على مبعدة نحو سبعين يوما عن موعد الانتخابات التشريعية، يغلبُ على كثير من العراقيين التشاؤمُ المبكر مما ستتمخض عنه النتائج، مفترضين بان الأوضاع َ لن تتغير وأن الكثير من الوجوه أو مثيلاتها ستتكرر في البرلمان الجديد.
وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي، واغلب الصحف والمجلات، وبعض الفضائيات العراقية اشكالاً من الاتهامات والتجريح والإساءة لشخصية "النائب" ومهمته، ويخشى معنيون من أن إشاعة هذه الصورة النمطية، والانتقاص المبكر من المتنافسين في الانتخابات، تترك آثارها سلبا على الواقع السياسي في العراق وفرصة الدمقراطية المتاحة.
يرى النائب عن دولة القانون علي الشلاه أن هذه النظرة رسختها مخاوف وكراهية للسياسيين تعود الى عهود سبقت، لافتاً الى ان الناخب العراقي هو من يأتي بهؤلاء النواب بحسب النظام الانتخابي والسياسي الحالي، ولذا فعليه ان يدرك مسؤوليته
ويلاحظ الشلاه في حديثه لإذاعة العراق الحر ان البعض من الإعلاميين ابتعد عن دوره كناقل للحقيقة، في وقت يتسابق صحفيون ومؤسسات إعلامية في الانتقاد وكيل الاتهامات والسخرية من السياسيين والمسؤولين بدون موضوعية، مما يبعد الإعلام عن مهمته الحقيقية.
لكن أستاذ الصحافة كاظم المقدادي، يبرئ ساحة الإعلام في تورطه بالإساءة لصورة النائب والسياسي، مفترضاً في حديثه لإذاعة العراق الحر بان الإعلام انما ينقل موقف السياسيين وآراءهم، لكن البعض منهم كثيرا ما يقع في مطبات ليست في صالحه، عند ظهوره المتكرر على وسائل الإعلام
وبالرغم من ان مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها الفيسبوك تحفل بإشاراتِ الانتقاد والسخرية من الانتخابات، ونتائجها، حيث يعتقد ناشروها ان البرلمان المقبل لن يكون أفضل حالا مما هو عليه اليوم، فان أصواتاً أخرى – وإن كانت أقل-تدعو الى المشاركة في الانتخابات البرلمانية بقوة لتغيير الواقع السياسي والإداري والامني، من خلال انتخاب شخصيات وتيارات جادة، في حين يعترف البعض بان ما ينتقد المواطن العراقي هو جني يده ونتيجة تصويته كما كتب انمار ضياء في الفيسبوك:"ليش هذه الاتهامات المستمرة للنواب، هل جاءوا من المريخ؟ انتو انتخبتوهم؟ يعني هذا الموجود، دعونا نعترف بان القوى الجيدة والتكنوقراط مختبئة وجبانة!"
وكتب عماد عاشور في صفحته: "نحن أمام خيار فأما أن نبقى على مانحن فيه ببقاء ذات الوجوه، وقد عرفنا انهم فشلوا في أيصال العراق الى بر الأمان...ـأو نجد التغيير والخلاص باختيار شخصيات مدنية كفوءة.. "
بينما علق صالح سعيد: "الاستعانة بذوي الرأي والحكمة والفقهاء ورجال الدين وشيوخ العشائر يساعد في توجيه الناخب العراقي البسيط لاختيار النائب الجديد"
وتعليقاً على الانتخابات وشؤون حياتية أخرى، استعار الكاتب احمد سعداوي على صفحته بموقع الفيسبوك تعبيراً يرد في الافلام الغربية:
" Fool me once, shame on you; fool me twice, shame on me"
وترجمته: "عارٌ عليكَ إن خدعتني مرة، وعارٌ عليّ إن خدعتني مرتين"
تذكروا ان البرلمان صنيعة الناخبين
بين هذا وذاك يلفت الباحث الاجتماعي محمد عبد الحسن الى ان مهمة التغيير والبناء ليست حصراً على فئة واحدة، منوهاً في حديثه لإذاعة العراق الحر الى ان المسؤولية تضامنية عندما يتعلق الامر ببناء المجتمع وتطوير حياته.
