برغم التوتر الذي يطبع المشهد الداخلي العراقي بسبب الصراع بين القوى السياسية، والتلكؤ في عمل مجلس النواب والتداعيات الأمنية، والمواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والمجاميع المسلحة وتنظيم "داعش"، يلاحظ المراقبون حراكاً دبلوماسيا وزياراتٍ متتالية لشخصيات دولية رفيعة الى بغداد تشي باستعادة العراق لموقعه على الصعيد الدولي، وتعزيز علاقاته الثنائية مع مختلف الدول.
روسيا والصين، دعم لمواجهة الإرهاب
استقبلت بغداد يوم الاحد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بعد يومين من توديعها قرينه الروسي سيرجي لافروف.
رئيس الوزراء نوري المالكي دعا الصين الى تعاون أمنى في مجال مكافحة الارهاب والى مشاركة قوية في مؤتمر مكافحة الارهاب الذي سيعقد الشهر المقبل في بغداد. وذكر بيان عن مكتب المالكي الاحد عقب استقباله الضيف الصيني ان هناك "قاعدة مشتركة لعلاقات قوية مع الصين، وأن مواقفها السياسية ودعمها للعراق وتجارب الشركات الصينية وخبرتهم بالسوق العراقية تستدعي حضورا أكثر فاعلية ومشاركة أوسع في إعمار العراق".
من جانبه كشف وزير الخارجية هوشيار زيباري ان الصين هي الشريك الاقتصادي الأكبر للعراق في الوقت الحالي، مشيراً ان عام 2013 فقط شهد تبادلاً تجارياً بين البلدين وصلت قيمته الى 24 مليار دولار. في مختلف المجالات.
وقال زيباري في مؤتمر صحفي مشترك جمعه بنظيره الصيني وانغ يي الأحد في بغداد، إن المباحثات التي جرت بين الطرفين خلت من اي نقاط خلافية، مشددا على تطابق وجهات النظر في بعض المسائل الاقليمية، ومنها الشأن السوري والقضية الفلسطينية فضلا عن الملف النووي الإيراني.
من جهته بين زير الخارجية الصيني وانغ يي ان حكومة بلاده تدعم وحدة العراق كما تدعم حربه ضد الإرهاب مؤكدا في ذات المؤتمر الصحفي ان "الارهاب يمثل اكبر تهديد وتحدٍ للعراق وبالتالي فانه جلب كارثة كبيرة له"، مشدداً على انه لا يمكن الحديث عن العيش الكريم بدون القضاء على الارهاب.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد حرص بلاده على دعم العراق في حربه ضد الإرهاب، في مؤتمر صحفي جمعه مع الوزير زيباري الخميس الماضي في بغداد.
عباوي: نجاح دبلوماسي برغم الازمات الداخلية
الى ذلك يرى مستشار وزارة الخارجية لبيد عباوي ان العراق برغم الصعوبات الأمنية والسياسية الداخلية حقق نجاحات دبلوماسية مع مختلف الدول بما يؤكد ان العراق شريك سياسي واقتصادي مهم بالنسبة للمجتمع الدولي.
وتقييماً لزيارتي رئيسي الدبلوماسية الروسية والصينية الأخيرتين الى العراق، يرى لبيد عباوي خلال حديثه لإذاعة العراق الحر انهما عززتا دور العراق كدولة ذات مصداقية ومهمة في المنطقة. برغم الظروف السياسية الداخلية والمواجهة مع القوى الإرهابية. مشيرا الى ان زيارتين لوزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا، خلال الأسبوعين الأخيرين تندرجان في نفس السياق.
من جانبه لاحظ عضوٌ في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ان العراق نجح في العودة الى الساحة الدولية من خلال تجاوز سياسية التوتر في العلاقات الثنائية، وانتهاج الحوار والمحادثات المباشرة مع الدول الأخرى، بحسب النائب اركان ارشد، في حديث لإذاعة العراق الحر.
الى ذلك يرى المحلل السياسي احمد الشريفي ان خروج العراق من طائلة الفصل السابع وفرت للدبلوماسية العراقية فرصَ نجاح وفتحت امامه الطريق لتحسين وتمتين علاقاته الدولية، على الصعد المختلفة.
وفضلا عن الدور الإقليمي السياسي، وانعكاسات الملف السوري على الأوضاع الامنية في العراق، يؤكد الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطون، خلال حديثه لإذاعة العراق الحر، ان العراق كمنتج كبير للطاقة يضعه في موقع اجتذاب الاستثمارات الدولية، كاقتصاد واعد مؤثر في اقتصاديات العالم، في حال استقرار الاوضاع فيه.
