يدخل النزاع السوري عامه الرابع هذا الأسبوع مخلّفاً عشرات آلاف القتلى وملايين اللاجئين إلى دول الجوار فضلاً عن ملايين النازحين داخل البلاد التي تعاني من أزمة إنسانية متفاقمة دون بارقةِ أملٍ في حل قريب.
وفي أحدث تقريرٍ دولي عن حجم هذه الكارثة وما تَـــسبّبت به من معاناةٍ إنسانية هائلة، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) UNICEF الثلاثاء إن عدد الأطفال الذين أثّــــــرت عليهم الحرب الأهلية في سوريا تضاعف أكثر من مرتين خلال العام المنصرم مع تقطّع السُبل بمئات آلاف السوريين من هذه الفئة الــــعُـــمرية في المناطق المحاصرة.
وقالت المنظمة إنه "بعد ثلاث سنوات من الصراع والاضطرابات فإن سوريا تُـــــــعـدّ الآن أحد أخطر المناطق في العالم بالنسبة للأطفال"، موضحةً أن
معدل الضحايا من الأطفال كان أعلى معدل سُجّل في أي صراع شهدتهُ المنطقة في الآونة الاخيرة. وأورَدَ التقرير إحصاءات للأمم المتحدة بأن ما لا يقل عن عشرة آلاف طفل قتلوا في الحرب السورية مع تقديراتٍ بأن العدد الحقيقي ربما يفوق ذلك.
يُـشـــــــار في هذا الصدد إلى ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الانسان أخيراً بأن أكثر من 136 ألفاً قتلوا منذ بدء الانتقاضة السلمية المطالبة بالحرية والديمقراطية في آذار 2011 قبل تحوّلها في الشهور اللاحقة إلى معارك دموية متواصلة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلّحة.
يونيسف تؤكد في تقريرها أن أخطار هذه الحرب "بالنسبة للأطفال تتعدى الموت والإصابة". وأفاد تقريرها بأنه "تم تجنيد أطفال صغار في سن 12 عاماً لدعم القتال بعضهم في معارك فعلية وآخرون للعمل كمرشدين أو حراس أو مهرّبي سلاح." وأضافَ أن مَـــــليونيْ طفل بحاجةٍ لشكلٍ ما من الدعم أو العلاج النفسي في حين أن الصراع أثــــّـــــر على 5.5 مليون طفل في المجمل بعضهم داخل سوريا وآخرون يعيشون في الخارج كلاجئين.
ويُشكّل هذا الرقم ضعفيْ عدد الأطفال الذين أثّـــر عليهم النزاع في آذار 2013 عندما قـــَــــــــدّرت يونيسف أن 2,3 مليون طفل سوري يعانون من تأثيرات الحرب.
ونقل التقرير عن أنتوني ليك Anthony Lake المدير التنفيذي لليونيسف قوله "هذا العام الثالث المدمّر بالنسبة للأطفال السوريين يجب أن يكون الأخير."
لكن أحد الخبراء الغربيين في الشؤون السورية أعرب عن اعتقاده بأن الحرب قد تستمر لعددٍ آخر من الأعوام.
وفي تقريرٍ بـــَـــثـّـــته وكالة فرانس برس للأنباء عن دخول الحرب السورية عامها الرابع، نُقل عن توماس بييريه Thomas Pierret الأستاذ في جامعة أدنبره القول إنه "من دون تدخل غربي، ستستمر الحرب سنوات إضافية. وهذا التدخل غير مرجّح طالما أن الرئيس باراك اوباما في البيت الأبيض". وأضاف أنه "يمكن للأمور أن تتغير بعد 2016" مع انتهاء ولاية الرئيس الأميركي، بحسب تعبيره.
أما فولكر بيرتيس Volker Perthes، مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، فقد اعتبـــــَر أنه "في حال توقّفت الحرب غداً، سوف تستلزم عودة الأمور الى طبيعتها أكثر من عقدٍ من الزمن".
