فان ارهاصات الديمقراطية أتاحت ان تجتمع آراء وتوجهات مختلفة ضمن الأسرة الواحدة. ولكن ان يلتقي النقيضان تحت سقف البيت الواحد فان هذا غير مألوف حتى بالمعايير الديمقراطية.
هيفاء الامين مرشحة عن قائمة ليبرالية لكنها ذات ميول يسارية ودخلت السباق الانتخابي حاسرة الرأس لتنافس 180 مرشحة في رقعة محافظة اجتماعيا يسودها التدين على العكس تماما من اخيها الذي ترشح بدوره عن قائمة اسلامية بحتة.
وقال حيدر الامين الشقيق منافس شقيقته هيفاء ان من الجميل ان تتعدد المشارب والمذاهب الفكرية داخل العائلة مرحبا بترشح اخته عن قائمة علمانية. وأكد حيدر احترامه خيار شقيقته لا سيما وانه اختار قائمته الاسلامية لقناعته الخاصة تماما كما فعلت اخته هيفاء مشيرا الى انه واخته اتفقا على ان يصوت احدهما للآخر في يوم الاقتراع.
ولم تخف هيفاء سعيها لاقناع اخيها بتعديل وجهته السياسية الاسلامية نحو قا ئمتها ولكن ظل متمسكا بموقفه.
المواطنون في ذي قار تباينت ارائهم حول وجود مرشحة غير محجبة في الناصرية. فمنهم من لا يرى انها تخرق قاعدة اجتماعية فيما يرى آخرون انها تعدت على التقاليد والعادات والأعراف في الجنوب.
وبذلك أسهم اجتماع الاسلامي والعلماني تحت سقف واحد في اطلاق سجال حيوي في بادرة سياسية واجتماعية ذات مغزى لجهة فهم العمل السياسي الحقيقي. ولعلها تكون بوابة خير لمشهد سياسي متحضر في عرقي المستقبل.