تَــــتكررُ تحذيراتُ منظماتٍ عالمية ودراساتٍ متخصصة من احتمالاتِ نشوبِ اضطراباتٍ اجتماعية ونزاعاتٍ أهلية ما لم يخطط المجتمعُ الدولي لمواجهة مخاطر الأمن الغذائي المتفاقمة.
وفي أحدث تلك التحذيرات أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة
(FAO) ضرورة زيادة دول العالم إنتاجها الغذائي بنسبة60% بحلول منتصف القرن لتجنّب خطر النقص الحاد في الغذاء.
مسؤولون وخبراء دوليون ناقشوا خلال مؤتمر إقليمي بشأن الغذاء العالمي استضافَته العاصمة المنغولية أولان باتور الشهر الماضي الخططَ والسياسات الكفيلة بتجنيب العالم هذه المخاطر مع تحديد منظمة (فاو) خياريْن رئيسيْن هما زيادة مساحة الأراضي القابلة للزراعة وتعزيز معدل الإنتاجية.
وفي تقريرٍ بثته لدى افتتاح المؤتمر في العاشر من آذار، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن هيرويوكي كونوما المدير العام المساعد للمنظمة في منطقة آسيا والمحيط الهادي قوله إن الطلب على الغذاء سيرتفع سريعاً خلال العقود القليلة المقبلة مع تجاوز عدد سكان العالم تسعة مليارات نسمة وتحسّن الأنظمة الغذائية مع تزايد الثراء.
وفي هذا الصدد، قال المسؤول الدولي "إذا أخفقنا في تحقيق هدفنا وحدثَ نقص في الغذاء ستظهر مجدداً مخاطر الاضطرابات الاجتماعية والسياسية والحروب الأهلية والإرهاب وقد يتأثر أمن العالم بأسره." كما أكد أن التحدي مُلح بشكلٍ خاص في الدول النامية التي تحتاج لزيادة محاصيلها بنسبة مذهلة تبلغ 77%، مضيفاً أن أكثر من نصف مليار شخص سوف يقعون فريسةً للجوع المزمن في منطقة آسيا والمحيط الهادي حتى إذا أنجزت المنطقة أهداف الألفية للتنمية الرامية لخفض نسبة الفقراء إلى 12% من السكان.
ووفقاً لمنظمة (فاو) فإنه برغم التقدم في مكافحة الفقر عالمياً لا يزال نحو 842 مليون شخص في العالم يعانون من سوء التغذية يعيش نحو ثلثيهم في منطقة آسيا والمحيط الهادي. فيما يعاني واحد من بين كل أربعة أطفال تحت سن الخامسة من ضعف النمو بسبب سوء التغذية.
إلى ذلك، تحذر (فاو) من أن الأسعار تشكّل تهديداً آخر للأمن الغذائي حيث يحد ارتفاع وتقلّب أسعار الغذاء من قدرة الفقراء على اقتناء الغذاء في حين يتسبب ارتفاع أسعار النفط في تضخم تكلفة الانتاج.
وفيما يتعلق بخطورة الوضع في منطقة الشرق الأوسط، يشير خبراء إلى الجفاف الذي أصاب بدرجات متفاوتة في الشتاء المنصرم نحو ثلثيْ الأرض الصالحة للزراعة والمحدودة أصلاً في العراق وسوريا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية.
وأوضح متخصصون أن الجفاف أضرّ بالفعل بمحاصيل الحبوب في مناطق في سوريا وبدرجة أقل العراق.
وأضاف التقرير أنه فيما يتعلق بسوريا فإن الجفاف والصراع قد يقلّصان إنتاج القمح الإجمالي إلى أقل من ثلث المحصول قبل بدء الأزمة. فيما يعزو بعض الخبراء في سوريا ارتفاعَ أسعار الغذاء الذي فاقَـــــمَ التوترات الاجتماعية ومن ثم أشعلَ شرارةَ انتفاضة 2011 إلى الجفاف الذي بلغ ذروته خلال عاميْ 2008 و2009
لكنه اســـــتمرّ حتى 2010.
وفي تعليقه على مضمون الدراسات والتحذيرات الدولية من خطورة الموقف وخاصةً فيما يتعلق بالعراق، قال الخبير الاقتصادي باسم جميل لإذاعة العراق الحر إن "كل الأبحاث الجيوسياسية تشير إلى أن القرن الحالي قد يشهد حرب المياه لـــِما للمياه من أهمية كبيرة خاصةً بعد الجفاف الذي بدأ يجتاح العالم...". وأضاف أنه "لا بد للعراق كبلد زراعي أن يحتاط لهذه العملية، ليس اليوم ولكن أن يبدأ اليوم أفضل من أن لا يبدأ، وفي مقدمة الخطوات الإكثار من السدود لخزن المياه بشكل أكبر، وتحسين عملية الإرواء والسقي في القطاع الزراعي وعدم العبث بالمياه، وتثقيف الفلاح وتدريبه على أساليب الزراعة الحديثة."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أشار الخبير الاقتصادي العراقي أيضاً إلى خطوات ضرورية أخرى في إطار الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة مخاطر الجفاف ومن بينها "التباحث مع دول الجوار لتقسيم المياه بشكلٍ عادل" بالإضافة إلى "إجراء عمليات مسح للمياه الجوفية الموجودة في العراق".