من جهته، قال الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان في تعليقٍ لإذاعة العراق الحر عن دخول الصراع عامه الرابع إن المطالبات الشعبية بإصلاحاتٍ وتغييراتٍ والتي كانت تـــــــتّسم بالسلمية "تحوّلت تدريجياً إلى ساحة صراعات بين الدول الكبرى وتحوّلت الثورة تدريجياً نتيجة العنف والعنف المضاد إلى عملية اقتتال لا طائل منها أدت إلى خراب أقسام كبيرة من سوريا مع تفتت البلاد وظهور جماعات معارِضة مسلحة ...كل ذلك أدى إلى مآسٍ إنسانية لا طائل منها مع خراب لا يمكن وصفه من الناحية الاقتصادية فضلاً عن تفسّخ المجتمع السوري وظهور الطائفية وما إلى ذلك."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الخبير السوري في العلاقات الدولية عن موضوعات أخرى ذات صلة. وفي إجابته عن سؤال يتعلق بما تضمّنه تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، قال السمان "إن المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الطفل السوري ليس في مقتله ولا في جوعه فحسب ولكن أيضاً في غيابه عن المدارس لنيل التعليم مع ظهور جيل جديد على الساحة السورية ليست له معرفة وتملؤه الأحقاد والكراهية لما يحدث له ولأهله من مآسٍ وتــــــــــــشـرّد."
يُـــــــــــشار إلى استمرار برامج الإغاثة الإنسانية التي تــــنفذها وكالاتٌ دولية مختلفة لمساعدة اللاجئين والنازحين والمحتاجين والمتضررين من الحرب السورية التي تدخل عامها الرابع. وفي هذا الصدد، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة WFP في بيانٍ أصدره الاثنين إنه تـــــــــمكّن خلال الأسابيع القليلة الماضية من الوصول إلى مناطق عديدة في سوريا لم يكن من الممكن الوصول إليها طوال أشهر عدة. لكنه أضاف أنه "مع دخول الأزمة عامها الرابع، لا تزال التحديات كبيرة لإيصال الغذاء لمن هم بحاجة ماسّة إليه."
ولمزيدٍ من المعلومات، أجريت مقابلة مع الناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة التي أوضحت لإذاعة العراق الحر أن المساعدات الغذائية وصلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى منطقة الحولة في ريف حمص "للمرة الأولى منذ أيار 2013، حيث تم توزيع المواد الغذائية على عشرين ألف شخص. وللمرة الأولى منذ ستة أشهر، وصلت شاحنات تحمل حصصاً غذائية تكفي لعشرين ألف شخص إضافيين إلى محافظة الرقة."
كما سمح وقف إطلاق النار الذي يتم التفاوض عليه محلياً لقوافل برنامج الأغذية العالمي والوكالات الإنسانية الدولية الأخرى ببلوغ مناطق في ريفيْ دمشق ودرعا فضلاً عن قيام خمس شاحنات بتسليم مواد غذائية إلى 17500 شخص في مخيمات النازحين شمال إدلب "ومن بينها مخيمات لم يسبق الوصول إليها منذ بدء الصراع في عام 2011." لـــكـــنّ تدهور الأوضاع الأمنية أثّـــــر سلباً على مناطق أخرى مثل مناطق شمال شرق محافظة دير الزور "إذ رغم أن القافلة المشتركة بين الوكالات قامت بتسليم المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية الأخرى إلى 27 ألف شخص هناك الشهر الماضي، فإن التدهور الأمني المفاجئ على الطرق المؤدية إلى دير الزور قد منع إرسال المزيد من الغذاء في شهر آذار الجاري."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدثت الناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي عن موضوعات أخرى ذات صلة. كما أجابت عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بالجسر الجوي الذي أوصَل في الفترة الأخيرة مساعدات إنسانية انطلاقاً من مدينة أربيل في شمال العراق إلى مناطق داخل سوريا، والثاني حول المعلومات التي تـــضمّنها تقرير لمنظمة (العفو الدولية) Amnesty International أشار إلى أن حصار حي اليرموك بجنوب دمشق "تسبب في مقتل نحو 200 شخص معظمهم ماتوا من الجوع".
