قمة عالمية تناقش الإرهاب النووي وعربية تنعقد وسط انقسامات

تُـــخيّـــــــمُ أزمتا سوريا وأوكرانيا على القمتين العربية والدولية اللتين يتزامنُ انعقادُهما في ظل مخاوف مشتركة من التهديدات الإرهابية للسلم والأمن العالميــيْن.

الكلماتُ الافتتاحيةُ لقمة الكويت الثلاثاء تَــــــضمّنت دعواتٍ لتوحيد الموقف العربي إزاء مساعي حل الصراع السوري ومُـــــناشداتٍ لِــطيْ صفحة الخلافات بين مصر وقطر من جهة وبعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى. كما افــــتُــــــتِحَت القمةُ العربية الخامسة والعشرون في ظل امتداد الحرب السورية إلى كلٍ من الساحتين العراقية واللبنانية وتنامي التهديدات التي تشكّلها تنظيمات متطرفة على الأمن المصري واستمرار الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة في بعض دول ما عُرف بالربيع العربي لا سيما ليبيا واليمن.

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أكد لدى افتتاح القمة أهميةَ النأي بالعمل العربي المشترك عن عوامل الخلاف والاختلاف. وأضاف "أننا مدعوون اليوم إلى البحث في الأسس التي ينطلق منها عملنا العربي المشترك وإيجاد السبل الكفيلة بتعزيزه وتوطيد دعائمه من خلال النأي به عن أجواء الخلاف والاختلاف والتركيز على عوامل الجمع في هذا العمل."

فيما دعا ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية إلى تغيير ميزان القوى على الأرض في صراع سوريا مشيراً إلى وصول الأزمة هناك إلى ما وصفها بأبعاد كارثية. كما أكد ضرورة دعم مقاتلي المعارضة السورية مُـــــــبدياً استغرابَه لعدم منح وفد الائتلاف المعارض مقعد سوريا في القمة العربية.

في غضون ذلك، اخـــتُــــتِـــــــمَت قمةٌ عالمية في لاهاي الثلاثاء بدعوةِ جميع الدول إلى"بناء وإدامة ثقافة قوية للأمن النووي ومكافحة الإرهاب النووي والتهديدات الإجرامية الأخرى بشكل فاعل".
وقال البيان الختامي لقمة الأمن النووي التي عُقدت بمشاركة أكثر من خمسين دولة إنه ينبغي على المجتمع الدولي أن ينشئ نظاماً لمحاربة الإرهاب النووي تمارس فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة دوراً مركزياً.
يُشار إلى انعقادِ قـــــــــــمةٍ ثالــــــــــــثــةٍ أخرى على هامش القمة النووية في لاهاي الاثنين بحضور زعماء مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع والتي أُعلن خلالها إلغاء قمة مجموعة الثماني التي كان من المقرر عقدها في حزيران في منتجع سوتشي ردّاً على تدخل روسيا في القرم التي ضمّتها إليها.


اجتماعُ القمة الاستـــثنائي على هامش قمة لاهاي انـــــــــــعقدَ بمشاركة زعماء الولايات المتحدة وكـــندا وألمانـــيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانـيا واليابان.
وفي البيان الختامي الذي صدر إثر الاجتماع، حذرت دول مجموعة السبع روسيا بأنها على استعداد لتشديد العقوبات في حال التصعيد في أوكرانيا.
وكانت روسيا انضمّت عام 1998 الى هذه المجموعة التي أصبحت تُعرف بعد ذلك بمجموعة الثماني.
وفي تصريحاتٍ أدلى بها في لاهاي الاثنين قبل صدور بيان قمة مجموعة السبع، قال الرئيس باراك أوباما إن "أوروبا والولايات المتحدة مُــــتّحدتان في دعم الحكومة والشعب الأوكرانيـيْن، ونحن متّحدون لجعل روسيا تدفع ثمناً عن الأعمال التي قامت بها حتى الآن"، بحسب تعبيره.