من جهته، أوضح خبير المياه الدولي وسفير العراق لدى منظمات الغذاء التابعة للأمم المتحدة في روما الدكتور حسن الجنابي
أن "منظمة الفاو عقدت العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى بهذا الخصوص ولعل أهمها مؤتمر الغذاء الذي انعقد قبل سنتين وتركّز على البحث في سُبل تغذية العالم ما بعد عام 2050. وكانت التقديرات في وقتها بأن زيادة إنتاج الغذاء العالمي يجب أن تكون بحدود 70% من أجل تغطية احتياجات الزيادة السكانية المحتملة حيث يُقدّر عدد سكان الأرض بحلول منتصف القرن بتسعة مليارات نسمة."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث السفير الجنابي عن موضوعات أخرى ذات صلة. كما أجاب عن سؤاليْن يتعلق أحدهما بتأثير الجفاف وعوامل أخرى مثل التغير المناخي على المناطق الريفية في العراق، والثاني حول تأثير الصراع السوري في الأمن الغذائي لكلٍ من العراق وسوريا اللتين تعتمد الزراعة فيهما على مياه نهريْ دجلة والفرات.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع خبير المياه الدولي وسفير العراق لدى منظمات الغذاء التابعة للأمم المتحدة في روما د. حسن الجنابي، والخبير الاقتصادي العراقي باسم جميل متحدثاً من بغداد.
وفي أحدث تلك التحذيرات أكدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة
(FAO) ضرورة زيادة دول العالم إنتاجها الغذائي بنسبة60% بحلول منتصف القرن لتجنّب خطر النقص الحاد في الغذاء.
مسؤولون وخبراء دوليون ناقشوا خلال مؤتمر إقليمي بشأن الغذاء العالمي استضافَته العاصمة المنغولية أولان باتور الشهر الماضي الخططَ والسياسات الكفيلة بتجنيب العالم هذه المخاطر مع تحديد منظمة (فاو) خياريْن رئيسيْن هما زيادة مساحة الأراضي القابلة للزراعة وتعزيز معدل الإنتاجية.
وفي تقريرٍ بثته لدى افتتاح المؤتمر في العاشر من آذار، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن هيرويوكي كونوما المدير العام المساعد للمنظمة في منطقة آسيا والمحيط الهادي قوله إن الطلب على الغذاء سيرتفع سريعاً خلال العقود القليلة المقبلة مع تجاوز عدد سكان العالم تسعة مليارات نسمة وتحسّن الأنظمة الغذائية مع تزايد الثراء.
وفي هذا الصدد، قال المسؤول الدولي "إذا أخفقنا في تحقيق هدفنا وحدثَ نقص في الغذاء ستظهر مجدداً مخاطر الاضطرابات الاجتماعية والسياسية والحروب الأهلية والإرهاب وقد يتأثر أمن العالم بأسره." كما أكد أن التحدي مُلح بشكلٍ خاص في الدول النامية التي تحتاج لزيادة محاصيلها بنسبة مذهلة تبلغ 77%، مضيفاً أن أكثر من نصف مليار شخص سوف يقعون فريسةً للجوع المزمن في منطقة آسيا والمحيط الهادي حتى إذا أنجزت المنطقة أهداف الألفية للتنمية الرامية لخفض نسبة الفقراء إلى 12% من السكان.
ووفقاً لمنظمة (فاو) فإنه برغم التقدم في مكافحة الفقر عالمياً لا يزال نحو 842 مليون شخص في العالم يعانون من سوء التغذية يعيش نحو ثلثيهم في منطقة آسيا والمحيط الهادي. فيما يعاني واحد من بين كل أربعة أطفال تحت سن الخامسة من ضعف النمو بسبب سوء التغذية.
إلى ذلك، تحذر (فاو) من أن الأسعار تشكّل تهديداً آخر للأمن الغذائي حيث يحد ارتفاع وتقلّب أسعار الغذاء من قدرة الفقراء على اقتناء الغذاء في حين يتسبب ارتفاع أسعار النفط في تضخم تكلفة الانتاج.