وفي عرضها لمقتطفات من التقرير الذي صدر الاثنين (10 آذار)، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن هذه المنظمة التي تعنى بحقوق الإنسان والتي تتخذ لندن مقراً قولها إن "الحكومة السورية ارتكبت جرائم حرب كثيرة في إطار حصارها اليرموك... مئات الآلاف من السكان المدنيين في اليرموك قتلوا أو أصيبوا أو هلكوا نتيجةً للتجويع المتعمد وتدمير وسائل دعمهم أو نتيجة الهجمات المباشرة على المدنيين والهجمات العشوائية"، بحسب تعبيرها.
وجاء في التقرير أنه لم يبقَ في اليرموك الذي كان معظم سكانه من اللاجئين الفلسطينيين سوى 20 ألفاً يعيشون تحت حصار بدأ أواخر عام 2012 ثم شُــــدّد في تموز من العام الماضي حين اشتبك مقاتلون من جبهة النصرة وجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مع قوات الجيش السوري.
وأحصَت منظمة العفو الدولية 194 شخصاً قالت إنهم مدنيون قتلوا في اليرموك منذ ذلك الحين. وذكرت أن ثلثيْ هذا العدد مات من الجوع.
وبموجب اتفاق أُبرم في منتصف كانون الثاني وزّعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) UNRWA الطعام على من بقوا من سكان اليرموك لكن ذلك توقف بسبب القتال وهي تقول إن المساعدات الغذائية التي وصلت اليرموك غير كافية.
ونقلت رويترز عن كريس غونيس الناطق باسم أونروا تصريحه الاثنين بأن الاشتباكات والقصف استمرا في اليرموك خلال مطلع الأسبوع وأن الوكالة لم تتمكن من ايصال المساعدات الإنسانية طوال الأيام التسعة الماضية.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع الخبير السوري في العلاقات الدولية د. نبيل السمان، والناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة.
وفي أحدث تقريرٍ دولي عن حجم هذه الكارثة وما تَـــسبّبت به من معاناةٍ إنسانية هائلة، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) UNICEF الثلاثاء إن عدد الأطفال الذين أثّــــــرت عليهم الحرب الأهلية في سوريا تضاعف أكثر من مرتين خلال العام المنصرم مع تقطّع السُبل بمئات آلاف السوريين من هذه الفئة الــــعُـــمرية في المناطق المحاصرة.
وقالت المنظمة إنه "بعد ثلاث سنوات من الصراع والاضطرابات فإن سوريا تُـــــــعـدّ الآن أحد أخطر المناطق في العالم بالنسبة للأطفال"، موضحةً أن
معدل الضحايا من الأطفال كان أعلى معدل سُجّل في أي صراع شهدتهُ المنطقة في الآونة الاخيرة. وأورَدَ التقرير إحصاءات للأمم المتحدة بأن ما لا يقل عن عشرة آلاف طفل قتلوا في الحرب السورية مع تقديراتٍ بأن العدد الحقيقي ربما يفوق ذلك.
يُـشـــــــار في هذا الصدد إلى ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الانسان أخيراً بأن أكثر من 136 ألفاً قتلوا منذ بدء الانتقاضة السلمية المطالبة بالحرية والديمقراطية في آذار 2011 قبل تحوّلها في الشهور اللاحقة إلى معارك دموية متواصلة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلّحة.
يونيسف تؤكد في تقريرها أن أخطار هذه الحرب "بالنسبة للأطفال تتعدى الموت والإصابة". وأفاد تقريرها بأنه "تم تجنيد أطفال صغار في سن 12 عاماً لدعم القتال بعضهم في معارك فعلية وآخرون للعمل كمرشدين أو حراس أو مهرّبي سلاح." وأضافَ أن مَـــــليونيْ طفل بحاجةٍ لشكلٍ ما من الدعم أو العلاج النفسي في حين أن الصراع أثــــّـــــر على 5.5 مليون طفل في المجمل بعضهم داخل سوريا وآخرون يعيشون في الخارج كلاجئين.
