كان لون المقذوف الذي انفجر بين مسلم واصدقائه براقا شكله لا يوحي بالخطر. ولكن ملامسته كادت تودي بحياة مسلم واصدقائه. وهو يشعر اليوم بأنه كان محظوظا لأن اصابته اقتصرت على كسور في ساقيه ولم يفقد حياته بسبب انفجار المقذوف الحربي الذي ظنه للوهلة الاولى لعبة.
ام علي مواطنة أخرى فقدت زوجها بسبب أحد المخلفات الحربية الخطرة انفجر بين يديه بعد ان حاول رفعه من الارض. وبعد مرور عشرة أعوام وعدة أشهر على تلك الحادثة المأساوية ما زالت أم علي تذكر كيف سقط زوجها ولم يكمل بناء غرفة طينية لأسرته بدلا من الخيمة التي كانوا يسكنون فيها.
حوادث مشابهة كثيرة وقعت في كربلاء وفي غيرها تؤكد ان مخاطر هذه المخلفات الحربية ما زالت تهدد ارواح المواطنين وخصوصا من رعاة الأغنام بسبب عدم التخلص بشكل نهائي منها.
فرع جمعية الهلال الاحمر بكربلاء اقام ورشة للتعريف بمخاطر هذه المخلفات. وقال مدير العلاقات والاعلام في الفرع غانم عبد الزهرة "ما زال الخطر ماثلا وخصوصا في المناطق البرية التي تكثر فيها المخلفات الحربية التي يجهلها الكثير من الرعاة".
وتتولى عدة جهات مسؤولية التخلص من المخلفات الحربية منها مديرية الدفاع المدني. وقال مدير العلاقات والاعلام في المديرية المقدم صلاح حسن ان" لدى المديرية فرقة مخصصة لهذا الشأن".
ولا توجد احصائية دقيقة بأعداد ضحايا المخلفات الحربية لكن المؤكد ان عددا ليس قليلا من الأشخاص أُصيبوا بسببها على مدى العقود الثلاثة الاخيرة.