وفيما يتعلق بخطورة الوضع في منطقة الشرق الأوسط، يشير خبراء إلى الجفاف الذي أصاب بدرجات متفاوتة في الشتاء المنصرم نحو ثلثيْ الأرض الصالحة للزراعة والمحدودة أصلاً في العراق وسوريا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية.
وأوضح متخصصون أن الجفاف أضرّ بالفعل بمحاصيل الحبوب في مناطق في سوريا وبدرجة أقل العراق.
وفي تــقريرٍ بثّــتهُ من عمّان تحت عنوان "جفاف الشرق الأوسط قد ينذر بارتفاع أسعار الغذاء العالمية" (7 آذار)، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن خبراء في علم المناخ ومسؤولين أن السلطات المسؤولة عن المياه والزراعة إضافةً إلى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة بدأت إعداد خطط للإعلان رسمياً عن حالة جفاف في الشرق الأوسط تمتد حتى المغرب وجنوباً حتى اليمن.
وفي العراق لم تَـمضِ سوى ثلاث سنوات فقط على انتهاء آخر دورة جفاف كبرى والتي أثرت على أكثر من 73% من البلاد. هذا فيما تشير مقتطفات من دراسة تشرف عليها الأمم المتحدة ومن المنتظر نشر نتائجها قريباً إلى أن الجفاف في العراق سيستمر وستزيد شـــــــدّته بين عاميْ 2017 و2026 مما يزيد من اعتماد واحد من أكبر مستوردي الحبوب في العالم على واردات الغذاء الأجنبية.
وأضاف التقرير أنه فيما يتعلق بسوريا فإن الجفاف والصراع قد يقلّصان إنتاج القمح الإجمالي إلى أقل من ثلث المحصول قبل بدء الأزمة. فيما يعزو بعض الخبراء في سوريا ارتفاعَ أسعار الغذاء الذي فاقَـــــمَ التوترات الاجتماعية ومن ثم أشعلَ شرارةَ انتفاضة 2011 إلى الجفاف الذي بلغ ذروته خلال عاميْ 2008 و2009
لكنه اســـــتمرّ حتى 2010.
وفي تعليقه على مضمون الدراسات والتحذيرات الدولية من خطورة الموقف وخاصةً فيما يتعلق بالعراق، قال الخبير الاقتصادي باسم جميل لإذاعة العراق الحر إن "كل الأبحاث الجيوسياسية تشير إلى أن القرن الحالي قد يشهد حرب المياه لـــِما للمياه من أهمية كبيرة خاصةً بعد الجفاف الذي بدأ يجتاح العالم...". وأضاف أنه "لا بد للعراق كبلد زراعي أن يحتاط لهذه العملية، ليس اليوم ولكن أن يبدأ اليوم أفضل من أن لا يبدأ، وفي مقدمة الخطوات الإكثار من السدود لخزن المياه بشكل أكبر، وتحسين عملية الإرواء والسقي في القطاع الزراعي وعدم العبث بالمياه، وتثقيف الفلاح وتدريبه على أساليب الزراعة الحديثة."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أشار الخبير الاقتصادي العراقي أيضاً إلى خطوات ضرورية أخرى في إطار الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة مخاطر الجفاف ومن بينها "التباحث مع دول الجوار لتقسيم المياه بشكلٍ عادل" بالإضافة إلى "إجراء عمليات مسح للمياه الجوفية الموجودة في العراق".
من جهته، أوضح خبير المياه الدولي وسفير العراق لدى منظمات الغذاء التابعة للأمم المتحدة في روما الدكتور حسن الجنابي
أن "منظمة الفاو عقدت العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى بهذا الخصوص ولعل أهمها مؤتمر الغذاء الذي انعقد قبل سنتين وتركّز على البحث في سُبل تغذية العالم ما بعد عام 2050. وكانت التقديرات في وقتها بأن زيادة إنتاج الغذاء العالمي يجب أن تكون بحدود 70% من أجل تغطية احتياجات الزيادة السكانية المحتملة حيث يُقدّر عدد سكان الأرض بحلول منتصف القرن بتسعة مليارات نسمة."
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث السفير الجنابي عن موضوعات أخرى ذات صلة. كما أجاب عن سؤاليْن يتعلق أحدهما بتأثير الجفاف وعوامل أخرى مثل التغير المناخي على المناطق الريفية في العراق، والثاني حول تأثير الصراع السوري في الأمن الغذائي لكلٍ من العراق وسوريا اللتين تعتمد الزراعة فيهما على مياه نهريْ دجلة والفرات.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع خبير المياه الدولي وسفير العراق لدى منظمات الغذاء التابعة للأمم المتحدة في روما د. حسن الجنابي، والخبير الاقتصادي العراقي باسم جميل متحدثاً من بغداد.