وفي قراءة لأبعاد زيارتي وزيري خارجية روسيا والصين، الى بغداد وعلاقتها بالملف السوري عقب فشل جولة جنيف-2 في تحقيق نتائج ملموسة، بينت الخبيرة في الشؤون الروسية العربية الينا سوبنينا في مقابلة مع إذاعة العراق الحر أن اسباباً عدة تدفع الدول الكبرى للتعاطي مع العراق كبلدٍ واعد بالمشاريع الاستثمارية، ملاحظةً أن الصينيين حققوا نجاحا لافتا مقارنة بالروس على هذا الصعيد.
ولفتت سوبنينا الى ان مواقف العراق المعترضة على الحل العسكري للازمة السورية، وتقاربها مع موقف روسيا والصين، ساهمت في دفع الولايات المتحدة الى التراجع عن التلويح بالحل العسكري.
وتوقعت المحللة الروسية أن الصين قد تتوصل الى اتفاق تسليحي مع العراق، مستدركة ان عقد التسليح العراقي مع روسيا لم يكن بالقدر الذي تناولته الصحافة عند تداولها لمبلغ المليارات الأربع، فهو اقل من ذلك بكثير بحسب توقعها.
وكيري على الخط ايضاً!
تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الصيني الى بغداد ولقائه كبار المسؤولين العراقيين، أجري وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالا هاتفيا الاحد مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، بحث خلاله عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك حول تعزيز الامن والسلام في البلاد والتحضيرات الجارية للعملية الانتخابية والازمة السورية، بحسب بيان للخارجية الأمريكية أشار الى تأكيد الوزير كيري دعم الادارة الامريكية لجهود الحكومة العراقية في مكافحة ومواجهة الارهاب.
كما استعرض زيباري تداعيات الازمة السورية على الاوضاع الامنية والانسانية في العراق، واتفق الجانبان على "استمرار التواصل لتبادل الآراء حول تطورات الاوضاع في المنطقة" بحسب البيان.
بهذا الشأن لم يستغرب المحلل السياسي جواد بشارة، توقيت الحراك الدبلوماسي لوزراء خارجية الدول العظمى الثلاثة في بغداد، اذ يراه في باب دعم جهود الحكومة العراقية لمواجهة تنظيم داعش، الذي يمثل امتدادا للازمة السورية الى جيرانها،ولاحظ بشارة خلال اتصال مع إذاعة العراق الحر من باريس، أنه برغم اختلاف رؤى الدول الثلاث حول الملف السوري، الا ان العراق جمعهم على اتفاق للوقوف ضد تنظيم "داعش" او هيمنة القوى المتطرفة على الاوضاع في سوريا، على الأقل.
شارك في إعداد الملف الصوتي لهذا التقرير مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد أحمد الزبيدي.
روسيا والصين، دعم لمواجهة الإرهاب
استقبلت بغداد يوم الاحد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، بعد يومين من توديعها قرينه الروسي سيرجي لافروف.
رئيس الوزراء نوري المالكي دعا الصين الى تعاون أمنى في مجال مكافحة الارهاب والى مشاركة قوية في مؤتمر مكافحة الارهاب الذي سيعقد الشهر المقبل في بغداد. وذكر بيان عن مكتب المالكي الاحد عقب استقباله الضيف الصيني ان هناك "قاعدة مشتركة لعلاقات قوية مع الصين، وأن مواقفها السياسية ودعمها للعراق وتجارب الشركات الصينية وخبرتهم بالسوق العراقية تستدعي حضورا أكثر فاعلية ومشاركة أوسع في إعمار العراق".
من جانبه كشف وزير الخارجية هوشيار زيباري ان الصين هي الشريك الاقتصادي الأكبر للعراق في الوقت الحالي، مشيراً ان عام 2013 فقط شهد تبادلاً تجارياً بين البلدين وصلت قيمته الى 24 مليار دولار. في مختلف المجالات.
وقال زيباري في مؤتمر صحفي مشترك جمعه بنظيره الصيني وانغ يي الأحد في بغداد، إن المباحثات التي جرت بين الطرفين خلت من اي نقاط خلافية، مشددا على تطابق وجهات النظر في بعض المسائل الاقليمية، ومنها الشأن السوري والقضية الفلسطينية فضلا عن الملف النووي الإيراني.
من جهته بين زير الخارجية الصيني وانغ يي ان حكومة بلاده تدعم وحدة العراق كما تدعم حربه ضد الإرهاب مؤكدا في ذات المؤتمر الصحفي ان "الارهاب يمثل اكبر تهديد وتحدٍ للعراق وبالتالي فانه جلب كارثة كبيرة له"، مشدداً على انه لا يمكن الحديث عن العيش الكريم بدون القضاء على الارهاب.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد حرص بلاده على دعم العراق في حربه ضد الإرهاب، في مؤتمر صحفي جمعه مع الوزير زيباري الخميس الماضي في بغداد.
