس سنوات وتدعى هدى طلال تعاني من الشارع كثيرا لانها مضطرة الى مرافقة والدتها طول ايام السنة. تقول هدى ان والدتها ترفض ان تشاركها البيع وانما تجلسها في مكان قريب منها، وهي تتمنى عندما تكبر ان تعمل في أي وظيفة حتى تريح والدتها من الشارع.
وتبين الاعلامية ندى عمران ان حكاية السيدة ليلى صالح ليست الاولى من نوعها ولن تكون الاخيرة طالما ان البلد يعيش في ظرف سياسي وامني صعب للغاية. وتشير الى ان مشهد ليلى يتكرر يومياً عشرات المرات، وهي تحمّل الدولة مسؤولية انتشال هؤلاء النسوة مما يمر بهن، ولدرجة انغماسهن بالعمل فانهن لا يعرفن حتى طريق الوصول الى الدوائر المعنية التي تخصص لهن رواتب وتحفظ كرامتهن.