ويعتقد استاذ العلوم السياسية عزيز جبر أن خلال أكثر من نصف قرن لم تبرز في العراق أسماء وشخصيات بمواصفات سياسية مهمة وفاعلة كما شهد النصف الأول من القرن العشرين، وفي مقارنة بين مرحلتين في تاريخ العراق المعاصر يعترف جبر بأنه لا يعرف الا عددا قليلا من أسماء وزراء الحكومة الحالية على سبيل المثال.
ويشير عزيز خلال حديثه لإذاعة العراق الحر الى الى ان من اسباب شيوع الصورة النمطية المنتقِدة للمسؤولين والسياسيين في الوسط الشعبي، كون اغلب المتصدرين ليسوا بالكفاءة المطلوبة، وإذا ما كان هناك البعض وذوي الكفاءة و الخبرة، فانهم يضيعون في معادلة المحاصصات السياسية والطائفية التي أطاحت بجوهر الاداء للمؤسسة العراقية
ينبه ناشطون الى ان من المهم ان يدرك المواطنُ طبيعة المهام المنتظرة من عضو مجلس النواب، حيث يظن يعض المصوتين انهم سيختارون رئيس الوزراء، ويذهب البعض الى انه اذا لم يشارك في الانتخابات فسيطعن بشرعيتها، بينما يُقَيِّم كثيرون عمل مجلس النواب على أساس ما تحقق على ارض الواقع من خدمات في منطقته، وكم كسب من اختياره لمرشحه في مجلس النواب. متناسين ان دور البرلمان باختصار هو التشريع والرقابة،
اغراءات المنافع المادية، والعمل البرلماني
وتحضر عند الحديث عن الانتخابات منافعُ البرلمانيين والأرقام الضخمة لمستحقاتهم المالية وامتيازاتهم، حتى تصدرت الانتقادات والاتهامات التي تطالهم من الجمهور.
وترى عضوة مجلس النواب وحدة الجميلي أن المنافع التي يحصل عليها اعضاء مجلس النواب لا يستحقها البعض ممن لا يُسهم بجدية في انضاج القوانين وتشخيص الاخطاء واقتراح الحلول والمعالجات.
وكشفت الجميلي عن أن هيمنة قادة الكتل على أعضاء كتلهم البرلمانية تسببت في تعطيل أداء الكثير من النواب، وأفقدتهم الفاعلية تحت قبة البرلمان.
وبحسب الجميلي فان الراتب الشهري للنائب يبلغ عشرة ملايين دينار، تخضع لبعض الاستقطاعات، كاشفة عن أن هناك تخصيصات تصرف لتعيين افراد الحماية لكل نائب (30 عنصرا بمعدل 720 الف دينار شهرياً)، وللنائب كما توضح الجميلي، القرار بتعيين 30 شخصاً، أو بضعة أشخاص، أو شخصاً واحداً بحسب احتياجه.
وعن حجم المخاوف التي تواجه المرشحين لأول مرة للانتخابات، من ان تناله الاتهامات باعتبارهم منتفعين وطامعين بالمنافع المالية، وأن البرلمان الجديد لن ينجزما يتوقع منه المواطنون، أوضح المرشح قاسم العبودي في تصريح لإذاعة العراق الحر، ان شخصيات جادة وكفوءة تتقدم للتنافس في الانتخابات برغم ما يواجهوا من متاعب، منتقداً الحملات التي تُسيء الى المشاركين في الانتخابات والعملية الديمقراطية، والجهات التي تعمل على ترسيخ الصورة السيئة النمطية للنائب، ملقياً بجزء من المسؤولية تدني أداء مجلس النواب الحالي.
