نسلط الضوء في عدد هذا الاسبوع من (المجلة الثقافية) على ظاهرة يستشعرها من يتابع الحركة الثقافية العراقية في ابرز مواطنها أي في بغداد، ونقصد شارع المتنبي، ومقترباته التي صارت اشبه بمهرجان اسبوعي ليس لشراء الكتب وبيعها أو الفعاليات الفنية المنظمة فقط، بل وايضا لمبادرات مختلفة يقوم بها الشباب، تعكس نوعا من روح التململ والبحث عن الجديد. كما نتوقف عند اصدار شعري جديد بعنوان (سطر..الشارع) لمؤلفه فلاح حسن الشابندر. هذا فضلا عن افتتاح مهرجان (الحرية ونوروز) في اربيل، واقامة معرض فوتوغرافي عن المدن الالمانية في البصرة.
** في البصرة اقيم في قصر الثقافة معرض للصور بعنوان "الحياة اليومية في المدن الالمانية"، وكان المعرض قد اقيم ايضا في اربيل وبغداد ويأتي تعزيزا للروابط الثقافية بين العراق والمانيا. وقد تم اختيار 20 صورة لمدن المانية مختلفة من بين 3000 صورة ليضمها المعرض الذي نظمه معهد غوتة ضمن مشروع "يوم في المانيا".
** وفي بابل ضيّف البيت الثقافي الناقد رشيد هارون لالقاء محاضرة عن (المشترك الذاتي والموضوعي بين الشعراء العرب والكرد). واجرى المحاضر مقارنات بين اعمال لشعراء عرب وكرد، مستقصيا وجوه الشبه في الصياغات والمفردات والصور، وصولا الى نتيجة مفادها: ان هناك خلفية ثقافية متشابهة تسيطر على الاعمال الشعرية العربية والكردية.
يعتبر جعفر هذا الفن بانه فن معاصر، إذ يختلف عن فنون الحداثة وما بعدها، ويمكن للفنان ان يستخدم في التركيب الفنون الاخرى جميعا حسب الفكرة او الغاية التي يريدها من التركيب الذي يتكون من عدة عناصر فنية في آن واحد، كأن يستخدم صورا، أو فيديوهات، أو اصوات، أو اعمال تشكيلية او نحتية.
يقول جعفر انه يصعب عليه التحدث عن سمات اسلوبية خاصة به، لانه يفتقر الى عنصر المقارنة، إذ انه الفنان الوحيد الذي قدم اعمالا في هذا المجال في بغداد.
صحيح ان هناك فنانين اخرين قدموا تجارب من هذا الفن في المحافظات، وبعضهم قدمها خارج العراق، ولكن داخل بغداد لا يوجد منجز ملموس لفن التركيب عداه، رغم ان هناك شباب اخرين لا يزالوا يحاولون تثقيف انفسهم والاطلاع على هذا الفن عبر الانترنت، لكنهم لم يقدموا شيئا عمليا بعد.
ورغم ان الكثير من هذه المبادرات ارتجالية، وغالبا ما تفتقر الى الجانب النوعي المميز للفن الجيد، فانها تعكس مخاضا وبحثا ومحاولة في التجريب والتجديد.
شارع المتنبي ومقترباته، لاسيما المركز الثقافي البغدادي، ومبنى القشلة، ومقتربات النهر، كلها اصبحت مسرحا اسبوعيا لتجمع الشباب والجماعات التي تؤمن بالفن والثقافة والقيم الابداعية، والتي تنفر من القيود التي تفرضها عليها ثقافات قديمة، او بالية، لا تنظر الى الفن والثقافة إلاّ من زاوية ضيقة غالبا ما تكون من منظور ديني متزمت، ولكن يمكن ملاحظة ان غلواء اندفاع هذه النظرة المتزمتة آخذ بالانحسار بعد ان بدأ اصحابها يدركون بشكل متزايد مزاج الشارع العراقي، كما ان حركة مجتمعات عربية، لاسيما في مصر ضد الاتجاهات الدينية والسلفية لقيت صدى وان بدرجات متفاوتة في اقطار عربية واسلامية، وبدأ بالتنامي أحساس بان المستقبل يعد بالكثير مما يتنافي مع تصورات المتزمتين.
يقع الكتاب في 70 صفحة من القطع المتوسط ويتضمن نصوصا قصيرة في الغالب، منها:
في زرقة الليل الثلجي يرافقني الشارع مشيا
ثم مشيا..مشيا..مشيا
ويمضي في سبيله الشارع
في لقاء غير هذه الصدفة
في اتجاه غير هذا الدرب
ما وقوفك هنا؟
ما الانتظار؟
من انت؟
أما سمعت الصفير؟
لا صدى..
نفسي منخورة..
واقفل المحضر..