قمةُ لاهاي تهدف إلى تعزيز الإجراءات الرامية إلى منع كابوس سيناريو حصول الإرهابيين على مواد نووية. وهي الثالثة من نوعها منذ أن دعا أوباما إلى عقد المؤتمر الدولي الأول للأمن النووي في واشنطن عام 2010.

وكان الرئيس الأميركي قال بعد فترة قصيرة من وصوله إلى البيت الأبيض في عام 2009 إن تقليص خطر وقوع هجوم إرهابي يُــــشَـــنّ إما بسلاحٍ نووي أو "قنبلة قذرة" هو أحد أهداف سياسته الدولية الأكثر أهميةً.
واستـــضافَت العاصمة الكورية الجنوبية سول القمة الثانية فيما تقرر في لاهاي أن تستضيف واشنطن مرةً أخرى القمة الرابعة للأمن النووي في عام 2016.

ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي الدكتور فهد المكراد الذي قال لإذاعة العراق الحر أولاً إن مؤتمر لاهاي الدولي ينعقد للمرة الثالثة على مستوى القمة بسبب المخاوف المتواصلة منذ انعقاده للمرة الأولى قبل أربع سنوات "من مخاطر وقوع مواد نووية في أيدي جماعات إرهابية ما يشكّل تهديداً خطيراً على المجتمع الدولي، ولذلك يجب أن يكون التنسيق مستمراً بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إذ لا يوجد علاج إقليمي لهذه المشكلة لأنها إنْ حدثت فعلاً بوصول الإرهابيين إلى مواد نووية أو حيازة أسلحة دمار شامل فإن النتائج لن يُحمد عقباها إقليمياً ودولياً."

وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، أضاف المكراد أن "أخشى ما نخشاه هو أن تصل الأمور في سوريا إلى حالة اللا حرب واللاسلم في مرحلة لاحقة إذ سوف تتمكن الجماعات الإرهابية في حينها من التأثير في الأمن والسلم الدولييْن. لذلك فإن الخطورة تكمن في عدم التوصل إلى حل شامل للوضع السوري لأن من شأن استمرار الأمور على ما هي عليه الآن أن يهدد أمن المنطقة بأسرها، وكذلك أوروبا وأميركا."

من جهته، اعتبر الدكتور عماد رزق مدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان أن المخاوف الإقليمية والدولية من مخاطر الإرهاب هي من القواسم المشتركة لــــــقِـــمَــتـيْ الكويت ولاهاي. وقال لإذاعة العراق الحر إن الخلافات ما بين دولٍ في المنطقة والتي تـــُــلقي بظلالها على القمة العربية تُعزى جزئياً إلى استمرار الحرب السورية لأكثر من ثلاث سنوات دون حل سياسي وذلك في الوقت الذي تهدد أزمة أوكرانيا بعودة العالم إلى أجواء الحرب الباردة. وفي ردّه على سؤال بشأن الإجماع الدولي على مواجهة مخاطر وقوع أسلحة محظورة في أيدي جماعات إرهابية تقاتل في سوريا، أكد رزق أهمية مواصلة التعاون بين روسيا والولايات المتحدة من خلال تنفيذ اتفاقهما على تدمير ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية.

وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الخبير في الشؤون الإستراتيجية رزق عن موضوعات أخرى ذات صلة. كما أعرب عن اعتقاده بأن "ما يدور من تسارعٍ في عملية اللقاءات الدولية أكانَت المنعقدة في لاهاي والتي شكّلت إطاراً لاجتماع مجموعة السبع أيضاً على هامش القمة النووية أو المجموعة العربية التي يتزامن مؤتمرها السنوي على مستوى القمة في الكويت يؤكد أن أزمة أوكرانيا الداخلية وتداعياتها على محيطها وعلى الأمن الأوروبي والروسي أوما يجري في سوريا على مستوى النزيف المستمر للدم السوري أو حتى على أزمة النازحين وانتشار الإرهاب إلى دول الجوار.....كله يؤكد أن عامل الإرهاب أصبح القاسم المشترك بين المجموعتين"، بحسب رأيه.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع الأكاديمي والمحلل السياسي الكويتي د. فهد المكراد ومدير (مركز الاستشارية للدراسات الإستراتيجية) في لبنان د. عماد رزق.