ساهمت في الملف مراسلة اذاعة العراق الحر في بغداد ليلى احمد
وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي، واغلب الصحف والمجلات، وبعض الفضائيات العراقية اشكالاً من الاتهامات والتجريح والإساءة لشخصية "النائب" ومهمته، ويخشى معنيون من أن إشاعة هذه الصورة النمطية، والانتقاص المبكر من المتنافسين في الانتخابات، تترك آثارها سلبا على الواقع السياسي في العراق وفرصة الدمقراطية المتاحة.
يرى النائب عن دولة القانون علي الشلاه أن هذه النظرة رسختها مخاوف وكراهية للسياسيين تعود الى عهود سبقت، لافتاً الى ان الناخب العراقي هو من يأتي بهؤلاء النواب بحسب النظام الانتخابي والسياسي الحالي، ولذا فعليه ان يدرك مسؤوليته
ويلاحظ الشلاه في حديثه لإذاعة العراق الحر ان البعض من الإعلاميين ابتعد عن دوره كناقل للحقيقة، في وقت يتسابق صحفيون ومؤسسات إعلامية في الانتقاد وكيل الاتهامات والسخرية من السياسيين والمسؤولين بدون موضوعية، مما يبعد الإعلام عن مهمته الحقيقية.
لكن أستاذ الصحافة كاظم المقدادي، يبرئ ساحة الإعلام في تورطه بالإساءة لصورة النائب والسياسي، مفترضاً في حديثه لإذاعة العراق الحر بان الإعلام انما ينقل موقف السياسيين وآراءهم، لكن البعض منهم كثيرا ما يقع في مطبات ليست في صالحه، عند ظهوره المتكرر على وسائل الإعلام
وبالرغم من ان مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها الفيسبوك تحفل بإشاراتِ الانتقاد والسخرية من الانتخابات، ونتائجها، حيث يعتقد ناشروها ان البرلمان المقبل لن يكون أفضل حالا مما هو عليه اليوم، فان أصواتاً أخرى – وإن كانت أقل-تدعو الى المشاركة في الانتخابات البرلمانية بقوة لتغيير الواقع السياسي والإداري والامني، من خلال انتخاب شخصيات وتيارات جادة، في حين يعترف البعض بان ما ينتقد المواطن العراقي هو جني يده ونتيجة تصويته كما كتب انمار ضياء في الفيسبوك:"ليش هذه الاتهامات المستمرة للنواب، هل جاءوا من المريخ؟ انتو انتخبتوهم؟ يعني هذا الموجود، دعونا نعترف بان القوى الجيدة والتكنوقراط مختبئة وجبانة!"
وكتب عماد عاشور في صفحته: "نحن أمام خيار فأما أن نبقى على مانحن فيه ببقاء ذات الوجوه، وقد عرفنا انهم فشلوا في أيصال العراق الى بر الأمان...ـأو نجد التغيير والخلاص باختيار شخصيات مدنية كفوءة.. "
بينما علق صالح سعيد: "الاستعانة بذوي الرأي والحكمة والفقهاء ورجال الدين وشيوخ العشائر يساعد في توجيه الناخب العراقي البسيط لاختيار النائب الجديد"
وتعليقاً على الانتخابات وشؤون حياتية أخرى، استعار الكاتب احمد سعداوي على صفحته بموقع الفيسبوك تعبيراً يرد في الافلام الغربية:
" Fool me once, shame on you; fool me twice, shame on me"
وترجمته: "عارٌ عليكَ إن خدعتني مرة، وعارٌ عليّ إن خدعتني مرتين"
تذكروا ان البرلمان صنيعة الناخبين
بين هذا وذاك يلفت الباحث الاجتماعي محمد عبد الحسن الى ان مهمة التغيير والبناء ليست حصراً على فئة واحدة، منوهاً في حديثه لإذاعة العراق الحر الى ان المسؤولية تضامنية عندما يتعلق الامر ببناء المجتمع وتطوير حياته.
