"وخير جليس في الزمان كتاب" ربما لم يعد هذا الكلام قائما في زمن عزف فيه الشباب عن اقتناء الكتاب وقراءته، فيما كان شباب الأمس يتبارون في قراءة الكتب، واذا ما وجد شاب يقرأ كتاباً فذاك يعتبر استثناءاً، وهو ما جعلنا نبحر بقصة الشاب البصري حسن علي محمد من مواليد 1990 وهو طالب في كلية العلوم بالمرحلة الاخيرة من قسم علم الارض.
هذا الشاب يبحث عن الكتاب أينما وجد، ويقرأه بنهم، ويجد سعادته في قراءة الكتاب.. عن بداياته مع الكتاب يقول حسن: "اول كتاب قرأته للكاتب الكولمبي غابريل غارسيا ماركيز وهو رواية مائة عام من العزلة ثم قرأت له بعض رواياته ومنها الحب في زمن الكوليرا، وفي الشعر بدأت مع الشاعرين محمود درويش ونزار قباني، وان القراءة لكاتب معين تجرك لقراءة كتب أخرى، وصرت ابحث عن الكتاب بغية أن اسبق غيري في القراءة".
ويرى الشاب حسن أن الكتاب يفتح للمرء ابواباً وآفاقاً واسعة وهو الذي يجعلنا نفكر جيداً والكتاب لا يعلم القارئ فلسفة الحياة انما يقتصر دوره في أن يدلك على الطريق ولم يبق لك الا ان تضع فلسفتك وفقاً لقراءاتك وتجاربك.
وقد وجد حسن سعادته في الكتاب، وهو يقول ان اهمية الكتاب لا يختلف عليها اثنان، ففي جوهر الكتب هناك سعادات يمكن ان يستخلصها القارئ، ويبقى أخيراً ان الكتاب هو حياة ثانية.
ويقول حسن أنه كلما قرأ كتاباً يشعر انه ما زال جاهلا بالرغم من قراءته النوعية للكتب، وهو يقتطع ساعة واحدة من وقت دراسته لقراءة الكتب سواء كانت شعراً او روايات ويرى أن قراءة الكتاب المطبوع أكثر متعة من القراءة عبر الانترنت.
ويرى ان زمن القارئ انتهى ويشعر بأنه امتداد لذاك الزمن الجميل، زمن الكتاب، وهو يشير الى ان الجهل وقلة الوعي والتفكير وضعف القرار ابعد الشباب عن قراءة الكتاب فيما اتجهوا الى الانترنت لمتابعة الفيسبوك وغيرها من صفحات التواصل الاجتماعي فضلا عن الاستماع الى القنوات التلفزيونية الهابطة بحجة المتعة.
وبالرغم من دعوات اصدقائه لممارسة الكتابة الادبية الا أنه يرى ان الطريق طويل وأنه يرغب في ان يكون قارئاً جيداً افضل من ان يكون كاتباً فاشلاً.