اخبار ثقافية:
** اقيم في اربيل مهرجان (الحرية ونوروز) ضمن فعاليات اربيل عاصمة للسياحة العربية لعام 2014. المهرجان الذي حضره مسؤولون عراقيون وممثلو بعثات دبلوماسية تضمن العديد من الفعاليات المتنوعة، مثل رقصات وعروض فنية لفرق كردية وعربية واجنبية، وحفلات غنائية، ومعارض فنية.** في البصرة اقيم في قصر الثقافة معرض للصور بعنوان "الحياة اليومية في المدن الالمانية"، وكان المعرض قد اقيم ايضا في اربيل وبغداد ويأتي تعزيزا للروابط الثقافية بين العراق والمانيا. وقد تم اختيار 20 صورة لمدن المانية مختلفة من بين 3000 صورة ليضمها المعرض الذي نظمه معهد غوتة ضمن مشروع "يوم في المانيا".
** وفي بابل ضيّف البيت الثقافي الناقد رشيد هارون لالقاء محاضرة عن (المشترك الذاتي والموضوعي بين الشعراء العرب والكرد). واجرى المحاضر مقارنات بين اعمال لشعراء عرب وكرد، مستقصيا وجوه الشبه في الصياغات والمفردات والصور، وصولا الى نتيجة مفادها: ان هناك خلفية ثقافية متشابهة تسيطر على الاعمال الشعرية العربية والكردية.
فن (التركيب) في التجارب الفنية العراقية المعاصرة
في هذا العدد من المجلة نستضيف فنانا يعمل في مجال يسمى (التركيب) او (التنصيب) (INSTALLATION)، انه فنان يحرص على ان يكون اسمه الفني من كلمة واحدة هي جعفر.يعتبر جعفر هذا الفن بانه فن معاصر، إذ يختلف عن فنون الحداثة وما بعدها، ويمكن للفنان ان يستخدم في التركيب الفنون الاخرى جميعا حسب الفكرة او الغاية التي يريدها من التركيب الذي يتكون من عدة عناصر فنية في آن واحد، كأن يستخدم صورا، أو فيديوهات، أو اصوات، أو اعمال تشكيلية او نحتية.
يقول جعفر انه يصعب عليه التحدث عن سمات اسلوبية خاصة به، لانه يفتقر الى عنصر المقارنة، إذ انه الفنان الوحيد الذي قدم اعمالا في هذا المجال في بغداد.
صحيح ان هناك فنانين اخرين قدموا تجارب من هذا الفن في المحافظات، وبعضهم قدمها خارج العراق، ولكن داخل بغداد لا يوجد منجز ملموس لفن التركيب عداه، رغم ان هناك شباب اخرين لا يزالوا يحاولون تثقيف انفسهم والاطلاع على هذا الفن عبر الانترنت، لكنهم لم يقدموا شيئا عمليا بعد.
بوادر حركة ثقافية نشطة بين شرائح من الشباب
من يتابع الحركة الفنية والثقافية في بغداد، التي تشهد ذروتها عادة خلال ايام الجمعة في المرفقات الثقافية المجاورة لشارع المتنبي، يستطيع ان يميز نوعا من روح المباردة بين ابناء الجيل الجديد، إذ يسعى بعضهم عبر مبادراته الثقافية الى التعبير عن نفسه بطريقة تعد بمستقبل تتنوع فيه الثقافة ومصادر الابداع.ورغم ان الكثير من هذه المبادرات ارتجالية، وغالبا ما تفتقر الى الجانب النوعي المميز للفن الجيد، فانها تعكس مخاضا وبحثا ومحاولة في التجريب والتجديد.
شارع المتنبي ومقترباته، لاسيما المركز الثقافي البغدادي، ومبنى القشلة، ومقتربات النهر، كلها اصبحت مسرحا اسبوعيا لتجمع الشباب والجماعات التي تؤمن بالفن والثقافة والقيم الابداعية، والتي تنفر من القيود التي تفرضها عليها ثقافات قديمة، او بالية، لا تنظر الى الفن والثقافة إلاّ من زاوية ضيقة غالبا ما تكون من منظور ديني متزمت، ولكن يمكن ملاحظة ان غلواء اندفاع هذه النظرة المتزمتة آخذ بالانحسار بعد ان بدأ اصحابها يدركون بشكل متزايد مزاج الشارع العراقي، كما ان حركة مجتمعات عربية، لاسيما في مصر ضد الاتجاهات الدينية والسلفية لقيت صدى وان بدرجات متفاوتة في اقطار عربية واسلامية، وبدأ بالتنامي أحساس بان المستقبل يعد بالكثير مما يتنافي مع تصورات المتزمتين.
سطر...الشارع
سطر...الشارع: اصدار شعري جديد لفلاح حسن الشابندر. جاء في غلافه الخلفي (السائرون على سطر الشارع...أ.د انعام الهاشمي: حرير وذهب/ فائز الحداد/ قاسم العزاوي/ هؤلاء هم رفقاء الحرب الاوفياء).يقع الكتاب في 70 صفحة من القطع المتوسط ويتضمن نصوصا قصيرة في الغالب، منها:
في زرقة الليل الثلجي يرافقني الشارع مشيا
ثم مشيا..مشيا..مشيا
ويمضي في سبيله الشارع
في لقاء غير هذه الصدفة
في اتجاه غير هذا الدرب
ما وقوفك هنا؟
ما الانتظار؟
من انت؟
أما سمعت الصفير؟
لا صدى..
نفسي منخورة..
واقفل المحضر..