ويُشكّل هذا الرقم ضعفيْ عدد الأطفال الذين أثّـــر عليهم النزاع في آذار 2013 عندما قـــَــــــــدّرت يونيسف أن 2,3 مليون طفل سوري يعانون من تأثيرات الحرب.
ونقل التقرير عن أنتوني ليك Anthony Lake المدير التنفيذي لليونيسف قوله "هذا العام الثالث المدمّر بالنسبة للأطفال السوريين يجب أن يكون الأخير."
لكن أحد الخبراء الغربيين في الشؤون السورية أعرب عن اعتقاده بأن الحرب قد تستمر لعددٍ آخر من الأعوام.
وفي تقريرٍ بـــَـــثـّـــته وكالة فرانس برس للأنباء عن دخول الحرب السورية عامها الرابع، نُقل عن توماس بييريه Thomas Pierret الأستاذ في جامعة أدنبره القول إنه "من دون تدخل غربي، ستستمر الحرب سنوات إضافية. وهذا التدخل غير مرجّح طالما أن الرئيس باراك اوباما في البيت الأبيض". وأضاف أنه "يمكن للأمور أن تتغير بعد 2016" مع انتهاء ولاية الرئيس الأميركي، بحسب تعبيره.
أما فولكر بيرتيس Volker Perthes، مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، فقد اعتبـــــَر أنه "في حال توقّفت الحرب غداً، سوف تستلزم عودة الأمور الى طبيعتها أكثر من عقدٍ من الزمن".
من جهته، قال الخبير السوري وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور نبيل السمان في تعليقٍ لإذاعة العراق الحر عن دخول الصراع عامه الرابع إن المطالبات الشعبية بإصلاحاتٍ وتغييراتٍ والتي كانت تـــــــتّسم بالسلمية "تحوّلت تدريجياً إلى ساحة صراعات بين الدول الكبرى وتحوّلت الثورة تدريجياً نتيجة العنف والعنف المضاد إلى عملية اقتتال لا طائل منها أدت إلى خراب أقسام كبيرة من سوريا مع تفتت البلاد وظهور جماعات معارِضة مسلحة ...كل ذلك أدى إلى مآسٍ إنسانية لا طائل منها مع خراب لا يمكن وصفه من الناحية الاقتصادية فضلاً عن تفسّخ المجتمع السوري وظهور الطائفية وما إلى ذلك."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدث الخبير السوري في العلاقات الدولية عن موضوعات أخرى ذات صلة. وفي إجابته عن سؤال يتعلق بما تضمّنه تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، قال السمان "إن المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الطفل السوري ليس في مقتله ولا في جوعه فحسب ولكن أيضاً في غيابه عن المدارس لنيل التعليم مع ظهور جيل جديد على الساحة السورية ليست له معرفة وتملؤه الأحقاد والكراهية لما يحدث له ولأهله من مآسٍ وتــــــــــــشـرّد."
يُـــــــــــشار إلى استمرار برامج الإغاثة الإنسانية التي تــــنفذها وكالاتٌ دولية مختلفة لمساعدة اللاجئين والنازحين والمحتاجين والمتضررين من الحرب السورية التي تدخل عامها الرابع. وفي هذا الصدد، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة WFP في بيانٍ أصدره الاثنين إنه تـــــــــمكّن خلال الأسابيع القليلة الماضية من الوصول إلى مناطق عديدة في سوريا لم يكن من الممكن الوصول إليها طوال أشهر عدة. لكنه أضاف أنه "مع دخول الأزمة عامها الرابع، لا تزال التحديات كبيرة لإيصال الغذاء لمن هم بحاجة ماسّة إليه."