عباوي: نجاح دبلوماسي برغم الازمات الداخلية
الى ذلك يرى مستشار وزارة الخارجية لبيد عباوي ان العراق برغم الصعوبات الأمنية والسياسية الداخلية حقق نجاحات دبلوماسية مع مختلف الدول بما يؤكد ان العراق شريك سياسي واقتصادي مهم بالنسبة للمجتمع الدولي.
وتقييماً لزيارتي رئيسي الدبلوماسية الروسية والصينية الأخيرتين الى العراق، يرى لبيد عباوي خلال حديثه لإذاعة العراق الحر انهما عززتا دور العراق كدولة ذات مصداقية ومهمة في المنطقة. برغم الظروف السياسية الداخلية والمواجهة مع القوى الإرهابية. مشيرا الى ان زيارتين لوزيري خارجية أذربيجان وأرمينيا، خلال الأسبوعين الأخيرين تندرجان في نفس السياق.
من جانبه لاحظ عضوٌ في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب ان العراق نجح في العودة الى الساحة الدولية من خلال تجاوز سياسية التوتر في العلاقات الثنائية، وانتهاج الحوار والمحادثات المباشرة مع الدول الأخرى، بحسب النائب اركان ارشد، في حديث لإذاعة العراق الحر.
الى ذلك يرى المحلل السياسي احمد الشريفي ان خروج العراق من طائلة الفصل السابع وفرت للدبلوماسية العراقية فرصَ نجاح وفتحت امامه الطريق لتحسين وتمتين علاقاته الدولية، على الصعد المختلفة.
وفضلا عن الدور الإقليمي السياسي، وانعكاسات الملف السوري على الأوضاع الامنية في العراق، يؤكد الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطون، خلال حديثه لإذاعة العراق الحر، ان العراق كمنتج كبير للطاقة يضعه في موقع اجتذاب الاستثمارات الدولية، كاقتصاد واعد مؤثر في اقتصاديات العالم، في حال استقرار الاوضاع فيه.
وفي قراءة لأبعاد زيارتي وزيري خارجية روسيا والصين، الى بغداد وعلاقتها بالملف السوري عقب فشل جولة جنيف-2 في تحقيق نتائج ملموسة، بينت الخبيرة في الشؤون الروسية العربية الينا سوبنينا في مقابلة مع إذاعة العراق الحر أن اسباباً عدة تدفع الدول الكبرى للتعاطي مع العراق كبلدٍ واعد بالمشاريع الاستثمارية، ملاحظةً أن الصينيين حققوا نجاحا لافتا مقارنة بالروس على هذا الصعيد.
ولفتت سوبنينا الى ان مواقف العراق المعترضة على الحل العسكري للازمة السورية، وتقاربها مع موقف روسيا والصين، ساهمت في دفع الولايات المتحدة الى التراجع عن التلويح بالحل العسكري.
وتوقعت المحللة الروسية أن الصين قد تتوصل الى اتفاق تسليحي مع العراق، مستدركة ان عقد التسليح العراقي مع روسيا لم يكن بالقدر الذي تناولته الصحافة عند تداولها لمبلغ المليارات الأربع، فهو اقل من ذلك بكثير بحسب توقعها.
وكيري على الخط ايضاً!
تزامناً مع زيارة وزير الخارجية الصيني الى بغداد ولقائه كبار المسؤولين العراقيين، أجري وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصالا هاتفيا الاحد مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، بحث خلاله عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك حول تعزيز الامن والسلام في البلاد والتحضيرات الجارية للعملية الانتخابية والازمة السورية، بحسب بيان للخارجية الأمريكية أشار الى تأكيد الوزير كيري دعم الادارة الامريكية لجهود الحكومة العراقية في مكافحة ومواجهة الارهاب.
كما استعرض زيباري تداعيات الازمة السورية على الاوضاع الامنية والانسانية في العراق، واتفق الجانبان على "استمرار التواصل لتبادل الآراء حول تطورات الاوضاع في المنطقة" بحسب البيان.
بهذا الشأن لم يستغرب المحلل السياسي جواد بشارة، توقيت الحراك الدبلوماسي لوزراء خارجية الدول العظمى الثلاثة في بغداد، اذ يراه في باب دعم جهود الحكومة العراقية لمواجهة تنظيم داعش، الذي يمثل امتدادا للازمة السورية الى جيرانها،ولاحظ بشارة خلال اتصال مع إذاعة العراق الحر من باريس، أنه برغم اختلاف رؤى الدول الثلاث حول الملف السوري، الا ان العراق جمعهم على اتفاق للوقوف ضد تنظيم "داعش" او هيمنة القوى المتطرفة على الاوضاع في سوريا، على الأقل.
شارك في إعداد الملف الصوتي لهذا التقرير مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد أحمد الزبيدي.