ويعتقد استاذ العلوم السياسية عزيز جبر أن خلال أكثر من نصف قرن لم تبرز في العراق أسماء وشخصيات بمواصفات سياسية مهمة وفاعلة كما شهد النصف الأول من القرن العشرين، وفي مقارنة بين مرحلتين في تاريخ العراق المعاصر يعترف جبر بأنه لا يعرف الا عددا قليلا من أسماء وزراء الحكومة الحالية على سبيل المثال.
ويشير عزيز خلال حديثه لإذاعة العراق الحر الى الى ان من اسباب شيوع الصورة النمطية المنتقِدة للمسؤولين والسياسيين في الوسط الشعبي، كون اغلب المتصدرين ليسوا بالكفاءة المطلوبة، وإذا ما كان هناك البعض وذوي الكفاءة و الخبرة، فانهم يضيعون في معادلة المحاصصات السياسية والطائفية التي أطاحت بجوهر الاداء للمؤسسة العراقية
ينبه ناشطون الى ان من المهم ان يدرك المواطنُ طبيعة المهام المنتظرة من عضو مجلس النواب، حيث يظن يعض المصوتين انهم سيختارون رئيس الوزراء، ويذهب البعض الى انه اذا لم يشارك في الانتخابات فسيطعن بشرعيتها، بينما يُقَيِّم كثيرون عمل مجلس النواب على أساس ما تحقق على ارض الواقع من خدمات في منطقته، وكم كسب من اختياره لمرشحه في مجلس النواب. متناسين ان دور البرلمان باختصار هو التشريع والرقابة،
اغراءات المنافع المادية، والعمل البرلماني
وتحضر عند الحديث عن الانتخابات منافعُ البرلمانيين والأرقام الضخمة لمستحقاتهم المالية وامتيازاتهم، حتى تصدرت الانتقادات والاتهامات التي تطالهم من الجمهور.
وترى عضوة مجلس النواب وحدة الجميلي أن المنافع التي يحصل عليها اعضاء مجلس النواب لا يستحقها البعض ممن لا يُسهم بجدية في انضاج القوانين وتشخيص الاخطاء واقتراح الحلول والمعالجات.
وكشفت الجميلي عن أن هيمنة قادة الكتل على أعضاء كتلهم البرلمانية تسببت في تعطيل أداء الكثير من النواب، وأفقدتهم الفاعلية تحت قبة البرلمان.
وبحسب الجميلي فان الراتب الشهري للنائب يبلغ عشرة ملايين دينار، تخضع لبعض الاستقطاعات، كاشفة عن أن هناك تخصيصات تصرف لتعيين افراد الحماية لكل نائب (30 عنصرا بمعدل 720 الف دينار شهرياً)، وللنائب كما توضح الجميلي، القرار بتعيين 30 شخصاً، أو بضعة أشخاص، أو شخصاً واحداً بحسب احتياجه.
وعن حجم المخاوف التي تواجه المرشحين لأول مرة للانتخابات، من ان تناله الاتهامات باعتبارهم منتفعين وطامعين بالمنافع المالية، وأن البرلمان الجديد لن ينجزما يتوقع منه المواطنون، أوضح المرشح قاسم العبودي في تصريح لإذاعة العراق الحر، ان شخصيات جادة وكفوءة تتقدم للتنافس في الانتخابات برغم ما يواجهوا من متاعب، منتقداً الحملات التي تُسيء الى المشاركين في الانتخابات والعملية الديمقراطية، والجهات التي تعمل على ترسيخ الصورة السيئة النمطية للنائب، ملقياً بجزء من المسؤولية تدني أداء مجلس النواب الحالي.
ساهمت في الملف مراسلة اذاعة العراق الحر في بغداد ليلى احمد