ولمزيدٍ من المعلومات، أجريت مقابلة مع الناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة التي أوضحت لإذاعة العراق الحر أن المساعدات الغذائية وصلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى منطقة الحولة في ريف حمص "للمرة الأولى منذ أيار 2013، حيث تم توزيع المواد الغذائية على عشرين ألف شخص. وللمرة الأولى منذ ستة أشهر، وصلت شاحنات تحمل حصصاً غذائية تكفي لعشرين ألف شخص إضافيين إلى محافظة الرقة."
كما سمح وقف إطلاق النار الذي يتم التفاوض عليه محلياً لقوافل برنامج الأغذية العالمي والوكالات الإنسانية الدولية الأخرى ببلوغ مناطق في ريفيْ دمشق ودرعا فضلاً عن قيام خمس شاحنات بتسليم مواد غذائية إلى 17500 شخص في مخيمات النازحين شمال إدلب "ومن بينها مخيمات لم يسبق الوصول إليها منذ بدء الصراع في عام 2011." لـــكـــنّ تدهور الأوضاع الأمنية أثّـــــر سلباً على مناطق أخرى مثل مناطق شمال شرق محافظة دير الزور "إذ رغم أن القافلة المشتركة بين الوكالات قامت بتسليم المواد الغذائية والإمدادات الإنسانية الأخرى إلى 27 ألف شخص هناك الشهر الماضي، فإن التدهور الأمني المفاجئ على الطرق المؤدية إلى دير الزور قد منع إرسال المزيد من الغذاء في شهر آذار الجاري."
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ويمكن الاستماع إليها في الملف الصوتي، تحدثت الناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي عن موضوعات أخرى ذات صلة. كما أجابت عن سؤاليْن آخرين يتعلق أحدهما بالجسر الجوي الذي أوصَل في الفترة الأخيرة مساعدات إنسانية انطلاقاً من مدينة أربيل في شمال العراق إلى مناطق داخل سوريا، والثاني حول المعلومات التي تـــضمّنها تقرير لمنظمة (العفو الدولية) Amnesty International أشار إلى أن حصار حي اليرموك بجنوب دمشق "تسبب في مقتل نحو 200 شخص معظمهم ماتوا من الجوع".
وفي عرضها لمقتطفات من التقرير الذي صدر الاثنين (10 آذار)، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن هذه المنظمة التي تعنى بحقوق الإنسان والتي تتخذ لندن مقراً قولها إن "الحكومة السورية ارتكبت جرائم حرب كثيرة في إطار حصارها اليرموك... مئات الآلاف من السكان المدنيين في اليرموك قتلوا أو أصيبوا أو هلكوا نتيجةً للتجويع المتعمد وتدمير وسائل دعمهم أو نتيجة الهجمات المباشرة على المدنيين والهجمات العشوائية"، بحسب تعبيرها.
وجاء في التقرير أنه لم يبقَ في اليرموك الذي كان معظم سكانه من اللاجئين الفلسطينيين سوى 20 ألفاً يعيشون تحت حصار بدأ أواخر عام 2012 ثم شُــــدّد في تموز من العام الماضي حين اشتبك مقاتلون من جبهة النصرة وجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مع قوات الجيش السوري.
وأحصَت منظمة العفو الدولية 194 شخصاً قالت إنهم مدنيون قتلوا في اليرموك منذ ذلك الحين. وذكرت أن ثلثيْ هذا العدد مات من الجوع.
وبموجب اتفاق أُبرم في منتصف كانون الثاني وزّعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) UNRWA الطعام على من بقوا من سكان اليرموك لكن ذلك توقف بسبب القتال وهي تقول إن المساعدات الغذائية التي وصلت اليرموك غير كافية.
ونقلت رويترز عن كريس غونيس الناطق باسم أونروا تصريحه الاثنين بأن الاشتباكات والقصف استمرا في اليرموك خلال مطلع الأسبوع وأن الوكالة لم تتمكن من ايصال المساعدات الإنسانية طوال الأيام التسعة الماضية.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع الخبير السوري في العلاقات الدولية د. نبيل السمان، والناطق الإعلامي باسم برنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط عبير عطيفة.